رئيس التفتيش المركزي يودع المفتش العام أنطوان نوهرا: رمز النزاهة والإخلاص في خدمة الوطن

قال رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج أوغست عطية، في كلمة، في وداع المفتش العام أنطوان نوهرا:” ببالغ الحزن وخاشع الوقار، نقف اليوم لنودع ركنا من أركان الإدارة اللبنانية، وعلما من أعلام النزاهة والكفاءة المفتش العام الأستاذ أنطوان نوهرا، الذي كان عنوانا للعطاء المتواصل، والوفاء النادر، والإخلاص الذي لا يعرف المساومة”.
أضاف :”لقد قضى الفقيد ثلاثة وثلاثين عاما في خدمة التفتيش المركزي والإدارة العامة، حاملا شعلة العدالة والنزاهة في زمنٍ أصبحت فيه هذه القيم نادرة الوجود.
كان رجلا يسبق زمانه بأخلاقه ويتجاوز واجباته بتفانيه ويعلو على الصغائر بحكمته. فكان بحق رجل الدولة الذي لم يعرف سوى لغة الوطن، والمفتش الذي جعل من مبادئ التفتيش رسالة لإعلاء الحق والخير”.
أضاف :”لقد كان الفقيد العزيز مدرسة في المناقبية، فلم تكن مناصبه يوما وسيلة للتعالي، بل مساحة لخدمة المواطن وحماية المال العام.
علم في العلم، وأستاذ في الأخلاق، ترك في كل من عمل معه أثرا لا يمحى: من نزاهته التي لا تشوبها شائبة، إلى تواضعه الذي يليق بالعظماء، إلى حكمته التي كانت تخمد نار الخلافات وتعيد المياه إلى مجاريها.
اليوم، خسر لبنان رجلا من رجالاته القلائلِ الذين بنوا بلا ضجيج، أصلحوا دون انتظار جزاء، وعلموا بلا كلل. لكننا في التفتيش المركزي ونحن نحني رايات الحزن نرفع رايات الفخر بأننا كنا زملاءه وتلامذته وابناءه. فذكراه ستظل بيننا دستورا نعمل به، وإرثا نحمله بمسؤولية”.
وتابع عطيه :”إلى أسرة الفقيد، إلى زوجته وأبنائه، إلى كل من شاركوه مسيرته، نقول لكم، إن فقدانه هو جرح في ضمير الوطن، لكن سيرته الطيبة ستكون بلسمه. فما بناه هذا الرجل من قيم ومبادئ أبقى من الجبال، وما زرعه من إيمان بالعمل العام سيبقى شجرة ظليلة للأجيال”.
وختم :”رحمك الله يا أنطوان، فلقد كنت خادما أمينا للوطن ومعلما للإدارة، وصديقا للمحق ومناهضا للظالم”.
نعاهدك الآن وأمام من عرفك وأحبك، أن نواصل المسيرة التي رسمتها بكل إخلاص وندفعها نحو نتائج ملموسة ومشرفة، مهما اشتدت التحديات ومهما غلت التضحيات…..
وما عزاؤنا (اهل وزملاء وإدارة) بفقدانك اليوم وغدا سوى يقيننا بوعد الرب لك قائلاً:
“كنت امينا على القليل فسأقيمك على الكثير، ادخل إلى فرح ربك”.
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.