لبنان

الراعي من الديمان: مسؤوليتنا الوطنية أن نعيد للبنان وجهه الحقيقي

الراعي

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح اليوم قداس الأحد التاسع من زمن العنصرة في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، يعاونه المطرانان جوزيف النفاع وإلياس نصار، والمونسينيور فيكتور كيروز، والأب فادي تابت، والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا، والأب هادي ضو. وخدمت القداس المرنمة ألين سابا الشدياق.

“روح الرب عليّ”… عظة حول هوية يسوع ورسالة الكنيسة

في عظته التي حملت عنوان “روح الرب عليّ، مسحني وأرسلني” (لو 4:18)، أكّد الراعي أن هوية يسوع المسيح هي في مسحة الروح، وأن رسالته المثلثة — النبوءة، الكهنوت، والملوكية — هي ذاتها التي تنقلها الكنيسة إلى المؤمنين عبر سرّي المعمودية والميرون.

وقال: “لا يُطلب من المؤمن أن ينعزل أو يتقوقع، بل أن ينخرط في بناء عالم أكثر إنسانية، ويشع نورًا في ظلمات هذا العالم”. واعتبر أن كل قداس هو إرسال جديد، وكل مؤمن مدعو ليكون نبيًا بالحق، كاهنًا بالخدمة، وملكًا بالعدالة والرحمة.

في الذكرى الخامسة لتفجير مرفأ بيروت: صرخة للعدالة

وتوقف الراعي عند ذكرى تفجير مرفأ بيروت التي تحل غدًا، واصفًا إياه بـ”الأعظم بعد هيروشيما”، داعيًا إلى الصلاة لراحة نفوس الضحايا وشفاء الجرحى، وتقديم التعزية لعائلاتهم.
كما وجّه نداءً إلى القاضي طارق البيطار لممارسة صلاحياته كاملة “إظهارًا للحقيقة وصوتًا للعدالة وضمانة للقضاء الحر الذي يعلو الجميع دون أية حصانة”.

لبنان وطن الرسالة… فهل يبقى وفياً لهويته؟

الراعي شدد في كلمته على أن للبنان هوية ورسالة، تنبعان من تنوعه وتاريخه المشرقي ودوره في الحرية والتعددية، مضيفًا: “رسالته أن يكون أرض تلاقٍ وحوار، وجسر تواصل بين الأديان والثقافات، ومنارة فكر وحريات”.

وسأل: “هل لبنان باقٍ وفياً لهويته؟ وهل يحمل رسالته بشجاعة ومسؤولية؟”، داعيًا الجميع إلى العمل لاستعادة وجه الوطن الحقيقي، وإطلاق الحريات، وبناء دولة تليق بتضحيات الآباء وأحلام الأطفال.

لا للأقليات والأكثريات… نعم للمواطنة

وفي موقف لافت، رفض الراعي منطق تصنيف اللبنانيين بين أقليات وأكثريات، معتبرًا أنه “يخفي نزعة نحو السيطرة والغلبة، لا المشاركة”، ومؤكدًا أن الدولة المدنية تُبنى على أساس المواطنة الشاملة.

دعوة إلى الالتزام بالحق والخير

وختم بالدعاء قائلاً: “ليسكب الرب روحه القدّوس على كنيسته وشعبه، ويجدد هويتنا، ويقوّي رسالتنا، ويحررنا من الخوف والخمول، ويمنحنا الجرأة والخير والصدق في الشهادة والالتزام”.

كتاب جديد للبطريرك

بعد القداس، استقبل الراعي والمطرانان نفاع ونصار المؤمنين المشاركين في الذبيحة، حيث قدّم الكاتب أنطوان يزبك نسخة من كتابه الجديد بعنوان “بكفيا الكبرى”.

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Back to top button