عيد رفع الصليب: المطران عودة يؤكد أن الصليب قوة وحياة لا عثرة وضعف

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة، قداس عيد رفع الصليب في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط حضور حاشد من المؤمنين. وفي عظته، شدد على أن الصليب، الذي اعتبره العالم ضعفاً وعاراً، هو في الإيمان المسيحي مجد وقوة وحياة، لأنه أداة الخلاص وانتصار على الموت.
الصليب سر محبة وحكمة
المطران عودة لفت إلى أن سر الصليب يكشف التقاء المحبة والحكمة الإلهيتين، مشيراً إلى أن المسيح اختار طريق البذل والموت طوعاً ليبطل قوة الشرير ويعيد البشرية إلى عدم الفساد. وأضاف أن اليهود واليونانيين لم يفهموا هذا السر، لكن الكنيسة شهدت أن الصليب صار ينبوع الحياة وفتح أعين القلوب البسيطة والمتواضعة على رجاء القيامة.
من العار إلى المجد
وأوضح أن الصليب الذي كان في الماضي أداة إعدام وعار، صار اليوم تاجاً وكرامة وشجرة حياة جديدة. فالكنيسة لا تحتفل بذكرى ألم وحزن، بل بعيد انتصار وفرح، لأن المسيح برفعه على الصليب رفع معه طبيعتنا الساقطة ليجعلها قائمة في قيامته.
الصليب مدرسة للمؤمنين
وأكد المطران عودة أن الصليب ليس خشبة نقدسها فحسب، بل مدرسة للمؤمنين ودعوة لحمل صليب الحياة اليومية بالاتحاد مع المسيح. وهو بحسب الآباء مفتاح يفتح أبواب الحياة الأبدية وجسر يعبر بنا من الموت إلى القيامة، ومعيار يقيس به المؤمن حياته في التواضع والمحبة والغفران.
دعوة للشهادة في عالم يرفض منطق المحبة
وحذّر المطران من أن العالم المعاصر ما زال يرى في الإنجيل جهالة وفي الصليب عثرة، مفضلاً منطق القوة والأنانية. لكنه دعا المؤمنين والكنيسة إلى أن يشهدوا بلا خجل لقوة الصليب، وأن يجعلوا حياتهم علامة حيّة لقوة المحبة والتضحية.
الصليب والواقع اللبناني
وفي جانب وطني، تساءل المطران عودة: “هل يفكر إنسان في عصرنا أن يضحي بخير شخصي من أجل خير الوطن؟”، منتقداً أنانية السياسيين وتفرد الأحزاب وفسادهم على حساب الشعب اللبناني. واعتبر أن التأمل في سر الصليب هو دعوة للتخلي عن الكبرياء والمكاسب الزائلة، والسعي إلى التواضع والمحبة من أجل خلاص الوطن.
وختم مؤكداً أن عيد رفع الصليب هو مناسبة للثبات على درب المحبة والبذل، وللافتخار بالمسيح المصلوب والقائم، قائلاً مع الرسول بولس: “أما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح”.
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.