الاتحاد الماروني العالمي: تراجع المسؤولين اللبنانيين عن تنفيذ واجباتهم في مقابل الاهتمام الاميركي

أشار “الاتحاد الماروني العالمي” الى ان “اللبنانيين الذين تأملوا بالعهد الجديد انتظروا أن يروا خطوات عملية لاستعادة سيادة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بقواها ما يدفع إلى التخلص من الفوضى والزبائنية والمتاجرة بمصير البلد الذي اعتدنا على التعايش معها طيلة خمسين سنة من الاحتلالات المتعاقبة، ولكن يبدو أن الطاقم الجديد، من راس الهرم الذي فرحنا لوصوله، إلى الحكومة التي بدأت مسيرتها متأرجحة، لا يبعثون على التفاؤل بمستقبل زاهر، وها هي السيدة أورتيغوس المسؤولة عن الملف اللبناني في الأدارة الأميركية الجديدة تبدو قلقة على سير الأمور وتصر على ضرورة تجريد سلاح حزب الله وباقي المليشيات بأسرع وقت ممكن وإلا فسوف نخسر الفرصة الذهبية، ومن هنا لا بد للتنبه لما يمكن أن يتعرّض له لبنان في المرحلة القادمة من ألغام تتجهز وفرص تاريخية تضيع”.
أضاف في بيان: “لذا يرى الأتحاد الماروني العالمي ضرورة توضيح المخاطر وعرض التصورات التي ستطيح بالآمال وتدخل البلد مرة جديدة في دوامة العنف من جهة، واجترار المواقف البالية من جهة أخرى، وعدم الجرأة باتخاذ القرارات المصيرية التي من شأنها اللحاق بقطار التقدم ومشاريع الحلول؛ وهي تعطي لبنان وشعبه أفضلية في ما يحضّر لاقتناص الفرص واسترجاع الرفاه الذي يرافق الاستقرار والتخطيط.
إن الاتحاد الماروني العالمي ينبّه المسؤولين على كافة الأصعدة بدءً بالأحزاب السياسية وصولا إلى كافة القوى الفاعلة اعلاميا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا من خطورة تمرير فرصة الانتهاء من السلاح المتفلت تحت أية ذريعة كانت. فالخوف من التهديد بحرب أهلية هو بحد ذاته اعلانا لهذه الحرب على كل اللبنانيين من قبل من فرض بسلاحه تقسيم البلاد وتحجيم دور الدولة وتخريب المؤسسات، وهو إذا أراد القتال يجب مقاتلته لأنه يريد استمرار الوضع الشاذ. وإذا كان لبنان يتمتع اليوم بدعم دولي وعربي لمساندته على التخلص من هذه الآفة ولم يقدم، فلن يتثنى له مستقبلا أي ظرف مهما طال الزمن، وبالتالي فإن عدم استغلال هذه النافذة اليوم للخروج من دوامة العنف مهما كلف الأمر هو بحد ذاته انتحار جماعي، لأن العالم سوف يتلهى بأمور أخرى ولن يدير الطرف لمصالح لبنان بعد هذه الفرصة، فالمنطقة بكاملها تغلي وتحتاج للتركيز وفرض الحلول، ولن يكون هناك وقت أو نية لمساعدة من رفض كل مساعدة بسبب جبن مسؤوليه أو قصر نظرهم”.
وتابع: “إن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء مسؤولان أمام اللبنانيين والتاريخ عن تنفيذ القرارات الدولية بكل حذافيرها فورا وبدون تلكوء. ولم نسمِ رئيس مجلس النواب لأنه يعتبر استمرارا للطاقم القديم ولن يكون طرفا بالحلول طالما لم يعلن وجوب التزام “الحزب الإيراني” بقرار نزع سلاحه وتفكيك مجموعاته الميدانية وأجهزته الأمنية وتسليم الدولة كافة المستودعات والمخازن التابعة له إضافة إلى اللوائح الاسمية لكافة عناصره ومخبريه بعد تبليغهم بأوامر التسريح”.
وختم: “إن الاتحاد الماروني العالمي، الذي يهمه مستقبل لبنان وازدهاره وحرية أبنائه واستمرارهم، يرى بأن دقة الوضع تتطلب من الجميع التركيز على موضوع واحد مهم جدا اليوم؛ وهو موضوع السلاح وفقط السلاح، قبل التلهّي بأي أمر آخر مهما بلغت أهميته. لأن سيادة الدولة واحتكارها القوة أمر في غاية الأهمية، والفرصة المؤاتية اليوم لن تتكرر. فيا أيها اللبنانيون لا تناموا على حرير الوعود فقد مررنا بمثل هذه الأوضاع والفرص وفقدناها مرة تلو الأخرى، ولذا فإن من يخطط لاستمرار الفوضى في لبنان وتركه ساحة لصراعات الآخرين، وما يشبه المذبلة لمشاكل الشرق الأوسط، يفضّل عدم التخلص من أسبابها. ولكن إذا ما فرض اللبنانيون الأحرار لمرة سلطة الدولة وحدها، فإن الأمل بقيامة البلد سيزيد خاصة إذا ما سارع للالتحاق بقطار السلام، وحجز له موقعا على سكة التقدم، وعندها سيلتحق بالركب ويصل إلى المبتغى”.
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.