لبنانيات

جبران باسيل “ماتينيه وسواريه”: أنا “على الشاشة” إذاً أنا ‏موجود

جبران باسيل "ماتينيه وسواريه": أنا "على الشاشة" إذاً أنا ‏موجود

كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : ‎دعوا عنكم تحليق الدولار واقتراب الليرة من خسارة 100% من قيمتها، ولا تبالوا بانقطاع ‏البنزين والدواء والغذاء، ولا تلتفتوا إلى “غضب الشعب وتذمّر الجيش وفقدان السلطة ‏الضمير الوطني وتحوّل الدولة إلى عدوة لشعبها”، كما قال البطريرك بشارة الراعي، ولا ‏تهتموا إلى “انعدام مسؤولية المسؤولين وانفصامهم عن الواقع وهم باتوا كنيْرون يتفرجون ‏على البلد يحترق”، كما قال المطران الياس عودة… لا تتابعوا أخبار الانهيار ولا “داعي ‏للهلع”، فرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل طرح ورقة حل شامل للأزمة اللبنانية، ‏ستبلغ مداها بإعادة التيار الكهربائي 24/24 ساعة، مع إنشاء سكك حديد للقطارات ‏واستحداث مطارات جديدة بعد توسعة المطار الحالي‎!‎
‎ ‎
حبكة تضاهي سيناريوات أفلام “الخيال العلمي”، أطل من خلالها باسيل أمس في “فيلم ‏الأحد الطويل” تحت عنوان “صلابة، مرونة، إنتاج”، لعب فيه دور البطولة واحتل الشاشة ‏‏”ماتينيه وسواريه” ليمطر من غزير أفكاره على اللبنانيين، لتنوير عقولهم وإغنائها سياسياً ‏واقتصادياً ومالياً وديبلوماسياً، ولينير خطاهم على طريق تحصين الهوية والسيادة ‏والدستور وتعزيز “ثقافة السلام” وإحقاق “توازن الكيان” و”حماية لبنان” وإقامة “الدولة ‏المدنية”، ليخلص، بعد وضع فهرس تطبيقات “الإصلاح ومكافحة الفساد”، إلى “خاتمة” ‏عقيمة لجدوى إطلالته الماراتونية، مفادها: أنا “على الشاشة” إذاً أنا موجود‎!‎
‎ ‎
وعلى هذا الأساس، لم تستغرب مصادر سياسية الهجمة الإعلامية لرئيس “التيار الوطني” ‏باعتبارها من “تجليات أزمة انعدام التوازن والثقة بالنفس”، مذكرةً بأنه “كان قد استعان ‏بشركات دعائية لإعادة تكوين صورته السياسية بعدما هشّمتها ثورة 17 تشرين”، وقد يكون ‏شكل الإطلالة المطوّلة أمس من “بنات أفكار هذه الشركة” لعلها تعيد الاعتبار لأسهمه ‏المتهاوية في بورصة “الرايتينغ”، أقله شكلاً من خلال تصويره على أنه لا يزال “على قيد ‏الحياة السياسية”. أما المضمون، فرأت المصادر أنه عكس محاولة يائسة متجددة للتنصل ‏من المسؤوليات والنأي بالنفس عن فساد “المنظومة الحاكمة”، فكان “حساب حقل ‏الشعارات الإصلاحية التي أطلقها باسيل بالأمس، غير متطابق بأي شكل من الأشكال مع ‏بيدر الأداء على أرض الواقع، حيث يشكّل عهده الرئاسي وأكثريته النيابية والوزارية العمود ‏الفقري للمنظومة الحاكمة، بل كان في طليعة من غنموا من مكاسبها السلطوية ‏التحاصصية رئاسياً ووزارياً وإدارياً على امتداد الأعوام الخمسة عشر الماضية”، بينما في ما ‏يتصّل بملف الهدر والفساد “فتتحدث صفقات السدود والبواخر عن نفسها وعن كلفتها ‏على الخزينة والناس، لتكون نتيجتها عجزاً بمليارات الدولارات بلا أي نقطة ماء ولا ذرّة ‏كهرباء‎”.‎
‎ ‎
والأخطر بحسب المصادر، أنّ “الورقة السياسية” التي تلاها رئيس “التيار الوطني الحر” ‏أمعنت في تشويه المبادئ السيادية التي ينادي بها البطريرك الماروني، بحيث “ضرب ‏مفهوم الحياد اللبناني عن أزمات المنطقة ببدعة التحييد الانتقائي للبنان، ليبقى الموضوع ‏حمالاً للأوجه يتناسب مع ما يناسب تطلعات محور الممانعة”، موضحةً أنّ ما قاله في هذا ‏المعنى عن رفض “انغماس لبنان في قضايا لا مصلحه له فيها هو مفهوم مفخّخ بحد ذاته، ‏بحيث يبقى قابلاً للتأويل ليصبح على سبيل المثال تدخل “حزب الله” في سوريا أو في ‏غيرها من الساحات تدخلاً ذا منفعة للبنان، على أساس أنه يمنع تمدد الأعداء إلى داخل ‏حدوده كما كان “الحزب” يبرر باكورة معاركه العابرة للحدود في القصير، وهو ما عاد وأكد ‏عليه باسيل نفسه ليلاً في حواره التلفزيوني من خلال إبداء تفهمه لأحقية معركة القصير‎”.‎
‎ ‎
وكذلك في مبدأ حصرية السلاح بيد الشرعية وضرورة وضع استراتيجية دفاعية لتحقيق هذا ‏الهدف، جاءت مقاربة باسيل “من زاوية تكريس ترويج “حزب الله” لفكرة أنّ الجيش اللبناني ‏قاصر عن الدفاع لوحده عن البلد”، فبدا في طرحه كمن يسوّق لوضع “استراتيجية دفاع عن ‏سلاح الحزب بذريعة افتقار الجيش إلى “الأسلحة اللازمة”، وذلك من خلال تشديده على ‏ضرورة اعتماد استراتيجية تحافظ على عناصر قوة لبنان للحفاظ على توازن الردع مع ‏إسرائيل، مع الاحتفاظ بحق الدفاع المشروع عن النفس والمقصود هنا بطبيعة الحال تأبيد ‏وضعية السلاح ومنحه غطاءً شرعياً من الدولة، كما في جاء في ورقته السياسية عن مفهوم ‏حماية لبنان، قبل أن يحذر ليلاً بصريح العبارة “وبرفع الإصبع” من أي محاولة لنزع سلاح ‏‏”حزب الله” باعتبارها ستقود إلى حرب داخلية تمتد تبعاتها إلى الإقليم‎”.‎
‎ ‎
وفي الملف الحكومي، كلام “طوباوي” من باسيل حول ضرورة تشكيل حكومة المهمة ‏الإنقاذية والإسراع في تأليفها، نافياً أن تكون لإيران مصلحة في منع ولادتها، مقابل اتهامه ‏رئيس الحكومة المكلف بأنه “يضع ورقة التكليف في جيبه ويجوب العالم” بينما هو ينتظر ‏الضوء الأخضر الخارجي للتأليف، معتبراً أنّ الغاية الرئيسية هي إضعاف العهد، سواء من ‏خلال عدم تشكيل الحكومة وتركه يسير في منحى “انحداري” أو تشكيلها ومحاصرته من ‏داخلها عبر عدم منحه قدرة تمثيلية في مجلس الوزراء‎.‎
‎ ‎
وخلص من هذا المنطلق إلى توجيه “رسالة” مضادة للرئيس المكلف، أكد فيها على أنّ ‏رئيس الجمهورية ميشال عون “لازم يعمل شي” في مواجهة هذا المخطط، إن كان بالدعوة ‏إلى “استشارات أو مشاورات جديدة” في قصر بعبدا، أو بتوجيه “رسالة” إلى مجلس النواب ‏للبحث في سبل إيجاد مخرج لأزمة “التكليف والتأليف‎”.‎

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Back to top button