جلسة نيابية مبتورة بدورة اقتراع واحدة وبلا رئيس! وبري مستعد للتأجيل

البرلمان اللبناني

من الواضح انه ستكون هناك جلسة انتخاب رئاسية اليوم الأربعاء، لكن لا مؤشر على أنها ستتمخض عن انتخاب رئيس، ‏في ضوء الانقسامات النيابية الواسعة، خصوصا في الجانب المعارض المؤيد للمرشح جهاد ازعور، ‏فيما جبهة منافسه ‏‏سليمان فرنجية ‏المدعوم من فريق الممانعة، متراصة، لكنها دون العدد الكافي لاختراق الموانع الرئاسية.

‏رئيس مجلس النواب نبيه بري استبق الجلسة الجديدة، بالتأكيد على ألا تأجيل ‏لجلسة اليوم، إلا في حالة طلب منه البطريرك الماروني بشارة الراعي والفرقاء المعنيين ذلك، إذا ما وجد البطريرك إمكان استبدال الجلسة بحوار وجاراه الفرقاء المعنيون.

‏وأضاف في حديث لجريدة «اللواء»: الحوار لم يعد من اختصاصي بعدما صرت فريقا، ولم أعد حكما، منذ أعلنت ان سليمان فرنجية مرشحنا. 

‏وقال ان تعطيل النصاب اليوم وارد من الفريقين، وفرنجية سيظل مرشحا وسنصوت له اليوم.

وعشية الجلسة الانتخابية، وصف رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة محمد رعد، فرنجية بمرشح المقاومة»، وقال: يرشحون ويدعمون شخصا لا يريدونه أن يصل، إلى رئاسة الجمهورية وإنما يستخدمونه فقط لمنع وصول مرشح المقاومة.

‏من جهته، قال نواف سلام الذي طرح اسمه لرئاسة الحكومة: إن ما يميز البلاد اليوم ليس استقطابا، كالذي كان سائدا في زمن ما يسمى «14 و8 آذار»، انما ما يميزها هو تحديات مالية واقتصادية واجتماعية خطيرة، وكان سلام يرد على وصف فرنجية له بأنه على يمين «14 آذار».

في الأثناء، أعلنت النائبتان بولا يعقوبيان ونجاة صليبا التصويت للمرشح أزعور. 

وقالت يعقوبيان: «استمعنا الى أصوات من صوت لنا، وناقشنا الخيارات المتاحة، وسنعلن ما اتفقنا عليه مع المرشح جهاد أزعور، ونقوم بواجبنا لمصلحة البلد»، مضيفة في مؤتمر صحافي مشترك مع صليبا ان «الواقعية السياسية تحتم علينا اتخاذ القرار الأفضل والرئيس الحلم غير موجود حتى اليوم، ولذلك قررنا إعلان تأييدنا أنا ونجاة صليبا لأزعور وسنحاسبه في حال وصوله».

وتابعت: «لم يقصر» أي أحد بالتهديد وكل الاحترام للوزير السابق زياد بارود ولكن اليوم خيارنا هو الذهاب إلى الأفضل والممكن والواقعي».

أما النائبة صليبا فقالت: «نتبنى ترشيح أزعور لأنه يؤمن بمنطق الدولة وهو قادر على إعادة لبنان الى الحضن العربي وفتح آفاق التعاون مع المجتمع الدولي».

من جهته، ‏عضو كتلة «الكتائب» النائب سليم الصايغ، قال لإذاعة «صوت لبنان»: نريد دورة انتخابية ثانية، ونريد أن ننتج رئيسا للجمهورية، لكن لا أفهم لماذا الرئيس بري، ودائما، بهذه الاستنسابية، يعطل نصاب الدورة الثانية هو وجماعته؟

‏وقالت مصادر الثنائي الشيعي «أمل – حزب الله» انه لا جديد في جلسة اليوم «وهي جلسة إسقاط جهاد ازعور»، معتبرة انه تم ترشيحه بهدف تعطيل الجلسة، و«الكتلة النيابية التي تؤيده تتفكك بينما تزداد كتلتنا ‏صلابة ‏ونحن متمسكون بترشيح فرنجية».

وقال النائب أديب عبد المسيح مغردا عبر «تويتر»: «إذا فشلنا في إيصال أزعور لسدة الرئاسة سيكون آخر مرشح مدني التزم به ونقطة على السطر. 

فإما التوافق الشامل بسلة متكاملة أو نذهب الى مؤتمر تأسيسي ونعدل نظامنا».

‏‏ويبدو ان معظم النواب السنة قرروا البقاء على الحياد، في غياب الموقف الإقليمي الواضح من العملية الرئاسية في لبنان.

وفي هذا السياق، زار «تكتل التوافق الوطني» الذي يضم النواب فيصل كرامي، حسن مراد، عدنان طرابلسي، محمد يحيى، وطه ناجي، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ومفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، وتحدث النائب طرابلسي باسم الوفد قائلا: توافقنا على أهمية الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، لحاجة البلد الماسة إلى الانتظام العام، بدءا من رأس الهرم، في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها في بلدنا الحبيب لبنان».

بدوره، ‏النائب ميشال معوض، توجه الى المترددين بالقول: «إذا اعتبرتم أن أي مرشح لا يقبل به حزب الله هو اصطفاف، وأنتم لا تريدون أن تكونوا جزءا من هذا الاصطفاف، وحزب الله يقول ان أي مرشح غير مرشحي هو تحد، معنى ذلك انه تحت شعار لا نريد الدخول في الاصطفاف، تخدمون حزب الله على حساب الدولة».

من جهته، جدد تكتل «الجمهورية القوية» تأكيده التصويت للمرشح الرئاسي أزعور، داعيا «نواب المعارضة جميعهم، خصوصا الذين لم يتخذوا موقفا حتى الساعة، إلى التصرف بحكمة ومسؤولية لإنجاز هذا الاستحقاق في هذه الجلسة بالذات، بدلا من الاستمرار في الفراغ الرئاسي إلى ما شاء الله».

التكتل عقد، عبر تطبيق «زووم»، اجتماعه الدوري برئاسة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. 

وشدد على ضرورة أن تكون جلسة اليوم نهائية تفضي إلى انتخاب رئيس، وتحميل كل من يفقد النصاب مسؤولية استمرار الشغور وانعكاساته على البلد على الصعيدين المالي والسياسي.

وأدان الكلام التهويلي الصادر عن بعض القوى السياسية التي تريد فرض مرشحها خلافا لموازين القوى النيابية، وتتحدث عن مؤامرة واستهداف وعزل، فيما المؤامرة تكمن في تعطيل الاستحقاق الرئاسي وضرب الاستقرار والانتظام.

ونوه بالبيان الصادر عن المرشح أزعور الذي أكد خلاله على استقلاليته ويده «الممدودة ليشمل الحوار كل المكونات والقوى السياسية».

الانباء

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.