هل تشير اختيارات ترامب إلى سياساته المستقبلية في الشرق الأوسط؟
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أسماء اختارها لشغل مناصب قيادية في إداراته القادمة. وأثار عدد من هذه الاختيارات توجسا من سياسة الرئيس القادم في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن بعض هذه الأسماء لا تخفي تأييدها المطلق لإسرائيل.
وعلى الرغم من أن هذه الاختيارات هي مجرد ترشيحات، تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي، لتدخل حيز التنفيذ، فإن إعلانها في حد ذاته قد يشير إلى ملامح سياسة الرئيس الأمريكي القادم في المنطقة.
وأعلن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، 13 من نوفمبر/تشريت الثاني، ترشيح عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، لمنصب وزير الخارجية.
ويعرف عن روبيو تأييده العلني لإسرائيل ورفضه الضغط عليها ودعوات وقف إطلاق النار التي توجه لها.
وفي رده على ناشطة أمريكية، مناهضة لاستمرار الحرب، سألته عما إذا كان يؤيد وقف إطلاق النار في غزة، نهاية عام 2023، أجابها روبيو: “لا، لن أفعل، على العكس، أريدهم أن يدمروا كل عنصر من حماس يمكنهم الوصول إليه”.
وشدد روبيو على أن “حماس لا إسرائيل هي من تتحمل مقتل المدنيين في غزة”، داعيا الناشطة إلى نشر المقطع المصور لأنه “يعبر عن رأيه”.
كما يُعرف عن روبيو انتقاده الشديد لإيران، وتأييده دعوات تشديد العقوبات الأمريكية عليها.
كذلك أعلن ترامب، 12 من نوفمبر/تشرين الثاني، ترشيح النائبة الجمهورية في مجلس النواب الأمريكي، إليز ستيفانيك، لشغل منصب سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة.
وسبق أن وصفت ستيفانيك الأمم المتحدة بأنها “وكر لمعاداة السامية”. وعبرت ستيفانيك عن تضامنها الكامل مع إسرائيل، رافضة أي دعوات لمقاطعة إسرائيل أو منع إرسال السلاح الأمريكي إليها. كذلك طالبت ستيفانيك بمساندة غير مشروطة للجيش الإسرائيلي “بكل ما يحتاجه، متى يحتاجه، من دون أي شروط تعوض إنجاز النصر الكامل”.
وانتقدت ستيفانيك المظاهرات، التي شهدتها عدة جامعات أمريكية، تنديدا بإسرائيل وداعية لوقف الحرب في غزة. كما وقف الدعم المالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
كذلك، رشح ترامب حاكم أركنساس السابق، مايك هاكابي، 12 من نوفمبر/تشرين الثاني، لمنصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل.
ويعرف عن هاكابي تأييده الكبير لإسرائيل، كذلك زياراته المتكررة والمعلنة لها.
وكان هاكابي قد قال في الماضي، عام 2008، إنه يعتقد أنه “لا يوجد شيء اسمه فلسطيني”. كذلك عبر هاكابي أكثر من مرة عن رفضه قيام دولة فلسطينية بجانب إسرائيل.
وتعقيبا على هذه الترشيحات، قال عدد من قادة المجتمع الأمريكي المسلم، الذين دعموا ترشح ترامب في انتخابات الرئاسة، إنهم يشعرون بخيبة أمل بسبب اختيارات ترامب للمناصب الوزارية بعد أن أيدوه احتجاجا على دعم إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل في حربي غزة ولبنان.
ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن رابيول تشودري من فيلادلفيا: “فاز ترامب بفضلنا، ولسنا سعداء باختياراته لمنصب وزير الخارجية وغيره (من المناصب)”.
وترأس تشودري حملة “تخلوا عن هاريس” في بنسلفانيا، وشارك في تأسيس حملة “مسلمون من أجل ترامب”.
كذلك نقلت وكالة “رويترز” عن المدير التنفيذي لشبكة إشراك المسلمين الأمريكيين وتمكينهم “آمين”، ريكسينالدو نازاركو، أن الناخبين المسلمين كانوا يأملون في أن يختار ترامب مسؤولين في الحكومة ممن يعملون من أجل السلام، إلا أنه لا توجد أي مؤشرات على ذلك.
وأضاف: “نشعر بخيبة أمل كبيرة… يبدو أن هذه الإدارة ممتلئة بالكامل بالمحافظين الجدد والأشخاص المؤيدين بشدة لإسرائيل والمؤيدين للحرب، وهو ما يمثل خذلانا من جانب الرئيس ترامب لحركة مؤيدي السلام ومناهضي الحرب”.
ويعتقد مراقبون أن دعم المجتمع العربي والمسلم لترامب أسهم في فوزه بولاية ميشيغان.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب قد تعهد بالعمل من أجل إنهاء الحروب في أوكرانيا وغزة ولبنان.
وعلي الرغم من هذه الترشيحات التي قد تبدو مؤيدة لإسرائيل، لم يعلن ترامب عن اختياراته الأخرى بعد، كما يُعتقد أن الكلمة العليا في تحديد السياسة الخارجية الأمريكية ستكون لترامب نفسه.
كذلك، يرى البعض أن المواقف والتصريحات السابقة لوربيو وستيفانيك وهاكابي ربما تتغير حال توليهم السلطة.
برأيكم،
- ما دلالات اختيارات الرئيس المنتخب ترامب؟
- هل تشير ترشيحات ترامب إلى ملامح سياسته المتوقعة في الشرق الأوسط؟
- هل يتمسك مرشحو ترامب بآرائهم أم يغيروها بعد توليهم مناصب في الإدارة القادمة؟
- ما الذي ينتظر الشرق الأوسط في فترة ترامب القادمة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab
Powered by WPeMatico
Comments are closed.