لبنان

مواطنون ومواطنات في بيروت يطلقون لائحتهم من أمام المتحف: لمواجهة نظام الحرب والمسرحيات السياسية

مواطنون ومواطنات في بيروت يطلقون لائحتهم من أمام المتحف: لمواجهة نظام الحرب والمسرحيات السياسية

أطلقت امس لائحة “مواطنون ومواطنات في بيروت، عاصمة لدولة” للانتخابات البلدية والاختيارية  امام متحف بيروت، وضمت: ألكسي جبران الحداد، حسّان سميح حلاق، جورج خليل الخوري، نيكولا روجيه الحايك، شادي ميشال ربيز، كريم محمد سلام، سكينه حسين السمره، علي رضا شيران، محمد علي عمر صيداني، رغداء عادل طرابيشي، جمال أحمد عبد الحميد المصري، بيتر واهي ميسيسيان، ماري جوزف نحاس، ريتا ألبير نصار وهيثم مصطفى وهبه.

وقالت اللائحة في بيان: “نعلن اليوم لائحة “مواطنون ومواطنات في بيروت، عاصمةً لدولة”، نعلنها من أمام متحف بيروت، حيث كانت خطوط التماس، حيث كانت تجتمع اللجنة الأمنية لتتبادل المخطوفين، اللجنة الأمنية التي استلمت، ضمن نظام الهدنة المديدة، حكم البلد. صحيح أنها أوقفت القتال، لكنها خطفت البلد كله، وتقاسمته وخربته. جيل أهلنا رضي أن يُخطف البلد، وأن يخطف أولادهم عنهم بالهجرة، وأموالهم في المصارف، والموارد كلها بعد الانهيار. رضي لأنه ما زال خائفًا من الحرب. جيلنا لم يعش الحرب، لكنه ورث الانهزام. نحن لا نريد العودة إلى الحرب، ولكننا لا نريد أن نبقى أسرى لهدنتها. نحن نرفض ان يعتبر جيل الحرب أن التاريخ ينتهي عنده. التاريخ لا ينتهي عند أحد. المستقبل لنا ولهذا تشكلنا في هذه اللائحة”.

اضافت: “سأنقل لكم اليوم صورة الانتخابات البلدية بكل وضوح. لأن الصورة تعبّر عن وضع البلد كله اليوم، أو حتى خلال آخر ٣5 سنة. إن تفرّجتم على التلفاز، سيبدو لكم أننا أمام العديد من الخيارات. ضعوا جانبًا الشعارات، التي سئمنا منها، نحن وأنتم. نحن في الواقع أما خيارين فقط:

الخيار الأول هو التجديد للنظام الذي ورثناه من الحرب، التجديد للقلق الذي يصفّينا. لكن هذا الخيار الأول يتجلى على شكل ثلاث لوائح متحورة عن بعضها البعض لتشمل أوسع مروحة.

اللائحة الأولى أسموها “بيروت بتجمعنا”. بيروت لا تجمع أحدًا. بيروت لا تجمع ذاتها. كل شارع في هذه المدينة منقسم ومنغلق على نفسه. بيروت لا تجمع أولادها. أكثر من نصفهم مهاجرون، والنصف الباقي غير قادرين على العيش فيها. الذي يجمعهم هو خوفكم. تهديدكم بأن الحرب ستعود إذا لم يتفقوا. في هذه اللائحة اجتمعت القوات اللبنانية بحزب الله وهم الذين صرعوا الرأس بمسرحياتهم البائسة: الأول يدعو اسرائيل لقصف الثاني، والثاني يقول إن الأول إسرائيلي. ثم يجتمعون في لائحة واحدة! حول ماذا برأيكم دارت نقاشاتهم لما راحوا يؤلفون اللائحة؟ حول همومكم وقلقكم أو حول حصة كل طائفة وموقع كل عائلة ومن تسمّي؟ نعرف وتعرفون أن واقعكم لم يكن محل نقاش. نعرف وتعرفون، بعد خمس وثلاثين سنة، أن الحرب لم تنتهِ والخوف من أن تعود يجعل هذا المجتمع يقبل بأي شيء. تربكهم قصة صلاحيات المحافظ ورئيس البلدية، بينما المحافظ تعينه حكومات العيش المشترك وزعماء العيش المشترك هم الذين يؤلفون اللوائح ويأتون برئيس البلدية. هذا في وقت يتم إعادة ترتيب المنطقة بالنار وبالدم، والعالم يتغيّر، وشبابنا يهاجرون، والمؤسسات تقفل، وما زالوا يؤدّون المسرحية البائسة نفسها المكتوبة على حساب مصالحنا، على حساب وجودنا”.

وتابعت: “اللائحة الثانية تضم جماعة لم يعد الخارج راضيًا عنها، فأبعدها القبضايات عن اللائحة الأولى التي ركّبوها لتجمع شملهم. ونصل إلى اللائحة الثالثة، “ائتلاف بيروت مدينتي”. أناس اكتسبوا ضمن المسرحية القائمة منذ خمس وثلاثين سنة مواقع طبقية فرحوا بها. فصاروا يعتبرون أنفسهم متقدمين بأشواط على البشر لأنهم يعرفون التكلّم عن حقوق الحيوان والانسان وعن الفنون وعن الصحة النفسية ويساعدون الذين يسمونهم فقراء. وصرعوا آذاننا منذ سنوات بالشفافية والمحاسبة ومحاربة الفساد. لكنهم راضون بالمسرحية، همهم العيش المشترك، يأتون برئيس لائحة سني وبنائبة رئيس روم، ويحرصون على المناصفة. كل مشكلتهم أن الآخرين “ما بيشبهونا”. يا ليتهم يتكلمون عن مشروعهم، إذا كان عندهم مشروع، بقدر ما يتكلمون عن اختصاصاتهم وجامعاتهم. كل ما يسعون إليه أن “يجلّسوا الصورة”. نحن نريد تغيير الصورة كلها، يريدون أن يغيّروا الممثلين إنما على نص المسرحية نفسه. هذا هو التغيير في نظرهم. التغييريون السياديون، من غير شر، منقسمون بين١٤ و٨. هل هم برأيكم أشرف من سعد الحريري الذي اغتيل والده ورفض أن يشعل الحرب في البلد بعد قرار المحكمة الدولية فأقصي عن البلد وصفيّت كل شركاته؟ هل هم برأيكم أكتر مسؤولية من وليد جنبلاط الذي لا ينام الليل أمام ما تفعله إسرائيل بالدروز؟ أو هم أكتر حرصًا من الطشناق وغيرهم الذين رفضوا أن يدخلوا في الحرب وفي تقاسم المغانم فاضطرت أعداد كبيرة من الأرمن على الهجرة؟ اللوائح الثلاث مشارِكة بقتل هذا المجتمع. بعضهم بالعجز والتهديد برجوع الحرب، وبعضهم بالدجل والضحك على الشباب بشعارات وبعموميات فارغة لتشتيتهم اليوم ولتيئيسهم بعد انتهاء المهرجان”.

واردفت: “الخيار الثاني هو لائحتنا. لائحة لمواجهة تصفية المجتمع ولتظهير البديل عن الانهزام والهروب. نعرف أن الواقع بشع والحالة تعيسة. ولأن الواقع بشع نقدّم هذا البديل. في عام 1975 كانت بيروت تشكل 35% من سكان مدن المنطقة، وصارت، هي وضواحيها، تحت الـ20%، وإذا حسبنا اللبنانيين منهم، 15%. بيروت لا تدار من دون اتحاد بلديات يضمها مع ضواحيها، على صعيد النقل وإنما المياه والتعليم وغيرهما. ما معنى اتحاد بلديات للمتن واتحاد بلديات للضاحية، أين تقع الزلقا والغبيري؟ هل تقع هذه في جوار بتغرين وتلك في جوار النبطية؟ لن تعود بيروت قطبًا فعليًا، مع جامعة لبنانية في سقي الحدث للشيعة وأخرى في الفنار للموارنة، من تَجمُع الجامعة؟ وحدها جامعات الأغنياء يلتقي فيها أولاد الطوائف، وهم الذين يعتبرون أن الباقين “ما بيشبهونا”.

ورأت أن “البديل يبدأ بتعداد السكان المقيمين، من لبنانيين وأجانب، وتعداد المؤسسات والعاملين فيها. لا يستطيع أي كان أن يعمل شيئًا إن لم يعرف من يعيش في هذه المدينة. كل من لا يبدأ بالتعداد يضحك عليكم، وما أكثرهم. التعداد لا يُعمل عندما تكون المناصفة هي المعيار. التعداد ليس تعدادًا للطوائف. التعداد خيار لا يدرسّونه في الجامعات، التعداد خيار سياسي وإجرائي يحتاج لجرأة، ولا أحد غير هذه اللائحة لديه جرأة اتخاذه”.

واكدت ان “لائحتنا ستواجه أصحاب المصارف الذين كسبوا أربعين مليار دولار من الأرباح على ظهر هذا المجتمع لتحصيل قيمة ودائعها من ممتلكاتهم الشخصية، وستواجه مضاربي العقارات الذين جعلوا سعر المتر في بيروت أغلى منه في أغنى مدن العالم. وستدير الموارد المالية بخيارات تؤسس لبديل عن القلق الذي نعيشه كل يوم، في وقت الدولة، أو ما يسمونه دولة، عاجزة ومستعفية، لكنها تنصاع لتلفونات السفراء ولوشوشاتهم. وانطلاقا من هنا سوف نبني على أملاك البلدية وحدات سكنية توفّر مساكن طمأنينة للشباب كي لا ينتهوا مهاجرين. وسوف نفرض مقابل رخص البناء أن يكون جزء من الشقق مخصصا للإيجار بأسعار تتوافق مع مداخيل العمل في البلد، أي أدنى من كذبة سوق العقارات التي هجّرت الناس من الوسط ومن بيروت كلها، وأن يكون فيها حضانات تسمح للنساء بأن يكون لهنّ أولاد وأن يعملن”.

وشددت على ان “البلدية التي نطمح اليها سوف تسعى لتأمّن الطمأنينة في العمل وسوف تفرض على المؤسسات، في سياق التعداد، الالتزام بقوانين العمل وبالتسجيل في الضمان الاجتماعي مع توسعة تغطيته ليشمل الجميع. سوف نبني شبكة نقل مشترك كي لا نظل أسرى السيارات الخاصة، هذا لمن هو قادر على اقتناء سيارة، وأسرى زحمات السير وكلف استيراد سنوية بمليارات الدولارات، وضباب التلوث الكثيف. والنقل المشترك ليس شعارًا، بل هو خيار يتضمن تبدية لمصالح على مصالح، وتخصيص مسالك حصرية له. وهو يربط أحياء بيروت وضواحيها وإنما يربط أيضًا بيروت بطرابلس بنصف ساعة كي يرجع لهذا البلد وزن في الإقليم، ولا يبقى واقفًا في صفوف الشحاذين. هذه الخيارات وغيرها هي التي توقف مسار تصفية مجتمعنا. هي التي توقف إقفال المؤسسات وهجرة الشباب. هي التي تساهم بإعطاء بيروت ولبنان موقعًا في الاقليم. هي التي تؤسس لشرعية دولة، يعني دولة مدنية، فيكون الانتساب لطائفة خيارًا فرديًا. الطوائف لا تبني دولة، بل تفرض العجز إذا ائتلفت. الدولة هي التي تحمي الطوائف، من بعضها البعض أولا من تدخلات الخارج ومناوراته. أنظروا لما يجري من حولنا. الواقع صعب وهو لذلك يفرض خيارات صعبة. الصورة واضحة والبديل واضح”.

وقالت: “نتقدم بخمسة عشر مرشحًا ومرشحة لمجلس بلدي ينفذ هذا المشروع. لا وجاهات ولا طوائف ولا شعارات ولا تشطيب. خمسة عشر واحدًا هم مشروع واحد. لماذا خمسة عشر؟ لأن خمسة عشر أكثرية في المجلس، ولأننا نعرف أن في بالبلد أناس يرون ضرورة المواجهة إنما لديهم اعتبار لحسابات العائلات والطوائف والخدمات، فنقول لهم زيدوا على أسمائنا الاسماء التي تناسبكم. هؤلاء لن يغيروا في المشروع شيئًا، لان مرجعياتهم عاجزون أو دجالون. أمامكم خيار من اثنين: الذي تخيفه العنتريات والمهزوم، أو الذي يصدّق دجل مدّعي التغيير، فليصوّت لواحدة من لوائح السلطة الثلاث. أما الذي لديه الجرأة للمواجهة، فليصوت لمشروع بديل عن شراكة الحرب والمال. خمسة عشر اسمًا آتون ليواجهوا الانهزام وينهوه. خمس وثلاثون سنة من الخوف بات لزامًا أن تنتهي. كرمى لشبابنا ولمستقبلنا. في ١٨ ايار فللنظر في المرآة، فللنظر إلى أولادنا، إلى أهلنا، إلى حالنا. بكل صدقٍ، هل نريد أن يستمر ما وصلنا إليه؟ أن نبقى مختبئين خلف الجدران لان الانهزام هو الطاغي؟ شباب همهم أن يهاجروا؟ نبهنا من زمن لما سيحصل وحصل. لم تتوفر الجرأة لتلافيه. حرام أن نضيع فرصة بعد الفرص التي أضيعت”.

وختمت: “نحن في مرحلة تاريخية، انتفضوا على هذه المسرحية البائسة، انتفضوا على قلقكم وخوفكم، لنكون مواطنين ومواطنات، هذه المرة، بداية من بيروت ولكل لبنان”.

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Back to top button