ميقاتي «يفش خلقه» ويخرج ما كتمه في صدره ويحشر باسيل في الزاوية

رسالة رئيس الجمهورية التي اريد لها استهداف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جاءت بمفعول عكسي وفتحت الباب واسعا للرئيس ميقاتي كي يخرج كل ما كتمه في صدره على مدى خمسة اشهر من ضغوط من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الحر جبران باسيل، وحشرهم في الزاوية، وقال لباسيل لم اعتذر عن التشكيل لأنها كانت امنيتك.

سجال باسيل لم يقتصر على ميقاتي بل ايضا مع نائبة القوات ستريدا جعجع التي سألت عن «شوارب الرجال».

الجلسة اقرت بقيام الرئيس ميقاتي بمهامه وفقا للدستور ونصوص تصريف الاعمال وكانت مناسبة للرئيس بري للتأكيد ان التوافق لانتخاب رئيس الجمهورية ضرورة وحدد موعدا الخميس المقبل، لكنه اوضح ان جلسات الانتخاب اصبحت مسرحية وموضوع هزء، وقد انسحب نواب التغيير والكتائب من الجلسة بذريعة عدم قانونياتها لان مهمة المجلس انتخاب رئيس الجمهورية.

الجلسة بدأت بالكلمات بالنظام لنواب التغيير والكتائب وعدد من النواب الذين تحدثوا عن عدم قانونية الجلسة لان المجلس في حالة انعقاد لانتخاب الرئيس، وان الرسالة لم يعد لها اي مبرر وهدفها خلق مشكل طائفي، وان المطلوب ملء الفراغ الرئاسي وليس تنظيمه. وقال النائب مروان حمادة ان «الضرب بالميت حرام» ولا جدوى من الرسالة لمناقشتها.

فأكد الرئيس بري ان النيات سليمة ان شاء الله وسبق وناقشنا رسائل مشابهة في اشارة الى الرسالة التي وجهها الرئيس ميشال عون لسحب التكليف من الرئيس سعد الحريري عام 2021 ولم يأخذ بها المجلس، وأنا لا ادعو لأي جلسة تحت عناوين طائفية.

وطلب النائب جورج عدوان تلاوة رسالة رئيس الجمهورية لوقف السجال حولها، فرد بري انها لا تتلى لأنها وجهت عبر رئيس المجلس ولكن لا مشكلة. وطلب نائب التيار الحر سليم عون الاستماع لكلمة الرئيس المكلف

فرد بري يعني اذا «سمعته ستقتنعوا منه» فرد عون لا.

ثم بدا النقاش فتحدث نائب «حزب الله» محمد رعد فرأى ان الرسالة تكشف معوقات تشكيل الحكومة وأننا في مرحلة صعبة، ومؤسسات مهترئة وان الرسالة تشير الى ثغرة وهي عدم تحديد الدستور مهلة التشكيل وان معالجة هذا الامر يتطلب ظروفا غير ملائمة الآن.

وكانت مداخلات للنواب جميل السيد، جهاد الصمد، فؤاد مخزومي، بلال عبدالله، اكدت ان الحكومة تقوم بما هو مطلوب منها وفق الدستور، وان محاسبتها تبدو صعبة لأنها مستقيلة.

النائب جورج عدوان قال ان سحب التكليف كما طلب رئيس الجمهورية لا يجوز، ولا انعقاد لمجلس الوزراء مع الاستقالة.

النائب وائل ابو فاعور اكد ان الميثاقية محفوظة والشراكة موجودة ولا خوف من ذلك ولا مبرر للرسالة.

وتحدث النائب جبران باسيل فقال: نحن كتلة رئيس الجمهورية نود الاستماع لرئيس الحكومة، وكنا نتمنى ان تعقد الجلسة قبل نهاية الولاية. فرد بري: رئيس الحكومة ليس ملزما بالكلام وله ان يتكلم او يمتنع لان الرسالة للمجلس.

وأضاف بري اما بالنسبة لموعد الجلسة فقد وصلت الرسالة في آخر يوم من الولاية لم يكن ممكنا عقدها قبل ذلك. وتابع باسيل ان رئيس المجلس ينتخب كأقوى في طائفته، وكذلك رئيس الحكومة فلتحدد القوى المسيحية رئيس الجمهورية.

فقاطعته ستريدا جعجع اذا سلم بجعجع كرئيس جمهورية لانه الاقوى مسيحيا. فقطاعها باسيل: دعيني اكمل. فأكملت: جعجع «حط ايدك ع شواربك»

فقال باسيل «يلي ايده على شواربه» يؤيد «داعش». فقالت جعجع بدك يكون في شوارب.

ثم تحدث اخيرا الرئيس ميقاتي فاعتبر ان مرسوم قبول استقالة الحكومة هو اعلاميا وليس انشائيا، لان الحكومة مستقيلة وتلا الرسالة التي وجهها الى رئيس المجلس ردا على رسالة عون، بالتأكيد على متابعة مهامه بما لا يخالف الدستور وانه هدف التأكيد على ذلك من الرسالة.

وأضاف قلت مرارا انني ضد الاستفزاز وهمنا هو هم الناس، ونحن في تشاور تام مع المجلس وان رئيس المجلس كان يحضني دائما على تشكيل الحكومة رغم اتهامه من التيار بانه يعطل التشكيل.

ثم عرض لمسار العلاقة مع عون في الفترة الاخيرة فقال انه تم تكليفه بالتشكيل في 23 يونيو بعد الاستشارات. وأوضح ان عون قال له لم تحظ بتسمية مسيحية.

فقلت هذه ليست لها علاقة بالميثاقية ان شاء الله تأتي في الثقة فرد عون لن يعطوك ثقتهم، فهل تقبل بذلك.

فقاطعه باسيل: كان يجب ان تعتذر فقال ميقاتي لأنك تتمنى ان اعتذر امتنعت عن الاعتذار.

وتابع: كان توجه الجميع بتشكيل حكومة سريعة ولذلك تقدمت بالتشكيلة في 27 يونيو، ولم اتلقى اي رد فطلبت الاتصال وطلب موعد في 5 يوليو، فكان الرد بعد نصف ساعة ولم يأت الموعد ابدا.

وطلب بري احضار ماء لميقاتي فقال باسيل اكيد «بدو مي»، رد ميقاتي اكيد بدي مي لانك «بتنشف الريق والدم» وتابع ميقاتي: وقبل اسبوع من انتهاء الولاية صدر بيان عن الرئاسة بأنه لن يوقع مرسوم الاقالة.

فقاطع جبران: غير صحيح واعتبره تطاولا على الرئاسة، فرد ميقاتي صحيح وما بدي قلك شو طلعت عملت بالقصر وهددت يلي وزع البيان.

وتدخل النائب جهاد الصمد وقال: لا نريد تطاولا على الرئيس ولا على رئيس الحكومة وعندما يتحدث رئيس الحكومة يجب ان يستمع اليه. وكشف الرئيس ميقاتي اخيرا ان وزير الخارجية ابلغه ان عون قال: وضعت التشكيلة الحكومية في «جار» واقفلت عليها ورميت المفتاح.

وفي الختام تحدث رئيس المجلس فقال: الحمد لله هناك اجماع من الجميع ان الاولوية هي لانتخاب رئيس الجمهورية ومن البداية قلت المطلوب ان يكون هناك توافق من الجميع ولن يمر اسبوع الا وادعو لجلسة انتخاب الرئيس واحدد منذ الآن يوم الخميس المقبل ولكن للاسف اصبحت الجلسات مسرحية واصبحنا هزء من المواطنين.

اما بالنسبة لجلسة اليوم فإنني اقترح نصا انه بعد الاستماع الى الرسالة واستنادا لنصوص الدستور حول التكليف وطالما انه لا يوجد هناك نص يحدد المدة للتشكيل، فإنني اقول ان الاستشارات ملزمة وجاءت بتكليف مباشر من قبل النواب والمطلوب تعديل دستوري ليس وقته لتحديد المهلة، وحتى لا تطغى سلطة على اخرى ولعدم الدخول في ازمات دستورية في مرحلة اقتصادية صعبة يؤكد المجلس على ان الرئيس المكلف للقيام بمهامه ضمن حكومة تصريف الاعمال وتمت الموافقة على النص ورفعت الجلسة.

الأنباء – أحمد عز الدين واتحاد درويش