ميقاتي يرد على شروط عون بشروط.. و«X» على اسم وزير الخارجية

نشاط رياضي لنادي الشويفات للدراجات الهوائية تخللته وقفة اعتراضية على إطلاق النار العشوائي (محمود الطويل)

وسط الانشغال اللبناني باللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب، في اطلالتهم المستجدة على لبنان، من شرفة التحضير لقمة الجزائر، وفي خضم التخبط السياسي حول موضوع تشكيل الحكومة الجديدة، انطلقت ثلاث «مسيرات»من منصات حزب الله باتجاه حقل كاريش النفطي الذي تعتبره اسرائيل ضمن منطقتها الاقتصادية في رحلة «استطلاعية» غير مسلحة، اعتبرها الحزب بمنزلة «رسالة مفتوحة»، فيما تعاملت معها إسرائيل كإنذار ايراني وحثت المعنيين على عدم اختبار ردات فعلها.

المصادر المتابعة رأت ان عملية اطلاق المسيرات حمالة أوجه وهي جاءت في غمرة إعلان مقررات اجتماع وزراء الخارجية العرب الداعم لكينونة لبنان وسيادته، وبعد ساعات من جولة السفيرة الاميركية دوروثي شيا على كبار المسؤولين اللبنانيين، ناقلة اليهم جواب اسرائيل «الايجابي» على الطروحات اللبنانية التي تسلمها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، حول ترسيم الحدود البحرية.

وبعد ارفضاض اللقاء الاميركي -الايراني حول الملف النووي في الدوحة، على عدم اتفاق، وفي أعقاب زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية اسماعيل هنية الى لبنان والتي أثارت قلق بعض الاطراف السياسية خشية من إعادة «تثوير» الوضع في جنوب لبنان، ثم كان أخيرا حديث وزير خارجية اليمن أحمد عوض بن مبارك، عن الدعم المباشر من حزب الله للحوثيين في اليمن وعن القنوات التلفزيونية التي تبث لصالحهم من الضاحية الجنوبية.

وخلاصة استخلاصات المصادر، هي أن ثمة قوى إقليمية تصر على إبقاء لبنان صندوق بريد لرسائلها الحارة، أو حلبة مفتوحة للتنفيس عن الكرب والاحتقان أو للتذكير بالدور وبالمصالح الواجب أخذها بعين الاعتبار.

أما الحكومة وتعقيدات تشكيلها، فشأن آخر مختلف، حيث لعبة شد الحبال على أشدها بين بعبدا والسراي، فالرئيس ميقاتي قالها بصراحة من المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان، حيث التقى البطريرك الراعي: أستغرب أن يفرض فريق شروطه على حكومة لا يريد المشاركة بها ولا إعطاءها ثقته، ومعنى هذا ان الرئيس المكلف لا يرغب في اشراك رئيس التيار الحر جبران باسيل في حكومة آخر الولاية الرئاسية، وقد وجد في مواقف باسيل السلبية منه، فرصة ومبررا وعلى أساس«أنها طلعت منه ولم تطلع منا».

ولم يوفر ميقاتي الرئيس عون من الملامة، حيث اعتبر أنه من غير الممكن لرئيس الجمهورية «أكل الكنافة وترك قالبها» و«عليه أن يقول ماذا يريد كي نجري التغيير».

ويبدو واضحا ان ميقاتي يتعاطى مع الرئيس عون وتياره كـ «عايز ومستغني» وهو ان لم يشكل حكومة جديدة، باق كرئيس مكلف ومصرف للأعمال.

قناة «أم.تي.في» كشفت عن أن ميقاتي قابل الشروط التي طرحها الرئيس عون بشروط مماثلة، حيث أبلغه بأنه لا يريد وزير الاقتصاد أمين سلام في الحكومة الجديدة طارحا إعطاء وزارة الاقتصاد الى رفيق حداد، المسؤول المالي في التيار الحر والمدير المالي لشركة «ألفا» الخليوية والمستشار الاقتصادي للرئيس عون، الذي أصر على أن يكون حداد عضوا في اللجنة المكلفة بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي.

وتحفظ ميقاتي على وزير آخر، فبعد أن استبعد وزير الطاقة وليد فياض المحسوب على جبران باسيل، اقترح مكانه خبير الطاقة وليد سنو المقيم في باريس، وأبلغ عون بأنه يستحيل إعادة فياض الى وزارة الطاقة في الحكومة الجديدة انما لا بأس من اعطائه وزارة أخرى.

وهنا تدخل عون سائلا: ولماذا المداورة لا تطول وزارتي المال والداخلية مثلا؟ «فأجابه ميقاتي: «ما بدي افتح مشكل بالمالية» ويقصد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

أما الشرط الثالث لميقاتي فهو رفضه الابقاء على وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين بعدما خسرت مرجعيته السياسية (طلال ارسلان) الانتخابات النيابية الاخيرة، وكان جواب عون: «سأدرس الموضوع وارجع اليك». وهكذا اتفق الرجلان على اللقاء مجددا اليوم الاثنين أو غدا الثلاثاء.

«الفيتو» على الوزير أمين سلام رده البعض الى «فاول» ارتكبه بترشيح نفسه لرئاسة الحكومة، منافسا لميقاتي لكن قناة «الجديد» كشفت عما وصفته بتحكم الحلقة المحيطة بالوزير سلام بكل عمليات التوزيع في الوزارة وفق «الافضليات المالية والسياسية».

ويبقى السؤال أين رئيس التيار جبران باسيل من كل هذا؟

المصادر تقول ان باسيل وافق على التخلي عن وزارة الطاقة شرط اعطائه وزارة الداخلية المحسوب وزيرها بسام المولوي على الرئيس ميقاتي، في حين وضع الرئيس عون اشارة X بمحاذاة اسم وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، حيث يقال إن ثمة مرشحا «تياريا» يجري إعداده لهذا المنصب.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.