عقدة “حزب الله” السُّنية تدخل لبنان في المجهول.. رئيس الجمهورية قد يأخذ الأمور بصدره ويحلها من كيسه

خلافاً لكل سيناريوهات الحل التي يجري تداولها لما يسمى بـ”العقدة السنية”، فإن “حزب الله” وكما علمت “السياسة” أبلغ من يعنيهم أمر تأليف الحكومة الجديدة، أنه لن يقبل بولادتها ولن يسلم أسماء وزرائه، إلا إذا حصل على تعهد واضح من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بأنه سيصار إلى توزير أحد النواب السنة، وليس شخصية قريبة منهم، الأمر الذي يجعل الأمور على درجة عالية من التعقيد الذي يفتح المواجهة القائمة على مصراعيها، خاصة مع انسداد مخارج الحل الذي يبدو متعذراً، مع إصرار الرئيس المكلف على موقفه برفض الموافقة على توزير أي من هؤلاء.
لكن في المقابل، فإن الرئيس عون، وكما تقول المعلومات لـ”السياسة”، وهو الذي يدرك أكثر من غيره التزام “حزب الله” المطلق بأي وعد يطلقه لحلفائه، قد يأخذ الأمور بصدره ويعمل على حل المعضلة القائمة من كيسه، بالتنازل عن الوزير السني من حصته، لمصلحة أحد النواب السنة المستقلين، على أن يتولى أمر إقناع الرئيس الحريري بخطوته هذه، للمخاطر التي تتهدد البلد.
وقد أكد الحريري أنه “صحيح أننا حكومة تصريف أعمال ورئيس مكلف، لكن هدفنا الاساسي أن نطوّر البلد ولدينا فرصة ذهبية لتطويره خاصة بعد مؤتمر سيدر.”، وقال إن، “مؤتمر سيدر ليس فقط مجموعة مشاريع بل إصلاحات، لان من دونها لا يمكن القيام بالبلد، وأهم ما حصل قبل الذهاب الى باريس هو موافقة مجلس الوزراء على كل الاصلاحات والمشاريع.”، مضيفا أن “أي حكومة قادمة ستدرج في بيانها الوزاري كل هذه الاصلاحات والمشاريع”، وآملا “بالخير اذا حلّت مشكلة الحكومة والحلّ ليس عندي انما عند الاخرين.”
وفي السياق،اعتبر الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري أن كلام نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، جاء ليكرر مقولات تخالف الحقيقة والواقع، مشيرا الى انه “كما بات معلوماً للجميع، بعد 6 أشهر من جهود الرئيس الحريري الحكومة جاهزة منذ أسبوعين ولا ينقصها الا اسماء وزراء حزب الله الثلاثة، فإن قدم اسماء وزرائه الثلاثة اليوم تتشكل اليوم، وان بعد أسبوع تتشكل بعد أسبوع، وهو يتحمل المسؤولية الكاملة في الانتظار”، مؤكدا أن “المشكلة عند حزب الله، والحل عند الرئيس المكلف وفقاً لصلاحياته والقواعد الدستورية”.
وكان قاسم أشار الى أن “حزب الله” قدم كل التسهيلات في الشأن الحكومي، وأن “القرار بيد رئيس الوزراء المكلف، لأن المشكلة منه والحل معه”.
كما رد النائب سمير الجسر، على قاسمه بالقول: “الرئيس الحريري لم يضع معاييرا للتأليف، ورفض الاعتراف بكل بدعة وبكل عرف ما خلا ما ارتبط منها بالرئاسات الثلاث”، مضيفا “حيّدوا انفسكم عن طرح توزير واحد من النواب الستة الذي طرحتموه وستجدون كيف تتبدد العقد”.
وكتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عدوان عبر حسابه على “تويتر”، قائلا: “عداد الدين ماشي.. ما في مال باحتياط الموازنة.. الإنذارات تتوالى يوميا.. كل شي نحو الحضيض.. بس الحكومة متوقفة!؟!”
وسأل الوزير السابق رشيد درباس، “إذا كان سعد الحريري يوافق على أن يكون ثلث الحصة السنية لسواه، فكيف يكون محتكراً لطائفته فيما الجدار الفاصل يحول دون الطير من أن ترفرف فوق الحصص الأخرى؟”.
إلى ذلك، وعلى وقع استمرار ردود الفعل المرحبة، تلقى البطريرك بشارة الراعي اتصال تهنئة برعاية المصالحة بين تيار “المرده” وحزب “القوات اللبنانية”، من الرئيس أمين الجميل.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.