فحوصات المياه في قضاءي جبيل وكسروان: مبادرة من الجامعة الأميركية للتكنولوجيا

في خطوة لافتة تهدف إلى تعزيز الثقة بمصادر مياه الشرب وضمان سلامتها، أطلق قسم علوم الموارد المائية في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا AUT – حالات مبادرة لإجراء فحوصات المياه في عدد من بلدات قضاءي جبيل وكسروان – الفتوح. وقد جاءت هذه المبادرة بالتنسيق المباشر مع إدارات البلديات التي أبدت اهتمامًا بتقييم نوعية المياه في نطاقها.
فحوصات المياه تكشف الواقع البيئي
أوضحت الجامعة الأميركية للتكنولوجيا أن هذه الفحوصات المخبرية للمياه شملت عينات مأخوذة من ينابيع وآبار وخزانات مختلفة ضمن نطاق البلدات. وقد تم تسليم النتائج المفصلة مباشرة إلى المسؤولين في البلديات، بهدف تمكينهم من اتخاذ الإجراءات المناسبة في حال وجود أي شوائب أو مؤشرات إلى تلوث محتمل.
وأكدت الجامعة في بيانها أن الهدف الأساس من هذه الخطوة هو دعم السلطات المحلية في عملها، وتقديم الخبرة الأكاديمية والمخبرية المتوفرة لديها لخدمة المجتمع.
تعاون بين الجامعات والبلديات
شدّدت إدارة الجامعة على أن “يدها ممدودة لكل البلديات لمساعدتها على إجراء الفحوصات كل ضمن نطاقه”، مؤكدة أن التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والسلطات المحلية يُعتبر المدخل الأمثل لمعالجة القضايا البيئية بشكل علمي وفعّال.
وترى الجامعة أن فحوصات المياه لا ينبغي أن تكون حدثًا ظرفيًا بل عملية مستمرة ودورية، خصوصًا في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي يواجهها لبنان من تلوث الأنهر والينابيع وصولًا إلى اختلاط المياه الجوفية بالصرف الصحي أو النفايات الصلبة.
أهمية النتائج على الصحة العامة
يشير خبراء المياه والبيئة إلى أن أي خلل في نوعية مياه الشرب يمكن أن يشكل تهديدًا مباشرًا على الصحة العامة. ومن هنا، فإن دور البلديات في متابعة هذه الفحوصات الدورية للمياه والتجاوب مع نتائجها بات ضرورة ملحّة وليست خيارًا.
وتلفت المصادر إلى أن بعض المناطق اللبنانية تعاني من نسب عالية من التلوث الجرثومي والكيميائي في مصادر مياهها، ما يجعل اعتماد مختبرات جامعية متخصصة خطوة استراتيجية لردم الفجوة بين الرقابة الرسمية والواقع اليومي الذي يعيشه المواطن.
رؤية مستقبلية لإدارة الموارد المائية
ترى الجامعة الأميركية للتكنولوجيا AUT أن هذه المبادرة ليست سوى البداية لمشروع أكبر يهدف إلى وضع خطة شاملة لإدارة الموارد المائية في قضاءي جبيل وكسروان، على أن تمتد لاحقًا إلى أقضية ومناطق لبنانية أخرى.
كما شدّدت الجامعة على أن نشر الوعي البيئي بين المواطنين لا يقل أهمية عن الفحوصات المخبرية، إذ إن أي معالجة لمشكلة المياه تبدأ من سلوكيات الأفراد، سواء عبر حماية مصادر الينابيع من التلوث، أو عبر ترشيد استهلاك المياه وحمايتها من الهدر.
دعوة للبلديات والمجتمع
وختمت الجامعة بيانها بالتأكيد على استعدادها الكامل لتقديم خدماتها البحثية والعلمية، داعية جميع البلديات إلى التواصل معها لتنسيق عمليات جديدة من فحوصات المياه، بما يضمن حماية الصحة العامة والمحافظة على الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة.
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.