لبنان

جائزة الجادرجي تشعل بيروت: العمارة رسالة وهوية ومسؤولية

جائزة الجادرجي

اقامت “مؤسسة الجادرجي” احتفال “جائزة الجادرجي الرابعة والعشرين” في نقابة المهندسين في بيروت في حضور نقيب المهندسين في بيروت فادي حنا ورئيس “مؤسسة الجادرجي للعمارة” الدكتور حبيب صادق والمؤرخ السفير السابق الدكتور خالد زيادة ورئيس فرع المهندسين الاستشاريين في نقابة المهندسين المعمار بسام علي حسن ورئيس رابطة المعماريين الدكتور عاطف مشيمش أعضاء من مجلس النقابة، النقيب السابق للمهندسين جاد تابت وعمداء من كليات العمارة في لبنان ومهندسين وطلاب.


بعد النشيد الوطني وكلمة عريفة الاحتفال الدكتورة سمر مكي أشار رئيس الفرع الثاني بسام علي حسن الى ان “رفعت الجادرجي لم يتعامل مع المدينة ككيان اجتماعي سياسي متكامل بل ركز على العمارة بوصفها التعبير الرمزي عن هوية المدينة وكان اهتمامه ينصب على البعد الرمزي والثقافي للفراغ المعماري وليس على البنية الحضرية او النسيج الاجتماعي للمدينة الجدية ككل. لم يتناول رفعت الجادرجي المدينة الحديثة كنظام عمراني او اجتماعي شامل، لكنه انتقد ما سماه المدينة المصطنعة بناء لأوامر ذوي السلطة دون مشاركة المجتمع او فهم احتياجاته الرمزية”. مؤكدا ان “مجلس نقابة المهندسين قرر تبني الجائزة كاملة لمدة غير محددة تكريما لرفعت الجادرجي وتقديرا لتخصيصه لبنان في اطلاق الجائزة”.

مشيمش
وقال رئيس رابطة المعماريين عاطف مشيمش: “لقد أراد رفعت الجادرجي التميز النوعي بطريقة تنظيم هذه الجائزة من حيث الشكل والمضمون، واليوم كما كل عام استطعنا الحفاظ على التمييز. لقد سعت نقابة المهندسين في بيروت بالشراكة مع مؤسسة الجادرجي من اجل العمارة والمجتمع، ان تكون المنبر العلمي والثقافي من خلال حوار جدي بين الجامعات بمفهوم علمي متميز.”

صادق
وتحدث الدكتور حبيب صادق عن المعمار رفعت الجادرجي كرائد للفكر الرؤيوي في تحرير العمارة من الايديولوجيا، إلى رحاب المجتمع الإنساني وشبكاته الثقافي.
واعتبر “أن العمارة تصبح رتيبة وسقيمة، إذا لم تعتمد على التنوع المبني على تفاعل بين الفكر والمطلب الاجتماعي. واستند تنظيره المعماري بأبعاده الانثروبولوجية، على اعتبار الشكل محصلة العلاقة الجدلية بين المطلب الاجتماعي والتكنولوجيا المبتكرة في تحقيق حاجات زمن الإنسان. ميز رفعت بشكل حاسم بين الفلسفة والنظرية، وحينما تؤلف النظرية مبدأ عاما لمواجهة إشكالية معينة وإيجاد الحلول المبدئية لها، شكلت الفلسفة الموقف العام من هموم الوجود، ومن بين الإشكاليات التي نظر فيها، جدلية العمارة، واكتمال الشكل، والفرق الجذري بين البذخ والإسراف، ومعالجة المناخ من غير تبذير في الطاقة، وبحث في شبكة الثقافات، ودور الفكر في العمارة ومسؤولية المعمار أمام المجتمع”.
اضاف:”ان المعمار المعاصر، هو المهني، الذي يؤدي نيابةً عن المجتمع، دورَ الرؤيوي المبتكر. ودوره بارزٌ في تطويرِ الوعي الاجتماعي. فهو يستحدث تقنيات جديدة في تشكيل المادة تؤمن القدرة على الابتكار في تحقيق حاجات التحولات والتطور الاجتماعي، موقعه قيادي ومسؤول في جدلي ودورة تصنيع وإنتاج الفضاءات التي تسيل فيها الحياة”.

حنا
وقال حنا: “رفعت الجادرجي كان حالًا فريدة، لم يكتف بأن يكون معماريًا بل كان مفكرا ناقدا، مثقفا ملتزما، لقد آمن ان المعماري مسؤول على قدر الكاتب والشاعر وأكثر، لان المعماري يشكل هوية المدن، ووجه الناس وذاكرة الشعوب.
لقد عمل الجادرجي بعقل مفكر، وبقلب فنان، وبعصبية ملتزمة تجاه القضايا العامة، لم يفرق بين واجبه المهني وواجبه الإنساني، وهو ما حدا بتجربته ان تتخطى حدود العراق، وتصل لكل العالم العربي ولبنان بالتحديد.
وإذا عدنا الى التاريخ نرى كم تأثر الجادرجي بمدارس كثيرة، واستطاع دوما ان يبتكر مزيجا خاصا به لا يشبهه أحدا ولا حاول ان يتشبه بأحد. ولماذا أهمية هذا الشيء كله؟ لأنه في عالمنا العربي أصبحنا بحالة ضياع مدن تكبر على نحو عشوائي، عمارة تفقد معناها أضحت واجهات من واجهات وحديد بلا روح بلا قصة وبلا وجدان. ان جائزة كجائزة الجادرجي تعيد العمارة الى موضعها الطبيعي، كأداة تفكير، كوسيلة للنقاش المجتمعي، كمجال للمواجهة والتعبير”.
اضاف:”لا يقتصر احتفالنا اليوم على من فاز بالجائزة، نحن نكرم كل محاولة جدية وكل فكرة حقيقية كل شغل معماري يشبه اهله ويشبه مدينته ويشبه الناس. وهنا اتحدث كنقيب للمهندسين، أقول نحن بالنقابة نعتبر ان العمارة ليست رفاهية ولا فن للنخبة، العمارة مسؤولية تجاه الناس، تجاه البيئة، وتجاه الذاكرة الجمعية. لا يقتصر دور نقابة المهندسين على التنظيم والإدارة بل نحن مؤمنون بدورنا الثقافي والوطني، مؤمنون بأنه يجب ان نكون منبرا لجميع المهندسين والمعماريين العاملين بضمير والذين يعطون من قلبهم. نريد كنقابة إعادة الاعتبار لقيمة العمارة عبر العمل على تحديث القوانين وتنظيم سوق العمل ودعم المشاريع المعمارية التي تحترم البيئة والتاريخ والمجتمع، نريد دعم المهندسين الشباب وإيجاد فرص لهم كي يعبروا عن أنفسهم ويشاركون في المسابقات ويجدون من يسمعهم ويدعمهم”.

 زيادة 
بدوره، قال زيادة:” يمكن ان نتحدث عن ثلاث مراحل من تطور العمارة في لبنان. ففي المرحلة الأولى كانت بيروت مسرح التوسع العمراني وقد تم ذلك بشكل أساسي من مبادرات من طبقة من التجار الذين استفادوا من اعتماد مرفأ بيروت مرفأ رئيسيًا على ساحل المتوسط وقد ساهمت الارساليات في بناء المدارس وكان التوسع العمراني اهليا مع تدخل محدود من جانب السلطة.المرحلة الثانية، كانت سمتها تدخل السلطة وخصوصا في مرحلة التنظيمات بعد اعلان متصرفية جبل لبنان واولت الإدارة العثمانية اهتماما ملحوظا بمدينة بيروت التي أعلنت ولاية عام 1888 تدخلت الإدارة العثمانية في بناء المباني الحكومية والثكنات والحدائق وشق الطرقات بما في ذلك طريق بيروت دمشق. اما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الاستقلال التي شهدت منذ الخمسينات ازدهارا لأسباب متعددة فاستمر تشييد الأبنية ذات طابع خدماتي مثل كازينو لبنان والمدينة الرياضية ومطار خلدة الا ان والاستقرار والازدهار، قد شجع موجات النزوح من البلدات والقرى باتجاه بيروت وكذلك المدن الأخرى وقد أدى ذلك الى توسع في العمران وقد ساهمت شركات الاسمنت التي تعود الى الخمسينات في توفير مواد بناء بأسعار تجارية مما ادخلنا في حقبة ديمقراطية فلم يعد السكن في الحيز الحديث يقتصر على الفئات العليا في المجتمع بل نشأت مناطق سكنية للعائلات المتوسطة والدنيا”.

النتائج
وأعلنت أسماء الفائزين في جائزة الجادرجي على النحو الآتي:
1-    فانيسا الأشقر من جامعة الروح القدس – الكسليك
2-    محمد أبو عمو من الجامعة العربية 
3-    يارا شقير من الجامعة اللبنانية 

ووزعت الشهادات على الطلاب المشاركين في الجائزة.

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

زر الذهاب إلى الأعلى