المطران عودة في ذكرى 4 آب: لا صلاة بلا عدالة، ولا سجود إن صمتنا عن الحق

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، حيث خصّص الصلاة لراحة نفوس ضحايا انفجار 4 آب، لاسيما من قضوا في مستشفى القديس جاورجيوس وفي العاصمة. شارك في القداس مدير المستشفى والأطباء والموظفون وأهالي الضحايا، وحضره حشد من المؤمنين.
“من جراح بيروت… إلى رحمة الله”
في عظته المؤثرة، استعاد المطران عودة مشهد التفجير، قائلًا إن ما وقع في 4 آب 2020 لم يكن “كارثة طبيعية، بل انفجار ضمائر ميتة”، وأن الضحايا لم يُذنبوا، ولم يطلبوا الشهادة، بل “دُفعوا دفعًا إلى الموت من قبل دولة أهملت، وتواطأت، وخذلت شعبها”.
“يسوع لم يطرد الجياع… أما الدولة فتركت شعبها بلا عدالة”
تأمل عودة في معجزة إشباع الجموع، مشيرًا إلى أن الرب لم يطرد أحدًا خائبًا، بل “أشبعهم من خمسة أرغفة وسمكتين”، في حين أن المسؤولين في لبنان “أغلقوا آذانهم، وتركوا الأيتام بلا جواب، والأمهات الثكلى بلا عزاء”.
وقال:
كيف يستطيع القاضي أو النائب أو الوزير أن ينام مرتاح البال، فيما أمهات بيروت يقضين الليالي بالدموع؟”، مشددًا على أن “الصمت عن قول الحق مشاركة في الظلم، وتواطؤ مع الباطل”.
“الصلاة لا تكتمل إن لم نصرخ في وجه الشر”
أكّد المطران أن الله لا يطلب ما ليس لدينا، بل يبارك القليل إن قُدم بإيمان، داعيًا المؤمنين إلى عدم الاكتفاء بالبكاء، بل “التحرك، والمطالبة، والتمسك بكلمة الحق”.
وأضاف:
“نحن اليوم ليس عندنا سوى القليل: قلب منكسر، ودمعة محرقة، وصوت يصدح بالحق… لكنه يكفي إن قدّسناه لله”.
واستشهد بقول القديس يعقوب: “من عرف كيف يصنع الخير ولم يصنعه ارتكب خطيئة”، وبقول سفر الأمثال: “افتح فمك لأجل الأخرس… واحكم بالعدل”.
دعوة إلى القضاء والسياسيين: تخلّوا عن مصالحكم
في دعوة صريحة، قال المطران عودة:
“نصلّي أن يُرسل الله روح القوة والحق إلى قلب القضاة ليعملوا بلا خوف، وأن يلين قلوب المسؤولين ليتخلّوا عن مصالحهم، ويسعوا لإحقاق الحق”.
وشدّد على أن العدالة لا تُنجز بمراوغات السلطة، بل بجرأة قضائية، وتجرد ضمير، ومسؤولية أخلاقية، قائلاً: “من يخفي الحقيقة هو شريك في الجريمة”.
بيروت تنتظر شمس العدالة
وختم عظة القداس قائلاً:
“نصلّي من أجل كل من سقطوا في مستشفى القديس جاورجيوس، من مرضى وزوار وأطباء وممرضين، كما نصلّي من أجل جميع ضحايا 4 آب. لن تستكين قلوبنا قبل معرفة الحقيقة، ولن تهدأ آلامنا ما دامت العدالة محاصرة”.
ودعا إلى الرجاء القائم على الإيمان، لأن “الرب الذي أقام الموتى وشفى المرضى قادر أن يقيم لبنان من موت الظلم إلى قيامة النور والحق”.
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.