بو غنطوس: رغم ضبابية المشهد السياسي في لبنان، الا انه ليس بهذه السوداوية التي يسوق لها البعض

كتب المستشار السياسي وخبير العلاقات الدولية في الهيئة الدولية لسفراء العالم بالاتحاد الاوروبي، الدكتور نبيل بو غنطوس،
في موقع مجموعة ليبابيديا الاخبارية في بيروت، معلقا على الاحداث في لبنان:

رغم ضبابية المشهد السياسي في لبنان، الا انه ليس بهذه السوداوية التي يسوق لها البعض، فالاكيد ان الامور قد لن تجد حلولا سحرية للازمات التي تتخبط فيها البلاد، لكن الاكيد ان الوضع السياسي العام في لبنان، هو موضوع متابعة دولية مكثفة غير معلنة، الا ان العالمين ببواطن الامور، يدركون ان هناك خطوطا حمر لا يمكن لاي فريق لبناني تجاوزها لا اليوم ولا غدا، كما انهم يدركون ان المجتمع الدولي، وكبريات الدول صاحبة القرار الحقيقي على الساحة اللبنانية وكل الساحات المحيطة، بدءا بسوريا مرورا بالعراق وليبيا وصولا الى اليمن، وكل المناطق المتفجرة في الاقليم وفي العالم، قد رسمت مستقبل المنطقة لعشرات السنين المقبلة، وهي لن ترضى باي حال من الاحوال، ان يغرد اي فريق لبناني او غيره، خارج سربه، او خارج اطار الدور المرسوم له. المنطقة مقبلة على خطوات تنفيذية سريعة، ستوضع قيد التطبيق فورا، سيما وان الحرب العالمية الثالثة غير المعلنة، بين الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها من جهة، وبين الاتحاد الروسي وحلفائه من جهة ثانية، باتت معالمها ونتائجها واضحة للعيان، ويتضح معها اكثر فاكثر، من هي القوة الدولية المسيطرة على النظام العالمي حاليا، ولربما لعقود كثيرة آتية.
وان عدنا للتأمل في الواقع اللبناني، لوجدنا انه رغم كل التهويل القائم، والتهديدات المبطنة، والتسريبات حول نوايا جهات وافرقاء بوضع اليد على البلاد ومقدراتها، لم يقع اي حدث يسجل في حارج اطار المألوف في مثل هذه الظروف، لأن الجميع ملتزمون شروط اللعبة، ولأنهم ليسوا بوارد محاولة تغيير قواعد الاشتباك السياسي والعسكري على الساحة اللبنانية، خشية من انفلات الامر وانتقاله الى ساحات اخرى. وفي نفس الاطار، علمنا من جهات دولية مطلعة، أن الإستقرار الأمني في لبنان خط أحمر، سيما في ضوء معلومات وردت من عدة محافل، عن اجتماعات أميركية – روسية في دولة إقليمية فاعلة لمناقشة آليات إنهاء الحرب في أوكرانيا، في مرحلة اولى، الى آليات تبريد لكل الساحات الدولية المضطربة، وصولا الى محاولة معالجة المآزق الاقتصادية التي يقبل عليها العالم بخطى سريعة. وهكذا يبدو جليا، ان اللعب في الساحة اللبنانية، له شروط جديدة على جميع الافرقاء التزامها والتقيد بها وعدم الخروج عن قواعد اللعبة الجديدة، واهمها، ان اللعب بالنار في لبنان لم يعد مسموحا الى حد بعيد. فما يحصل لا يعدو كونه مناورات ومحاولات يائسة لتحقيق مكتسبات باتت بعيدة المنال لهذا الفريق او ذاك، لا بل يمكن باتت اضغاث احلام.
ويمكن الملاحظة ايضا، ان افرقاء لبنانيين، يحاولون لدى دولة اوروبية كبرى معنية بلبنان، وعن عبث، اجراء بعض التعديلات لما هو قادم من احداث في لبنان في القادم من الايام، لكن دون نتيجة، في ظل عدم فتح الباب امام اي شخصية لبنانية، لالتقاء اي من قادة الصف الاول في الدول الفاعلة، وحصر اي لقاءات تحصل، بموظفين من القئة الثالثة والرابعة.
ويبقى ان نلفت، انه لم يعد سرا، ان اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان واسرائيل، كان له الدور الابرز، في تبريد الرؤوس الحامية على الساحة اللبنانية، خصوصا وان الاتفاق المذكور، قد يكون شمل اتفاقيات موازية، تشمل ترسيما سياسيا واقتصاديا واداريا، للبنان ما بعد 2022، سيجبر الجميع على قبول الواقع الجديد.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.