من مخاطر انتظار التسويات: ارتفاع المتاريس السياسيّة بين المسلمين والمسيحيين

كتب محمد علوش في” الديار”: تُشير المصادر إلى أن التعويل على تسوية خارجية لبدء الحلحلة الداخلية لا يكفي لوحده، فقط يطول الإنتظار، رغم كل الحديث عن مبادرات مصرية، تركية، إماراتية، وفرنسية وقطرية، فكل هذه المبادرات لا تحقق الهدف المطلوب وهو التقارب السعودي الإيراني القادر وحده على إيجاد بعض الحلول.

عدم اقتراب التسوية يمكن مراقبته من خلال الوضع الإيراني، فإيران ستخضع لعقوبات اوروبية قريباً، في إشارة الى انسداد الأفق أمام الحوار النووي، ولأجل زيادة الضغط على طهران، في وقت كان الحوار الإيراني – السعودي مقتصراً على تبادل السلام، دون الكلام بأصل ما يهم المملكة وهو الملف اليمني تحديداً، وبالتالي فلا شيء قريبا بعد.
في الداخل اللبناني دعوات للتقسيم والطلاق، تندرج بحسب المصادر بإطار “الحرب الناعمة” التي تُخاض بين فريقين سياسيين أساسيين، كان لافتاً انضواء الحزب التقدمي الإشتراكي في فريق الثنائي الشيعي في ما يتعلق بالموقف من التقسيم، فهذه الدعوات التي صدرت عن القوى المسيحية، تُعتبر من حسب وجهة نظر المصادر، رفعاً للسقف ومزايدات بالشارع المسيحي، بظل الوضع القائم حالياً.

هذا التصعيد السياسي المترافق مع انسداد أفق العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، يؤدي، بظل غياب القطب السني الأساسي في البلد، الى مواجهة سياسية بين الشيعية السياسية والمسيحية السياسية، حيث لم يعد هناك علاقات تحالفية قوية مؤثرة بين أي مكون مسلم وأي مكون مسيحي، وهنا أصل العطل القائم في النظام والذي لا يمكن أن يستمر الا بإصلاح ضروري فيه.
اليوم نعيش بظل متاريس “سياسية” بين الطوائف، ما يجعل الحاجة الى رئيس مسيحي “جامع” حاجة ماسة لأجل مستقبل لبنان.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.