زيارة حج لجماعة Taizé الفرنسية وشباب من كل الكنائس لصور, علما الشعب ويارون وتبنين

استقبلت أبرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك وفدا مسكونيا من جماعة Taizé الفرنسية، برفقة شباب من مختلف الكنائس المسيحية في لبنان، في زيارة حج وصلاة امتدت من قلب المطرانية في صور إلى قرى الجنوب المجروحة، مرورا بعلما الشعب ويارون وصولا إلى تبنين.
وقد نسقت هذه الزيارة من قبل كاهن رعية تبنين الأب ماريوس خيرالله، وشارك فيها الأب جورج يرق (الكنيسة المارونية)، الأب نعمه صليبا (كنيسة الروم الأرثوذكس)، الأب فادي بولس إسكندر (كنيسة السريان الأرثوذكس) والأب غريغوار شلاويط (كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك).
استهلت الزيارة بلقاء في مطرانية صور، حيث كان في استقبال الوفد راعي الأبرشية المتروبوليت جورج إسكندر الذي رحب بالوفد، وقال: “أهلاً بكم في صور، المدينة التي مشى فيها الرب، وباركتها خطوات القديس بولس، وأضاءت سماءها زنابق الإيمان منذ ألفي عام. لا تأتون إلينا كزوّار، بل كإخوة في الإيمان، في حجّ لا يعرف الحدود، وصلاة لا تحتاج إلى ترجمان. في زمن الجراح المفتوحة، تأتون كبلسمة تُعيد إلى القلوب القدرة على التنهيد، وإلى العيون جرأة الدمع. صلاتكم اليوم في شوارع علما الشعب وبيوت يارون المدمّرة، ليست مجرد وقفة روحية، بل شهادة حيّة بأن الكنيسة، رغم الركام، لا تزال تقيم خيمتها في أرض الألم”.
اضاف: “هذا اللقاء ليس حدثا عابرا في الروزنامة، بل محطة نعمة، نكتشف فيها أن الوحدة ليست فقط أمنية ليتورجية، بل فعل حبّ يترجم بالوجود المشترك، بالكلمة الهادئة، وبالإنصات إلى وجع الإنسان. من علما الشعب إلى يارون، وصولًا إلى تبنين، أنتم تصلّون لا بالكلمات فقط، بل بالحضور، بالتضامن، وبأن تكونوا قرب إخوة وأخوات لا يعرفونكم بالاسم، لكن يعرفونكم بالقلب”.
وتابع: “نصلي اليوم، لا كي تتوقف الحروب فقط، بل كي تبدأ قيامة الإنسان في الداخل. شكرا لكم، لأنكم أتيتم تحملون الصمت كترنيمة، والترنيمة كصلاة، والصلاة كوعد جديد بأن الكنيسة، واحدة، جامعة، مقدسة، ستظل تعزف لحن الرجاء وسط هذا العالم المتعب”.
ثم انتقل الوفد الى بلدة علما الشعب في قضاء صور، والتقى الأهالي واطلع على حجم المنازل المدمرة، حيث صل الجميع في كنيستي النبي الياس والسيدة. بعدها توجه إلى يارون، في قضاء بنت جبيل حيث عاين حجم الدمار الكبير الذي تعرضت له البلدة وتوقف في كنيسة مار جاورجيوس التي هدمها العدو الاسرائيلي بفعل القصف، واقيمت الصلاة بين أنقاض البيوت المهدمة، ورفعت صلوات من رحم الألم وتسابيح من بين الركام.
واختتمت الزيارة في بلدة تبنين، حيث التقى الوفد أبناء الرعية في كنيسة القديس جاورجيوس، تخللها صلاة مسكونية شارك فيها الجميع، واختتمت بلقمة محبة.
يشار الى ان الزيارة شكلت “حدثا نبويا يذكر بأن الكنيسة حين تتحد في الصلاة، تعبر فوق الأسلاك الشائكة، وتتجاوز الحطام والجدران وتصير مجمرة حب في زمن التهجير والانكسار.
مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.