اليونيفيل تؤكد التزامها حماية المدنيين جنوبًا: إزالة 73 ذخيرة غير منفجرة بالتعاون مع الجيش اللبناني

اليونيفيل شددت في بيانها الأخير على أنّ سلامة وأمن السكان المدنيين في جنوب لبنان تبقى في صميم أولوياتها، مؤكدة أنها تعمل بتناغم تام مع الجيش اللبناني، وفقًا لما ينص عليه القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. وفي سياق هذا الالتزام، تم الكشف عن إنجاز ميداني مهم خلال الأشهر الستة الماضية، تمثّل برصد وإزالة 73 ذخيرة غير منفجرة في مناطق مختلفة من الجنوب.

جهود ميدانية يومية لخفض المخاطر

أوضح بيان اليونيفيل – القطاع الغربي أن عملياتها تأتي في إطار جهود دؤوبة لحماية الأهالي من الأخطار الكامنة، خصوصًا في الأراضي الزراعية والمناطق السكنية. وشملت هذه الجهود عمليات رصد دقيقة للذخائر غير المنفجرة (UXO)، أعقبها تنسيق فوري مع وحدات الجيش اللبناني المختصة التي تدخلت لمعالجة الأجسام المشبوهة وتأمين المناطق المتضررة.

وأشار البيان إلى أن هذه العمليات نُفذت إمّا بشكل مستقل من قبل الكتيبة الدولية، أو بالتعاون الوثيق مع الجيش، وهو ما يعكس شراكة استراتيجية تهدف إلى حماية السكان ومنع الحوادث المؤسفة التي قد تطال المدنيين، ولا سيما الأطفال والمزارعين الذين يتعرضون لهذه الأخطار أثناء تنقلهم في الأراضي الزراعية.

تعاون وثيق مع الجيش اللبناني

خلال أحدث العمليات الميدانية، قدّم عناصر اليونيفيل دعمًا مباشرًا للجيش اللبناني في عمليات تفتيش واسعة، شملت مناطق تحتوي على ألغام وذخائر مهجورة من نزاعات سابقة. وأسفر هذا التعاون عن إزالة عدد من التهديدات التي كانت تعيق استخدام هذه الأراضي من قبل السكان، مما أتاح لهم العودة الآمنة إليها والاستفادة منها في أنشطتهم اليومية والزراعية.

ولفت البيان إلى أنّ هذا النوع من التنسيق يُعدّ عنصرًا أساسيًا في تعزيز السلام والاستقرار في جنوب لبنان، وهو جزء لا يتجزأ من مهمة اليونيفيل التي تتضمن مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم الجيش اللبناني في إرساء الأمن.

نداء تحذيري إلى السكان المحليين

من جهته، توجّه قائد القطاع الغربي في اليونيفيل، العميد نيكولا ماندوليسي، بنداء مباشر إلى أهالي الجنوب، دعاهم فيه إلى عدم الاقتراب من أي جسم مشبوه. وقال:

“من الضروري التذكير بأن أي جسم غريب، سواء في الشكل أو الحجم أو اللون، وقد يبدو كذخيرة أو جزء منها، يجب عدم لمسه أو العبث به. بل يجب فورًا إبلاغ الجيش اللبناني الذي يملك الفرق المتخصصة للتعامل مع هذه المخاطر”.

وأكد أن مجرد لمس مثل هذه الأجسام قد يؤدي إلى انفجارات قاتلة، وبالتالي فإن الإبلاغ السريع هو الإجراء الوحيد لضمان السلامة العامة.

التزام متواصل واستراتيجية وقائية

ختم البيان بالتأكيد على أن اليونيفيل – القطاع الغربي ستواصل أنشطتها اليومية التي تشمل الوقاية والمراقبة وإزالة الأجسام الخطرة، بالتعاون الكامل مع الجيش اللبناني. كما أشار إلى أن هذه الخطوات تأتي في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى ترسيخ مناخ من الأمان، وتعزيز ثقة المواطنين بالجهود الدولية والوطنية المبذولة لحمايتهم.

وشدد البيان على أن حماية المدنيين ليست فقط بندًا ضمن المهام، بل هي جوهر وجود بعثة اليونيفيل في لبنان، وأن كل عملية ميدانية تنفَّذ تُعدّ خطوة إضافية نحو تحقيق الاستقرار المستدام في الجنوب.