القوات تتحدث عن فضيحة…والاشتراكي يصف العلية بـ”أنزه وأجرأ الموظفين”

سعد الياس -“القدس العربي”: انفجرت العلاقة بين العهد والتيار الوطني الحر من جهة وبين المدير العام لإدارة المناقصات جان العلية من جهة أخرى الذي لا يتوانى عن فضح ممارسات وزراء الطاقة المحسوبين على التيار وتجاوزهم إدارة المناقصات في الملفات المرتبطة بالتلزيمات والمشاريع الخاصة بهذه الوزارة وصولاً إلى المزايدة في السوق الحرة في مطار بيروت الدولي.
وغالباً ما تعرّضت إدارة المناقصات من وزراء الطاقة المتعاقبين وعلى رأسهم سيزار أبي خليل وندى البستاني للانتقادات التي لا يرى العلية مبرراً لها سوى “لإخفاء فشل أو إخفاق ذريع”. وكان العلية يرد دائماً بمؤتمرات صحافية يبتعد فيها عن السياسة ويركّز على الشق التقني وعلى المخالفات القانونية من قبل وزراء التيار.
أما آخر التطورات فقد جرى استدعاء العلية أمام النائب العام لدى محكمة التمييز بيروت القاضي غسان الخوري يوم الثلاثاء في 19 تموز/يوليو الحالي في الإخبار المقدّم بحقه من مجلس شورى الدولة على خلفية كلام أدلى به العلّية خلال مؤتمر صحافي عقده في أعقاب صدور قرار للشورى يقضي بإبطال مزايدة السوق الحرة بعد مرور 5 سنوات على إجرائها، وتحميله إدارة المناقصات “مسؤولية إجراء مزايدة تفتقر إلى الشفافية وضمان المنافسة”. واعتبر مجلس شورى الدولة أن كلام رئيس إدارة المناقصات فيه إساءة بحقه ما دفعه إلى توجيه كتاب إلى وزير العدل هنري خوري لطلب التحقيق معه.
وفي خفايا القضية، يتحدث البعض عن محاولات لفريق التيار لإدخال شركة إلى المزايدة الجديدة التي أعلنت عنها وزارة الأشغال والنقل لاستثمار السوق الحرة من خلال إسقاط شرط شهادة الآيزو من دفتر الشروط، وهو الذي سبق وحال دون تمكّن الشركة من منافسة شركة “باك”، مع العلم أنّ هذا الشرط معتمد منذ عام 1995.
وتعليقاً على هذه القضية، غرّد عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص معتبراً أ، ما يحصل مع العلية “فضيحة كبرى”، وقال عبر “تويتر”: “بدل الذهاب نحو مكافحة الفساد، تتوجه السلطة نحو مكافحة ما تبقَّى من النزاهة في إدارتنا العامة”، واضعاً الأمر “برسم المجتمع الدولي الذي ينتظر من لبنان الإصلاح، فإذا به يقدم العكس تماماً”.
وسأل عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن “أية رسالة تبعثون على مشارف الجلسة التشريعية التي يفترض أن يُقر فيها قوانين إصلاحية؟ أي إصلاح منتظر وأنتم تستهدفون أحد أنزه وأجرأ الموظفين رئيس دائرة المناقصات؟”، وقال “أي إصلاح من دون إقرار وتطبيق قانون استقلالية القضاء لا قيمة له”، وختم بتوجيه “تحية إلى جان العلية”.
كذلك، قال عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك “جان العلّية، عِلية موظفي الدولة وحامي مالها وما لها. مَن مِثلك مَثَل ونموذج يحتذى، يُمثَل أمامه ولا يَمثل”، وأضاف “نشدّ على يدك واعلم أنّك فيما تتعرض له، لا تُحاكَم باسم الشعب لأنّ الشعب ليس جاحداً ولا يحاكِم رجالاته الأخيار، وقد نَدروا”.
وكان المدير العام لإدارة المناقصات في التفتيش المركزي اعتبر “أن الغاية من الإخبار الذي تقدم به وزير العدل هي التعتيم على فضيحة كبرى شارك فيها قضاة سيتم الكشف عنها أمام التحقيق”، وأكد أنه “سيدلي خلال التحقيق أمام القضاء اللبناني بما لديه من معلومات أخطر بكثير من موضوع قدح وذم لإجراء المقتضى بشأنها”.