رئيس إسرائيل ينهي الجدل بشأن تبادل الحديث مع بودن وميقاتي

EGYPT 3

 أنهى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ الجدل الذي أثارته صورة جماعية مع رئيسي وزراء تونس نجلاء بودن ولبنان نجيب ميقاتي وما أشيع عن تبادلهما أطراف الحديث معه خلال مؤتمر المناخ في مدينة شرم الشيخ المصرية (كوب 27).

وكشف مكتب الرئاسة الإسرائيلية النقاب عن تفاصيل واقعة الصورة الجماعية، مبينا أن الرئيس إسحاق هرتصوغ قدم نفسه لرئيسي وزراء تونس ولبنان دون رد من الأخيرين.

وذكر المكتب في بيان، إنه خلال الصورة الجماعية لقادة العالم في القمة بمصر الاثنين، “التفت الرئيس إلى القادة الذين يقفون بجانبه وقدم نفسه، كما تملي الأخلاق”.

وأضاف البيان “عندما قدم الزعماء أنفسهم لبعضهم البعض كان رئيسا وزراء تونس  ولبنان يقفان في مكان قريب وكان مفهوماً بينهما أنهما لا يستطيعان الكلام .. كان هذا هو الحديث الكامل بين القادة الثلاثة”.

وكان رواد منصات التواصل الاجتماعي قد تداولوا مساء الثلاثاء مقطع فيديو يظهر بودن تتحدث باقتضاب مع هرتسوغ، أثناء التقاط صورة جماعية للزعماء ورؤساء الحكومات، الذين حلوا بمصر للمشاركة في القمة، وهي تقف في الصف الخلفي بينما يتقدمها هرتسوغ.

وأثارت الصورة، ردود أفعال تونسية تنتقد الموقف، حيث اعتبرها معارضون تونسيون وفي مقدمتهم حركة النهضة الإسلامية بأنها “فضيحة” وما حدث “يتعارض مع السياسة الخارجية للدولة التونسية.

وكشف الإعلام العبري أن الرئيس الإسرائيلي حاول عقد لقاءات مع قادة ومسؤولين من دول عربية لا تعترف بإسرائيل من بينهم بودن، لكن فشل في ذلك.

ودخل الاتحاد العام التونسي للشغل على خط الانتقادات الموجهة لرئيسة الحكومة، حيث قال أمين العام المساعد في المنظمة سامي الطاهري في عبر حسابه على فيسبوك إن ما حصل فضيحة لا يمكن تببيضها.

وفي المقابل، قال إبراهيم الرزقي كاتب عام نقابة السلك الدبلوماسي في تصريح لإذاعة “موزاييك” المحلية مساء الثلاثاء ”هي ندوة عالمية وتونس تعلم أن إسرائيل مشاركة في الندوة… وفي العرف الدبلوماسي إلقاء التحية لا يعني تطبيعا وسبق لوزراء تونسيين أن التقوا بمسؤولين إسرائيليين على غرار وزير الدفاع، وتونس تجلس مع إسرائيل في اجتماعات الأمم المتحدة.. والتطبيع هو أن اعترف بك وأتبادل معك السفراء”.

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الأسبق أحمد ونيس في تصريح لإذاعة “ديوان أف أم” المحلية أن اللقطة المتداولة، لم تجسد حديثا أو حوارا أو تبادلا للأفكار بين رئيسة الحكومة والرئيس الاسرائيلي، بل اقتصرت فقط على تبادل التحية التي قدمها لها الرئيس الإسرائيلي ولا نعلم ان كانت تعرف صفته أم لا.

وأضاف بأن “رئيسة الحكومة شرفت الموقف التونسي وتفادت الوقوع في فضيحة”.

وبدوره، أكد الصحافي والمحلل السياسي زياد الهاني إن بودن تصرفت بلياقة دبلوماسية وهذا يحسب لها وليس عليها، مضيفا أنه حان الوقت كي يتم التفكير بحكمة في شق طريق السلام الذي يحفظ حقوق الجميع، مشيرا إلى أنه يتبنى موقف بورقيبة في خطاب أريحا.

ولا ترتبط تونس وإسرائيل بأي علاقات رسمية، ودائما ما أكد المسؤولون التونسيون رفضهم للتطبيع مع تل أبيب.

ويبدو أن الرئيس الإسرائيلي أراد إحراج الرئيس التونسي قيس سعيد الذي سبق أن صرح خلال حملته الانتخابية الرئاسية في 2019 أنه ضد التطبيع مع إسرائيل، لكنه أكد مع ذلك أنه لا يتدخل في شؤون الدول العربية التي وقعت اتفاقيات إبراهام مع تل أبيب.  

وتودي رئيسة الحكومة التونسية زيارة إلى مصر للمشاركة في قمة المناخ “كوب27” التي تحتضنها مدينة شرم الشيخ المصرية يومي 7 و8 نوفمبر الحالي.

ورافق بودن في هذه الزيارة وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيّد، ووزيرة الصناعة والمناجم والطاقة نائلة نويرة القنجي، ووزيرة البيئة ليلى الشيخاوي، وفق ما ورد في بلاغ لرئاسة الحكومة التونسية.

ويشارك في هذه القمة، عدد من قادة العالم والمسؤولين في الأمم المتحدة، كما يحضرها آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم، في محاولة لدعم مكافحة التغير المناخي، وهي تنعقد في ظل دعوات لالتزام الدول الكبرى بأهداف تقليص الانبعاثات ومساعدة الدول الصغيرة على مواجهة تداعيات تغير المناخ.

وفي سياق متصل، نفت الحكومة اللبنانية، الثلاثاء، تواصل رئيسها نجيب ميقاتي مع أي مسؤول إسرائيلي خلال اجتماع موسع ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 27” المنعقد في مدينة شرم الشيخ بمصر.

وتداولت وسائل إعلام خبرا حول مشاركة وزيرة إسرائيلية في ورشة عمل متخصصة في مؤتمر المناخ ضمت ميقاتي إلى جانب وفدي العراق وفلسطين.

وقال المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة اللبنانية، في بيان، إن “الاجتماع الموسع تم بدعوة من رئيسي مصر عبد الفتاح السيسي وقبرص نيكوس أناستاسيادس وبحضورهما وبمشاركة دولية وعربية واسعة، على غرار سائر فاعليات مؤتمر المناخ”.

وشدد على أن “الاجتماع لم يتخلله على الإطلاق أي تواصل مع أي مسؤول إسرائيلي”.

واعتبر أن “الضجة التي يفتعلها الإعلام الإسرائيلي في هكذا مؤتمرات باتت معروفة الأهداف”.

وخاض لبنان وإسرائيل عدة حروب، ولا تعترف بيروت بدولة إسرائيل التي لا تزال تحتل أراضٍ لبنانية، ووقّعا بشكل منفرد في 27 أكتوبر الماضي اتفاقا لترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.