هوكشتاين جاء بموافقة إسرائيلية على طرح لبنان مقابل تعويضات ولكن!

وصول هوكشتاين إلى وزارة الطاقة برفقة السفيرة الأميركية دوروثي شيا

استقبل «حزب الله» الوسيط الأميركي في ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين بنشر «فيديو» للإعلام الحربي، يتناول إحداثيات المنصات الإسرائيلية لاستخراج الغاز، تم تصويره يوم أمس الأول، ما اعتبر «رسالة للعدو الإسرائيلي مفادها: انك بالمرمى، واللعب بالوقت غير مفيد»، ويتضمن الشريط لقطات لصاروخ بحري في مقابل البوارج المنتشرة في منطقة التنقيب.

كما أجرى الحزب مناورات «شبه عسكرية» في معظم المناطق المحاذية للحدود الجنوبية، مع احتفالات يجريها في معظم المناطق، بمناسبة ذكرى عاشوراء.

وتجنب وزير الخارجية عبدالله بو حبيب التعليق على الفيديو، مضمونا وتوقيتا، متحدثا إلى قناة «الجديد» عن أبرز لقاءات هوكشتاين والتي ستشمل الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي.. فضلا عن وزير الطاقة وليد فياض، مؤكدا على آحادية الموقف اللبناني من العودة الى المفاوضات في بلدة الناقورة، معلنا تفاؤله.

ووضع المدير العام السابق لوزارة الاعلام محمد عبيد هذا الفيديو التحذيري في خانة الرد على «المماطلة الأميركية – الإسرائيلية في المفاوضات، ما بعد الجولة الخامسة، ريثما استكملوا مسح المنطقة مع الاستعداد لإنتاج الغاز في سبتمبر، بينما لبنان، لم ينجز حتى المسح للبقع الداخلية في منطقته الاقتصادية، محملا رئيس الجمهورية وفريقه، مسؤولية التخلي عن الخط البحري 29، والامتناع عن تعديل المرسوم الذي يحفظ حق لبنان لدى الأمم المتحدة، وقال انهم نادوا بحقل قانا للبنان قبل أن يتبينوا ما إذا كان فيه نفط أو غاز، مسجلا على كبار المسؤولين اللبنانيين الخوف من ضغط العقوبات الأميركية».

والراهن ان هوكشتاين وصل إلى بيروت آتيا من أثينا وتوجه مباشرة إلى لقاء المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم برفقة السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، ومن بعد التقى وزير الطاقة فياض.

ونقل موقع «الأنباء» الناطق باسم الحزب التقدمي الاشتراكي ما وصفه «بتفاصيل عرض هوكشتاين المتضمن «قبول اسرائيل التنازل عن حقل قانا كاملا بما فيه التعرجات المتداخلة في المياه الاقليمية بداخل اسرائيل وان اسرائيل وافقت على التخلي عنها مقابل تعويض مالي كبير».

وكشفت المصادر أن «لبنان سيبلغ هوكشتاين انه لا يمكنه الالتزام بدفع تعويضات مادية أيا تكن قيمتها وهو يعتبر نفسه متضررا جدا من الممارسات الاسرائيلية على حدوده الجنوبية واذا كان هناك من تعويضات مادية يصر عليها الجانب الاسرائيلي، فإن على الأمم المتحدة والجانب الأميركي اللذين يرعيان تلك المفاوضات تدبر الأمر بعد التأكد من أنه لا شيء يمنع لبنان من استخراج نفطه وغازه».

نائب رئيس مجلس النواب، الياس بو صعب، الذي يتولى التواصل من الجانب اللبناني مع هوكشتاين، طمأن، في تصريح متلفز، إلى أنه «لا تقاسم للثروات مع العدو الإسرائيلي»، مشيرا إلى «أننا نريد استعمال كل ثرواتنا من الغاز، مع حرية التصرف بها في أسرع وقت، بعد الترسيم»، لافتا الى ان العرقلة السياسية، بعد الترسيم، قد تمنع الشركات الأجنبية من العمل.

وقال: موقفنا واضح، نحن نطالب بكامل «البلوكات» التي تخصنا، وبعدم حصول شراكة مع العدو الإسرائيلي في «حقل قانا»، وأن ننتج غازنا في أسرع وقت.

وعن المفاوضات المطروحة في الناقورة، قال: انها تستهدف حصولنا على ضمانات كافية لشروع الشركات بالعمل في جانبنا، لافتا الى ان عدم الاتفاق على حل يرضي الطرفين، قد يدخل المنطقة في عدم الاستقرار، وكلما اقتربنا من «سبتمبر» يداهمنا الوقت، وبطريقة او اخرى بدأنا نسمع انه لن يكون هناك انتاج للغاز في «حقل كاريش» من دون أن يكون مسموحا للبنان الانتاج في قانا.

هذا، ويفترض أن يلتقي الرؤساء عون وبري وميقاتي على منصة الاحتفال بعيد الجيش اللبناني في الكلية الحربية صباح اليوم، والسؤال المطروح هل سيلتقي الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا بعد الاحتفال وتقليد السيوف للضباط الخريجين ام يكتفون «بدردشة» سريعة، ثم يذهب كل باتجاه؟

اللقاء وإن بدا شكليا، إلا انه يفرج بعضا من الكرب السياسي، الخانق للوضع العام في لبنان، ويفسح المجال للمزيد من التناغم المشترك في مواجهة الطروحات التي يفترض ان يكون عاد بها الوسيط الأميركي في عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، فضلا عن تقييم مختلف المواقف المتصلة بهذا الاستحقاق، وبالتالي تحديد مدى دقة الأجواء التفاؤلية التي استبقت وصول هوكشتاين، وما إذا كانت ترقى إلى حد اعادة احياء مفاوضات الناقورة تحت رعاية الأمم المتحدة، في ضوء الاستقبال المستقز الذي اعده «حزب الله» للوسيط الأميركي وكأنه يريد أن يقول له: الأمر لي.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.