«المسيرات» تضرب موسكو وكييف.. تصعيد ينبئ بـ«شتاء ساخن»

في هجوم وصف بـ«الأكبر» خلال الحرب الأوكرانية، تعرضت العاصمة كييف، لضربات بطائرات روسية مسيرة، لترد عليها بـ«هجوم جماعي».

واستيقظ السكان في العاصمة الأوكرانية يوم السبت، على دوي الدفاعات الجوية والانفجارات، لتتوالى المزيد من الضربات على مناطق مختلفة في كييف، مع شروق الشمس. واستمرت الإنذارات من الغارات الجوية ست ساعات في المجمل.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه خلال الأسبوع المنصرم، شنت روسيا 911 هجوما في أنحاء البلاد أسفرت عن مقتل 19 أوكرانيا وإصابة 84.

وأضاف في منشور على تطبيق «تلغرام»: «كثفت روسيا هجماتها محاولة تدمير أوكرانيا والأوكرانيين. إنها تفعل ذلك عن عمد».

وأعلن سلاح الجو الأوكراني في البداية إسقاط 71 من أصل 75 طائرة مسيرة، لكنه عدل بعد ذلك عدد الطائرات التي تم إسقاطها إلى 74. وقال المتحدث باسم سلاح الجو عبر التلفزيون إن 66 من تلك الطائرات أسقطت في أجواء كييف والمنطقة المحيطة بها.

وأشاد قائد القوات الجوية ميكولا أوليشوك بفاعلية وحدات «النيران المتنقلة»، وهي عادة شاحنات صغيرة سريعة مزودة بمدافع آلية أو مضادة للدروع مثبتة على سطحها، مشيرًا إلى أن هذه الوحدات أسقطت ما يقرب من 40% من الطائرات المسيرة.

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو على «تلغرام»، إن الهجوم أدى إلى إصابة خمسة أشخاص من بينهم طفلة عمرها 11 عاما، كما ألحق أضرارا بمبان في مناطق في أنحاء المدينة، مضيفًا أن شظايا طائرة مسيرة تم اعتراضها تسببت في اشتعال حريق في حضانة أطفال.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم وقع في الساعات الأولى من اليوم الذي تحيي فيه أوكرانيا ذكرى مجاعة هولودومور التي أودت بحياة ملايين الأوكرانيين في عامي 1932 و1933.

ما أهداف الهجوم؟

ولم يتضح بعد هدف الهجوم، لكن كييف حذرت في الأسابيع القليلة الماضية من أن روسيا ستشن مجددا حملة جوية لتدمير نظام الطاقة في أوكرانيا مثلما حاولت فعل ذلك في الشتاء الماضي.

وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن ما يقرب من 200 مبنى في العاصمة، بما في ذلك 77 مبنى سكنيا، انقطعت عنها الكهرباء نتيجة الهجوم.

ونددت الخارجية الفرنسية السبت بالهجوم الروسي، قائلة في بيان إن «هذه الهجمات التي تستهدف السكان والبنى التحتية المدنية في أوكرانيا تشكل جرائم حرب ينبغي محاسبة روسيا عليها»، مؤكدة أن «فرنسا ستظل تقف الى جانب أوكرانيا».

كيف ردت أوكرانيا؟

قال عمدة موسكو سيرغي سوبيانين، إن قوات الدفاع الجوي أسقطت يوم الأحد، طائرات بدون طيار كانت متجهة نحو العاصمة الروسية.

وتحدث عمدة موسكو، في بيان على «تلغرام» عن إحباط «محاولة هجوم جماعي بطائرات بدون طيار الليلة»، مؤكدا أن «قوات الدفاع الجوي أسقطت الطائرات بدون طيار في منطقتي نارو فومينسك وأودينتسوفو الحضريتين» في أثناء تحليقها نحو موسكو.

وبحسب المسؤول الروسي، فإن دفاعات بلاده الجوية، تمكنت «من اعتراض وتدمير العديد من الطائرات بدون طيار في مناطق بريانسك وتولا وكالوغا»، نافيًا وقوع إصابات أو أضرار جسيمة.

وأشار إلى أن «عمال خدمات الطوارئ يعملون في المواقع التي سقط فيها حطام الطائرات بدون طيار، ويستمر العمل على كشف مزيد من الطائرات بدون طيار».

وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان لاحق بأن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 11 طائرة بدون طيار فوق أراضي مناطق موسكو وتولا وكالوغا وبريانسك.

توقيت حساس

يأتي هذا الهجوم قبل اجتماع في كييف حول تصدير الحبوب الأوكرانية والذي توقف بسبب الحرب. وفي هذه المناسبة، حصل زيلينسكي على 100 مليون دولار لتسهيل هذه التجارة.

وتمكنت أوكرانيا من تصدير إنتاجها الزراعي عبر البحر الأسود لنحو عام بموجب اتفاق مع روسيا، لكن موسكو انسحبت منه في يوليو/تموز وهاجمت موانئ تصدير الحبوب الأوكرانية ومنشآتها.

نتيجة لذلك أعلنت أوكرانيا إطلاق ممر بحري جديد للسفن، لكن قلما يتم استخدامه بسبب المخاطر التي تتعرض لها السفن.

كما تتسبب الصادرات الزراعية الأوكرانية في إثارة توترات في دول الاتحاد الأوروبي المجاورة وخصوصا بولندا، حيث يغلق سائقو الشاحنات والمزارعون المعابر الحدودية منذ عدة أيام.

واعترف زيلينسكي السبت بوجود «صعوبات» على الحدود، مشيراً إلى «بعض القرارات السياسية التي اتخذها جيران» بلاده. وقال: «أعتقد أننا وجيراننا بحاجة لبعض الوقت، الأمور ستتحسن».

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.