الاتحاد المسيحي اللبناني المشرقي لمفوضية اللاجئين: استمراركم في مشاريعكم لدمج النازحين عمل عـدائي ونحذر من انفجار الوضع قريبا

وجه الامين العام لـ”الاتحاد المسيحي اللبناني المشرقي” فرنسوا العلم كتابا مفتوحا الى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حول النزوح السوري الى لبنان، وقال فيه: “انطلاقا من أهدافكم المعلنة التي تتمحور حول ضمان أن يتمتع كل انسان بحق التماس اللجوء والبحث عن ملاذ آمن هرباً من العنف أو الاضطهاد أو الحروب أو الكوارث في وطنه، والمساهمة في إتمام عودة اللاجئين الاختيارية إلى أوطانهم أو الاندماج في المجتمعات المستقبِلة، أو إعادة التوطين لبلد ثالث، نلفت انتباهكم الى ان نزوح الافراد والمجموعات من بلادهم  الناتج عن ظروف حرب أو اضطهاد، عادة ما يحصل باتجاه أقرب نقطة حدودية تنقلهم الى محيط آمن، الأمر الذي لا ينطبق على العدد الأكبر من النازحين السوريين الذين لجأوا الى لبنان، كون مناطق اقامتهم الاصلية في سوريا كانت أقرب الى الحدود الاردنية أو العراقية أو التركية وليس الى الحدود اللبنانية. الامر الذي يؤكد ان خلفية نزوحهم الى لبنان كانت لأسباب مختلفة عن تلك المدرجة في برامجكم، مما ينزع عنهم صفة اللاجئين”.

أضاف: “إذا كان لبعض النزوح السوري الى لبنان ما يبرره أساسا، كونه جاء بحثا عن ملاذ آمن بسبب الحرب او الاضطهاد، فقد زالت تلك الأسباب منذ سنوات عدة وبنسبة كبيرة، من ناحية اولى لأن المعارك العسكرية قد توقفت على 90 بالمائة من الاراضي السورية، ومن ناحية ثانية لأن عشرات الآلاف من النازحين السوريين قد سبق وأقدموا دوريا وبمناسبات مختلفة على الذهاب الى سوريا لتفقّد ممتلكاتهم وأقاربهم، ومن ثم عادوا الى لبنان دون أن يتعرضوا لأي مضايقة أو اضطهاد من قبل السلطات السورية. ومع ذلك فإن مفوضيتكم الكريمة لم تبادر اطلاقا لإسقاط صفة اللاجئين عن أي منهم، رغم  تعارض ذلك مع واقع الحال وتناقض عملكم مع أهداف مفوضيتكم المعلنة لجهة ضمان تمتع كل انسان بحق التماس اللجوء والبحث عن ملاذ آمن”.

وتابع: “تزعمون ان أهداف مفوضيتكم هو السعي لإتمام عودة اللاجئين السوريين الاختيارية إلى وطنهم، أو الاندماج في المجتمعات المستقبِلة أو إعادة توطينهم في بلد ثالث، في حين اننا قد لمسنا على مدى السنين الماضية ان مفوضيتكم تحصر نشاطها في العمل على “بناء مستقبل أفضل” لملايين السوريين النازحين الى لبنان، داخل لبنان، على حساب تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني والمالي للبنان واللبنانيين، دون ان تقوم بأدنى جهد لإتمام عودتهم الاختيارية الى أوطانهم أو اعادة توطينهم في بلد ثالث، رغم معرفتكم أن لبنان وبالرغم من انهيار وضعه الاقتصادي، هو البلد الذي استقبل أكبر عدد من النازحين في العالم نسبة لعدد سكانه وأن عدد النازحين فيه قد لامس عدد المقيمين اللبنانيين. على العكس، ان  مفوضيتكم تبذل كل جهد وامكانياتها لتشجيع النازحين على البقاء في لبنان، من خلال اغرائهم بالمال وتهديدهم بوقف أي نوع من أنواع المساعدة التي تقدم لهم في لبنان في حال قرروا العودة الى سوريا. كما انها تضغط على السلطات الأمنية والعسكرية

والسياسية والقضائية اللبنانية للعمل على منع مغادرتهم لبنان الى بلدان ثالثة، في حين بدأت بعض الدول الأوروبية بترحيلهم قسرا دون ان تحرك المفوضية ساكنا، الامر الذي يثير الشكوك والمخاوف لدى اللبنانيين من الأهداف الحقيقية الكامنة وراء حصر عملكم على ابقائهم في لبنان”.

واردف: “لقد بانت النتائج السلبية لأهداف مفوضيتكم الآيلة الى دمج النازحين في المجتمع اللبناني على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والامنية، وباتت تؤدي الى تحويل لبنان من ملاذ آمن للنازحين الى بؤر توتر غير آمنة ستحرق بنيرانها جميع المقيمين على الأراضي اللبنانية من لبنانيين ونازحين سوريين على السواء. لقد ضاق الشعب اللبناني ذرعاً في كل المناطق اللبنانية من نشاطاتكم التي باتت تتناقض بنتائجها مع الاهداف المعلنة لمفوضيتكم، كما تتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة الذي يضمن سيادة الدول على أراضيها. وقد تعالت أصوات الشعب اللبناني التي تطالبكم بتحويل خططكم من دمج النازحين السوريين في لبنان الى العمل فوراً على عودتهم الآمنة الى ديارهم، دون أن تلقى آذان صاغية منكم، بل على العكس فهي تقابل بزيادة الضغوط السياسية والاقتصادية على لبنان وعلى ما تبقّى من إداراته ومؤسساته المنهكة أصلا، للخضوع لمشاريع مشبوهة ستؤدي حتما الى الانفجار الكبير. وفي هذا الاطار، نود أن نذكركم أن لبنان هو أحد البلدان المؤسسة للأمم المتحدة وأن من أبرز مبادئ الأمم المتحدة وأهدافها، احترام وحفظ سيادة الدول على أراضيها، وحفظ السلم والأمن الدولي وانماء العلاقات الودية بين الأمم. وبالتالي فان سعيكم لدمج النازحين السوريين مع الشعب اللبناني على حساب دولة لبنان وشعبه وسيادته، لا يمكن أن يشكل أي شكل من أشكال المساعدة، بل على العكس هو امعان في استغلال وضع لبنان وتعريض أمنه وسيادته لصالح مشاريع مشبوهة لا تمت بمبادئ وأهداف الأمم المتحدة بصلة”.

وختم: “بناء على ما سبق، وانطلاقا من حرص الشعب اللبناني على العلاقات الطيبة مع النازحين السوريين الذين استضافهم بصدر رحب على مدى 12 سنة، وانطلاقا من حرص لبنان على علاقاته الطيبة مع الأمم المتحدة وجميع المنظمات المنبثقة عنها، يهمنا اعلامكم بان الشعب اللبناني بات يعتبر استمراركم في تنفيذ سياساتكم ومشاريعكم الآيلة الى دمج النازحين السوريين في لبنان عملا عدائيا واننا نحذر أن انفجار الوضع قد بات قريبا وبانكم لن تكونوا بمأمن عن غضب الشعب اللبناني عند قيام الساعة مع جميع المتعاونين والمتعاملين معكم من سياسيين واعلاميين ومصرفيين وجمعيات تبغي او لا تبغي الربح. لذلك فاننا ندعوكم الى وضع حد لأي مشروع يسعى الى دمج النازحين السوريين في لبنان وتصحيح المسار بالعمل الفعلي على اعادتهم الى وطنهم دون خلق أية تبريرات أو حجج”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.