التباعد بين عون وميقاتي انعكس على الموقف من «المسيّرات».. وجعجع: قادر على مواجهة مشروع «الأكلة الناهمين وحلفائهم»

التباعد مستمر بين الفريق الرئاسي بقيادة جبران باسيل، والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، على الرغم من تعدد اللقاءات، حول التشكيلة، وعقدة وزارة الطاقة، والموقف من «مسيّرات» حزب الله التي أطلقت باتجاه حقل كاريش.

فرئيس الحكومة اعتبر من خلال بيان أذاعه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، ان تصرف حزب الله غير مقبول، وتمسك بالمفاوضات البحرية عبر الوساطة الاميركية، الامر الذي أحرج رئيس الجمهورية ميشال عون امام حليفه حزب الله، لذلك لم ير في العملية ما يؤذي لبنان، بالتوازي مع موقف للتيار الحر، وفيه يقول «اننا لن نقدم المقاومة على مذبح المفاوضات».

وعلى صعيد تشكيل الحكومة، ليس من جديد، اقتراحات عون بتوسعتها وإبقاء التوزيعات الوزارية على حالها طويت صفحتها، كما طوى هو صفحة التشكيلة الوزارية التي حملها اليه ميقاتي، الذي أرجأ زيارته الثالثة لبعبدا الى اليومين المقبلين، وقد مضى الأمس، وبقي اليوم الأربعاء، فاذا لم يحصل اللقاء الثالث والحاسم على صعيد تشكيل الحكومة، فمعنى ذلك، لا حكومة قبل عيد الأضحى الذي يحل السبت، وبعد الأضحى لن يكون كما قبله، بحسب المصادر المتابعة، حيث ستدخل على الخط مكونات الفوضى الاجتماعية كافة من اضرابات عامة وخاصة تضاعف من شلل البلد الى حد التلاشي والانهـيار اكثر.

المصادر تعتبر ميقاتي معتكفا عن متابعة التواصل مع الرئيس عون، مادام الأخـير مصـر على وزارة الطاقة لفريـقه، الا ان ذلك لم يمنع من تحرك الشارع في مسيرات احتجاج بدأت يوم امس الاول ومستمرة في قطع الطرق العامة والفرعية في بيروت والمناطق تحت عناوين مطلبية واحتجاجية عديدة ملحة، آخرها «مجزرة» التعرفات الهاتفية والانترنت.

وأمام حالة التوازن السلبي في موضوع تشكيل الحكومة، بين فريق الرئيس عون، الذي يصر على حق رئيس الجمهورية بالمشاركة في تشكيل الحكومة بينما هو يعتبر ان رئيـس الـحـكومـة هو من يشكلها، ثم يأخذ رأي رئيس الجمهورية بها، وأتت الفريق الرئاسي الفرصة، مع اندلاع أزمة مسيرات حزب الله، حيث وقف الفريق الرئاسي والتياري في الجهة المقابلة لموقف ميقاتي، ومعه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب.

فبعد اجتماع بوحبيب بميقاتي، تلا بيانا اعتبر فيه ان إطلاق المسيرات عمل غـيـر مـقـبول، وقد جاء البيان في أعقاب تحذير أميركي من ان إطلاق المسيرات، من شـأنـه وقف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، اضافة الـى تحرك شركة «اينيرجي باور» الاوروبية المنشأ القائمة بالتنـقيب عن النفط والغاز في حقل كاريش، لإصدار موقف اوروبي اجماعي، بمقاطعة الشـركات النفطية الاوروبية للبنان، وعدم المشاركة في دورة التراخيص الثانية فيه.

لكن بيان وزير الخارجية، وازى في الانتقاد، باعتراضه في ذات الوقت على الاختراقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية في كل يوم، وقال: نحن نعمل لمصلحة لبنان بالطرق الديبلوماسية والسياسية.

وعن موقف حزب الله من البيان، أحال بو حبيب السائل على حزب الله، الذي جددت مصادره لقناة «الجديد» وقوف الحزب وراء الدولة، وبما ان الدولة طالبت بوقف التنقيب في المنطقة المتنازع عليها، ريثما يتم التوصل الى اتفاق، ولما لم يأت الجواب الاسرائيلي على مستوى التوقعات دخلت المقاومة على الخط، فأطلقت المسيرات الاستطلاعية، وطلبت من الحكومة البدء بالتنقيب عند الخط 29، علما ان الحكومة اللبنانية اعتمدت الخط 23 حدودا بحرية جنوبية للبنان، امام الامم المتحدة، ولم تعدل المرسوم المسجل لدى الامم المتحدة لصالح الخط 29.

ويبدو ان الحزب وجه رسالة حامية عبر قناة «المنار» اشار فيها الى ان ما صدر من موقف رسمي لبناني، هو وقوف على خاطر الأميركيين، واصفا من اطلقوا هذا الموقف بالبكائين الذين تقف حدود قدرتهم عند قراءة بيان استجابة لهذه الضغوط.

بالمقابل، كان هناك اسـتــغـراب لـصـمـت الرئيس عون، الذي يقع هذا الموضوع في صلب صلاحياته، كمكلف بالتفاوض في هذا الملف. واستنتجت المصادر، ان عون لا يريد ان تتعطل المفاوضات، لكنه لم ير في اطلاق المسيرات ما يؤذي موقف لبنان!!

كما ان النائب جبران باسيل، ليس بعيدا عن هذا الجو، فيما أكدت مصادر التيار الحر، «انها لا تقدم المقاومة على مذبح المفاوضات، وموقف ميقاتي هو نزع للشرعية عن المقاومة في حال قررت الدفاع عن الثروات اللبنانية».

وأمام توظيف التيار لموضوع المسيرات في خدمة صراعه مع الرئيس ميقاتي المكلف بتشكيل الحكومة، توجه ميقاتي الى عين التينة صباح امس، واضعا رئيس مجلس النواب نبيه بري في الصورة، وليعلن انه مع تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، متجاوزا لعبة «الإحراج للإخراج»، ان وجدت، عبر التمسك بالتشكيلة الأم التي سلمها للرئيس عون، والتي تبعد «وزارة الطاقة الحلوب»عن التيار الحر.

في غضون ذلك، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنه «المرشح الطبيعي للرئاسة لسبب بسيط جدا، وهو نتائج الانتخابات الأخيرة التي منحتنا كحزب قوات وتكتل جمهورية قوية النسبة الأكبر من الأصوات».

وعن فرص نجاحه في الوصول إلى سدة الحكم، قال جعجع لـ «يورونيوز»، قبل طرح هذا السؤال والحديث عن فرص نجاح، نقول: «لم نتخذ بعد قرار الترشيح من عدمه».

أما عن أداء الرئيس ميشال عون، فاعتبر جعجع أن «سنوات حكم عون هي الأسوأ على الإطلاق، وانا لست مسؤولا عن الممارسات التي حدثت في عهد الرئيس عون».

وأضاف «إذا أجمعت المعارضة على وصولي إلى رئاسة الجمهورية، فإن كل شيء سيتغير، وضعنا ليس مستحيلا، بل يقوم بين أكلة ناهمين وحلفائهم، وهنا المقصود جماعة حزب الله، من لديهم مشروع آخر، لا علاقة له بمصالح الشعب اللبناني، هذا ما أوصل لبنان إلى حاله اليوم، في حال وصلت إلى الرئاسة فمن المؤكد أن كل شيء سيتغير».

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.