عيد انتقال السيدة العذراء: البطريرك الراعي يدعو إلى نهضة وطنية وصلاة من أجل لبنان

البطريرك الراعي يترأس قداس عيد انتقال السيدة العذراء

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد انتقال السيدة العذراء في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، بمشاركة المطرانين بولس صياح والياس نصار والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا والأب هادي ضو، وحضور عدد من المؤمنين. وألقى الراعي بعد تلاوة الإنجيل المقدس عظة تحت عنوان: “ها منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي عظائم” (لو 1: 48-49).

خمس عظائم لمريم العذراء

أوضح الراعي في عظته أن عيد انتقال السيدة العذراء يبرز خمس عظائم رئيسية:

1. عصمة مريم من الخطيئة الأصلية: منذ تكوينها في حشا أمها القديسة حنة، حمتها يد الله لتكون أماً نقيّة للمسيح.
2. بتولية مريم الدائمة: أصبحت أماً للكلمة المتجسد بقوة الروح القدس، وفق نبوءة إشعيا.
3. أمومتها لابن الله المتجسّد: أكد مجمع أفسس (431) أن مريم هي والدة الإله في الزمن.
4. شريكة الفداء: شاركت بصبر مع ابنها الفادي حتى الصليب، لتحقيق خطة الله الخلاصي.
5. أمومة مريم للكنيسة: أعلنها القديس البابا بولس السادس في المجمع الفاتيكاني الثاني، وتتوج هذه العظائم انتقالها بنفسها وجسدها إلى مجد السماء، كما أعلن البابا بيوس الثاني عشر عام 1954.

رسالة عيد انتقال السيدة العذراء للبنان

وأشار الراعي إلى أن عيد انتقال السيدة العذراء يربط الأرض بالسماء، والتاريخ بالأبدية، والزمن بالرجاء، داعياً إلى الصلاة من أجل لبنان الجريح والممسك بالأمل، وإلى التزام المسؤولين بحس وطني صادق لا حب الذات أو المصالح الخاصة، بل حب الوطن وكرامة الشعب.

وأضاف الراعي: “لبنان بحاجة إلى إرادة وطنية صادقة وجهد مستمر للخروج من عقلية المحاصصة والتعطيل والانغلاق، نحو فكر جامع يوحّد ولا يفرّق، ولبنان مشروع دولة مدنية عادلة قادرة تحترم الدستور وتكفل الحقوق والكرامات”.

الدعاء لشفاعتها وحماية لبنان

وختم الراعي: “في ظل عيد انتقال السيدة العذراء نرفع أفكارنا وقلوبنا إلى أمّنا مريم العذراء حامية الشرق، ونضع بين يديها وطننا لبنان الجريح. نلتمس شفاعتها لخلاصه وقيامة شعبنا إلى نور الرجاء والخلاص”.

وبعد القداس، استقبل البطريرك الراعي المشاركين في الذبيحة الإلهية، مؤكداً استمرار دور الكنيسة في تعزيز الإيمان والوطنية وحماية القيم الروحية والوطنية في لبنان.