“تفاهم مار مخايل”: استعصاء التلاقي مجددا

كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: أكثر من معطى محلي لا يزال يتحكم بالمشهد الانتخابي: – أولاً، لا تخلّي من جانب الثنائي الشيعي عن ترشيح فرنجية.

أقله في المدى المنظور. ولو أنّ هذا الفريق يقرّ أنّ الإسراع في ترشيحه، خطأ ارتكِب بحقه، ساهم في تعرّضه للنيران الصديقة، وتحديداً من أبناء بيئته المسيحية، وكان يفترض بفرنجية أن يقود بنفسه معركة ترشيحه وإعلانه لكي يكون الثنائي بمثابة داعم لا مبادر. – ثانياً، لا نيّة لرئيس «التيار الوطنيّ الحر» جبران باسيل في العودة إلى الوراء، للسير من جديد في ترشيح فرنجية. يعترف المتحمسون للأخير، أنّ ««حزب الله» أخطأ في حساباته حين ظنّ أنّ باسيل سيركب عاجلاً أم آجلاً، ومهما دار به الزمن، قطار ترشيح رئيس «تيار المردة»، وقد بنى جزءاً من استراتيجية دعمه للأخير على قاعدة ضمان أصوات «تكتل لبنان القوي».

واذ بباسيل يطيح بها من دون أن يرفّ له جفن. لا ينكر هؤلاء أنّ اعتبارات رئيس «التيار الوطنيّ الحر» وجودية بمعنى أنه يخوض معركة حياة أو موت، ولذا رفض الخوض في تفاصيل الضمانات التي كان «الحزب» يستعد لوضعها أمامه للتخفيف من هواجسه المستقبلية في حال قبل أن يكون شريكاً لعهد فرنجية، وفضّل المواجهة على التسوية. هو عملياً يسعى إلى التقليل من خسائر ستلحق به بكل الأحوال، مهما كانت هوية رئيس الجمهورية، ما اضطره إلى اللجوء إلى الخصوم لوقف اندفاعة حلفائه، ولو أنّ بعض النواب العونيين يخالفونه الرأي لجهة اعتبارهم أنّه قرر في اللحظة الخاطئة، السباحة عكس تيار التفاهمات الاقليمية. – ثالثاً، لا يزال باسيل مقتنعاً أنّ خيار المرشح الثالث ممكن بالتفاهم مع ««حزب الله».

وهو أعاد تنشيط قنوات تواصله مع «الحزب» عشية جلسة 14 حزيران وما بعدها على قاعدة الحصول من «الحزب» على وعد بالتخلي عن فرنجية. ولكن يبدو أنّ جسور الثقة مع «الحزب» باتت مقطوعة كلياً، أقله هكذا يعتقد بعض المطلعين على موقف ««حزب الله»، مؤكدين أنّ حسابات باسيل باستعادة «التفاهم» من جديد بعد شطب ترشيح فرنجية، توازي رهان «الحزب» على استعادة باسيل إلى تسوية مع فرنجية!بالنتيجة، يستبعد المطلعون، نجاح جبران باسيل في الجلوس من جديد الى طاولة ««حزب الله» للتفاوض على اسم ثالث، فيما لو بقيت حالة الاستعصاء الداخلية مسيطرة. يقولون، فيما لو قرر «الحزب» فعلها، انطلاقاً من رغبته في الانخراط في تسوية تأتي برئيس وتنهي الشغور، فلن يكون شريكه لبنانياً، أو بالأحرى جبران باسيل. والأرجح أنّه سيبرم تلك التسوية مع فريق خارجي بعدما أحرق رئيس ««التيار الوطني الحر» كل مراكبه مع «الحزب».

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.