ذكرى جود البايع: وفاء لمسيرة نضال وشهادة في سبيل الوطن

أحيا اقليم زغرتا الزاوية الكتائبي، ذكرى استشهاد الرئيس الاسبق للاقليم جود البايع في كنيسة سيدة لورد في بلدة كفردلاقوس في قضاء زغرتا، بحضور النائب الدكتور سليم الصايغ ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، العميد رينية معوض ممثلا رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، منسق “القوات اللبنانية” في زغرتا الزاوية طوني ليشع، العميد المتقاعد فايز كرم، عضوي المكتب السياسي منير الديك وبشير عساكر، رئيسة اقليم الكورة سلمى غصن، ممثل رئيس اقليم البترون باز جرجس ووفود من اقليمي الكورة والبترون، ممثل رئيس اقليم جبيل بسكال متى، مساعد الامين العام لشؤون الدائرة الثالثة جورج نجيم، رئيس قسم شكا انطوان الغابور، رئيس مصلحة الطلاب نديم كرم على رأس وفد من المصلحة، منسق اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي في الشمال الصحافي جوزف محفوض، رؤساء بلديات ومخاتير.
وبعد الذبيحة الالهية التي تراسها الاب دانيال شديد وجورج جريج انتقل الجميع الى كنيسة مار سركيس وباخوس حيث وضعت الاكاليل وتحدث النائب الصايغ مؤكدا ان “الشهيد جود البايع لم يكن عابرا في هذا الوطن بل راسخا كجذور الارز وفيا كرجالات الشرف صلبا كالايمان الذي لا تزعزعه عواصف”.
أضاف: “جود البايع لم يكن ابن زغرتا فقط بل ابن لبنان السيادة والكرامة. كان رئيس بلدية نعم وكان مصرفيا ناجحا نعم. لكنه قبل كل شيء كان رجل التزام، التزم بحزب الكتائب لا حبا بالموقع بل حبا بلبنان. التزم عن قناعة لأن الكتائب يومها كما اليوم كانت وما زالت تقول الحقيقة حين يصمت الاخرون وتسمي الامور بأسمائها حين يخاف الكثيرون” .
واردف: “رأى جود في الكتائب حزبا لا يساوم على السيادة لا يساير في الحق ولا ينحني أمام سطوة السلاح او سلطان الخارج. اختار لبنان أولا تماما كما فعل الرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميل الذي شق الدرب وانارها فسلك الشهيد الشيخ بشير الجميل تلك الدرب وهو الذي حلم بدولة لا دويلة فيها ولا ولاءات مزدوجة تشتت الهوية. وعلى نفس الدرب سار الوزير الشهيد الشيخ بيار أمين الجميل والشهيد النائب الشهيد انطوان غانم اللذين استهدفا لانه قال كفى في وجه تطويع الدولة والوطن. وما اشبه اليوم بالامس”.
وتابع: “في وقت يشتد فيه الخناق على لبنان وتسلب قراراته وتختزل دولته، نعود الى أمثال جود البايع نستحضرهم لا للبكاء بل للثبات نستحضر جود البايع لانه علمنا ان السيادة لا تباع وان الوطن لا يقايض وان الموقف لا يشترى ولا يستعار. واليوم نرى البعض يحاولون تدوير انفسهم في الحياة السياسية كأن شيئا لم يكن وكأن التاريخ بلا ذاكرة. لكن اعادة التدوير في السياسة كما في الحياة لها أصولها وقواعدها، وهي تبدأ بالاعتراف الصريح بالخطأ، ثم بالتوبة الحقيقية يليها الغفران من الناس وتختتم بالمصالحة مع الوطن. أما القفز فوق الحقائق وركوب الموجة والتنكر للمرحلة الماضية، فذلك ليس تجديدا بل تزويرا جديدا”.
وقال الصايغ: “وفي السياسة اليوم لم يعد الخطر مجرد احتمال بل صار واقعا يوميا نعيشه: مشروع حرب لا تنطفئ وهيمنة لا تنكسر وعزلة اقليمية ودولية خانقة. واذا كان الوطن في خطر فان المسيحيين فيه مسؤوليتهم مضاعفة ليس لانهم طائفة فقط بل لأنهم ركيزة هذا الكيان وضمير هذا الوطن. واذا كانوا هم ملح الارض فان فسد الملح فبماذا يملح” .
وتابع: “فمن هنا من ذكرى جود البايع، نجدد الدعوة الى وحدة الصف المسيحي على القيم لا على المصالح، على الثوابت لا على المواقع. لان ما يحمي لبنان هو وحدة من امنوا به وطنا نهائيا حرا سيدا متنوعا لا ساحة ولا صندوق بريد لأحد” .
وختم: “جود البايع لم يضح من اجل مقعد او منصب او شعار بل من اجل ان يعيش اللبناني في كنف دولة تحترمه لا تذله ودولة تحكم باسم القانون لا باسم الزعيم ودولة توفر العدالة لا تتقاسم الحصص” .
ودعا الصايغ الى ان “تفضي الشهادة الى عدالة ولتكون هذه الذكرى مراجعة لطرح أسئلة كثيرة تهرب منها كثيرون وطرحها رئيس الكتائب النائب سامي الجميل من منبر مجلس النواب الذي دعا الى مصارحة ومصالحة وطنية عندما سأل اي لبنان نريد واي دولة نورث لأجيالنا”.
البايع
بدورها تحدثت رئيسة اقليم زغرتا الزاوية لينا البايع فقالت: “في زمن تتبدّل فيه القيم وتتلاشى المبادئ، يبقى بعض الرجال رموزًا خالدة لا يزول أثرها. هكذا هو جود البايع، الرجل الذي وإن لم أعش زمنه ولم أكن قد وُلدت حين اغتيل، إلا أن أثره الباقي في التاريخ، وفي حكايات أولاده وأصدقائه وكل من عايشوه وأحبوه، يروي قصته”.
أضافت: “يصفه ابنه بيار بأنه رجل أحبّه الناس في كل جوانب حياته: في عمله، تعليمه، وخدمته المصرفية، ورئاسته للبلدية، والتزامه الحزبي. كان رسول سلام في زمن الكراهية، قدوة في العطاء، وصديقًا مخلصًا ومثالاً للوفاء. أما ابنه سركيس، فيرى فيه شخصية استثنائية نشأت من عائلة متواضعة. كان عصاميًا ومسالمًا، وتربّى على قيم التعايش والتسامح. حمل فكرًا مقاومًا يرفض الهيمنة الخارجية وتسلّط الإقطاع، وزرع هذا الفكر في قلوب وعقول الكثيرين. يؤكد أصدقاؤه أن أمثال جود البايع لا يموتون، فهم أحياء فينا. إنه مثال في الأخلاق والتواضع، وشخصية تجسد الخير والمحبة والاستقامة، وشغف السياسة، والتفاني، وروح العائلة الأصيلة”.
وأردفت: “اليوم، وبعد سبعة وأربعين عامًا على رحيله، نجتمع، لا لفتح أبواب الماضي، بل كرسالة ولاء إحياء لذاكرة رجل لم تطفئها السنون ولم تنسها الأيام . وكما قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل: “في لبنان قصص كثيرة، وحكاية حزب الكتائب تشكل جزءًا كبيرًا منها. ساهم في هذه القصة 5313 شهيدًا دافعوا عن لبنان، وكان جود البايع جزءًا من جوهرها، لا على هامشها. يبقى جود البايع شاهدًا حيًا على أن الكتائب ليست حزبًا عاديًا، بل حزب شهادة، ومثل جود، هناك آلافٌ كتبوا بدمائهم فصول هذه القصة النضالية.”
وختمت البايع: “من أرض التضحيات، من قضاء زغرتا الزاوية، نقولها بصوتٍ واحد: نعم، نحمل بطاقة حزب الكتائب اللبنانية ونرفعها بفخر، لأننا أوفياء لجود البايع، وأمناء على قضيتنا. نحن أبناء الوفاء ورسل التسامح، كما كان جود البايع وكما أراد لنا أن نكون. نردد ما قالت عنه كريمته الراحلة الدكتورة ماريا جود البايع عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية، والتي أكملت مسيرته: “جود البايع ما زال حاضرًا في القلوب والعقول وضمائر الأوفياء. شهادته جاءت نتيجة نضاله المستمر، مواقفه الثابتة، وتاريخه النقي، الذي جعله رمزًا للكتائبي الحقيقي وعنوانًا للوفاء. هو الذي اختار الانتماء إلى حزب الكتائب ليس كموقع سياسي فقط، بل كالتزام ومبدأ وإيمان بثلاثية الكتائب: الله، العائلة، الوطن. كان والدنا بحق شهيدًا للحزب والوطن، وتكريمه تجديد لرسالته والتزام مستمر بالمبادئ التي ناضل من أجلها. تظل ذكراه حية تضيء طريق الأجيال القادمة فجود البايع: رمزٌ خالدٌ لا يغيب.”
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.