بعد غزة..هل تكرر إسرائيل “الضربة الاستباقية” ضد الحزب في لبنان؟

أطلقت إسرائيل، مساء الجمعة، عملية عسكرية تقول إنها “استباقية” ضد حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بعد أيام من استنفار واسع في مناطق غلاف قطاع غزة تحسباً لرد محتمل على اعتقال القيادي في الحركة بسام السعدي في جنين مطلع الشهر الجاري.
وبدأت إسرائيل عمليتها العسكرية التي أطلقت عليها اسم “الفجر الصادق” باغتيال عدد من قادة وعناصر سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أبرزهم القيادي تيسير الجعبري، قائد لواء شمال غزة، والذي ارتبط اسمه بعدد من العمليات ضد إسرائيل.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، “سلاح الجو الإسرائيلي شن غارات، رداً على تهديدات ملموسة للجهاد الإسلامي في قطاع غزة”، في إشارة لتنفيذ ضربة استباقية ضد الحركة وهي سياسة جديدة تتبعها إسرائيل ضد قطاع غزة.

ويرى محللون ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن العملية الاستباقية ضد حركة الجهاد الإسلامي، تريد منها إسرائيل إرسال رسائل عدة، أهمها لحزب الله حيث يطلق الأخير تهديداته المتكررة باستهداف منصة الغاز في المنطقة المتنازع عليها بين إسرائيل ولبنان في البحر الأبيض المتوسط.

ويشير المحللون إلى أنه يمكن أن تكرر إسرائيل السيناريو ذاته مع الحزب حال وجود معلومات استخبارية لديها بأن لدى الحزب نوايا جدية بتعطيل بدء العمل في التنقيب عن الغاز والمقررة مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل.

استعادة الردع
وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي أحمد عوض، إن “هدف العملية الأساسي بالنسبة لإسرائيل هو استعادة قوة الردع على كل الجبهات، ومسألة الذرائع موجودة لدى إسرائيل ولا تحتاج لتقديمها”.

وأضاف لـ24 “الهجوم على قطاع غزة جاء بعد أن وجدت إسرائيل أنها تعيش في منع تجول في غلاف غزة، وبالتالي هي لا تريد فرض معادلات من هذا النوع على سكان المناطق المحيطة بقطاع غزة”.

وتابع “سيناريو الضربة الاستباقية يمكن أن يتكرر مع حزب الله في لبنان، لأن التهديد هناك أكبر، ويمس عصباً حساساً أكبر بالنسبة لإسرائيل والعالم وهو مسألة التنقيب عن الغاز”.

وأضاف “بالنسبة لإسرائيل كل السيناريوهات مطروحة على الطاولة، وهي أجرت مناورة تحاكي الهجوم من عدة جبهات ونفذت مناورات للاستعداد لمثل هذا السيناريو”.

تفكيك الجبهات
من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي محسن أبو رمضان، أن التحضيرات التي قامت بها إسرائيل والحشودات في محيط قطاع غزة وإغلاق المعابر قبل بدء العملية العسكرية في قطاع غزة، تشير إلى أن هذه العملية كانت مدبرة لاستدراج الجهاد الإسلامي.

وقال في حديث لـ24 إن “إسرائيل قامت بعملية مخططة ومبرمجة بهدف استهداف الجهاد الإسلامي لإيصال رسائل لعدد من الأطراف ومن بينها حزب الله وإيران بأنها ماضية في ضرب امتدادات النفوذ الإيراني”.

وأضاف “الضربات العسكرية الاستباقية نهج جديد استخدمته إسرائيل، واتبعته أمريكا في أفغانستان والعراق وتكرره إسرائيل من خلال استهداف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري، ومن الممكن جداً أن يتكرر ذات السيناريو في لبنان ضد حزب الله”.

وأضاف “إسرائيل تريد إرسال رسالة لحزب الله الذي يعتبر القوة المتقدمة لإيران، وواضح أن إسرائيل تتحضر لعمل ما ضده في حال شعرت تل أبيب بتهديدات جدية باستهدافه عملية التنقيب عن الغاز”.

وأشار إلى أن الترتيبات والمناورات الإسرائيلية الأمريكية المشتركة تأتي في سياق الاستعداد لمواجهة امتدادات النفوذ الإيراني سواء حزب الله أو إيران.

وحول ما إذا كان من الممكن أن يكون أحد الأهداف الإسرائيلية من العملية العسكرية هو تحييد قطاع غزة في حال اندلاع مواجهة مع حزب الله، أشار المحلل السياسي إلى أن إسرائيل تعمل على استراتيجية “تفكيك الجبهات”.

وقال: “إسرائيل تلعب على تفكيك الجبهات وتمزيقها عن بعضها البعض، من خل تفكيك الجبهات الفلسطينية بعد أن أرسلت رسائل عبر الوسطاء بأنهم لا يستهدفون حماس وإنهم يستهدفون الجهاد الإسلامي فقط، وهذا يمكن أن يتعمم على تحييد قطاع غزة في حال استهداف لبنان”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.