البروباجاندا النووية.. صرخات الرعب العالمي تنافس بسمات الاستخفاف


بين صرخات رعب عالمي وبسمات استخفاف، يتحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محتفظا بسر الخط الأحمر.

ومنذ إطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لوح الرئيس بوتين بسلاح بلاده النووي، ليضع من اللحظة الأولى خطا أحمر أمام حدود الانخراط الغربي في الحرب القائمة من أكثر من عام.

ومن غير المعروف حدود الخط الفاصل الذي قد يدفع روسيا لتفعيل نظامها الاستراتيجي والإقدام على خطوة تبدو نتائجة غامضة وكارثية في آن.

وطالما أخرج بوتين ورقة السلاح النووي في غير مرة منذ بدء المعارك في فبراير/شباط من العام الماضي، لكن الغرب واصل تزويد أوكرانيا بالسلاح والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي وأخيرا الدبابات، فيما يدور الحديث عن المقاتلات.

ومنذ بداية الأسبوع أعاد بوتين ورقة الأسلحة النووية إلى مائدة الصراع، بالإعلان عن نشره أسلحة تكتيكية نووية في البلد الحليف بيلاروسيا.

ولم يتأخر الرد الغربي على ما يمكن اعتباره بروباجاندا نووية روسية، حيث طالبت أوكرانيا اليوم الأحد باجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان “تنتظر أوكرانيا إجراءات فعّالة من قبل المملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة وفرنسا (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى جانب روسيا) لمواجهة الابتزاز النووي الذي يمارسه الكرملين”، مضيفة “نطالب بعقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي فورًا من أجل هذا الغرض”.

صرخات كييف

وتبدو صرخات كييف الفزعة معبئة بالبروباجاندا أيضا، لكنها معاكسة، حيث تحتاج أوكرانيا لتسويق كونها الطرف الأضعف في الصراع وأنها في حاجة إلى أجهزة الغرب للعناية الفائقة.

وردا على الخطوة الروسية، رأت كييف الأحد أن موسكو “تحتجز بيلاروسيا رهينة نووية”.

وكتب الأمين العام لمجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف في تغريدة “يحتجز الكرملين بيلاروسيا رهينة نووية”، مضيفا أن هذا القرار “خطوة نحو زعزعة استقرار البلد”.

ورأى دانيلوف أن إعلان بوتين “يرفع إلى حده الأقصى الانطباع السلبي والنفور الشعبي حيال روسيا وبوتين في صفوف المجتمع البيلاروسي”.

لكن بوتين كان قد استبق صرخات الفزع الأوكراني بالتأكيد على أنه “لا شي غير اعتيادي هنا: الولايات المتحدة تفعل ذلك منذ عقود. هي تنشر منذ زمن طويل أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها”.

وتابع “اتفقنا على القيام بالأمر نفسه” مؤكدا الحصول على موافقة مينسك.

وأوضح “اعتبارا من 3 أبريل/نيسان سنباشر تدريب الفرق. وفي الأول يوليو/ تموز سننجز بناء مستودع خاص للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا.

استخفاف؟

في مقابل التحرك الأوكراني، أبدت الولايات المتحدة رد فعل مختلف إذ في إلى جانب عبارات الاستنكار، قالت واشنطن إنها لا تملك أي مؤشر على نقل روسيا أسلحة نووية إلى بيلاروسيا.

وهو موقف ذهب إليه أيضا خلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي أكد من جانبه أنه لم ير أي تغييرات في وضع روسيا النووي يدفعه لتعديل وضعه النووي.

لكن الحلف الذي يقف في خندق واحد مع كييف قال أيضا إنه متيقظ ويراقب الموقف، مشيرا إلى أن “خطاب روسيا عن الأسلحة النووية خطير وغير مسؤول”.

ومن جانبها، ندّدت الحكومة الألمانية الأحد بـ”المحاولة الجديدة للترهيب النووي” من موسكو.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الألمانية لوكالة فرانس برس طالباً عدم الكشف عن هويته “لن ندع أنفسنا ننحرف عن مسارنا” بسبب هذه التهديدات.

وأضاف أن “المقارنة التي أجراها الرئيس بوتين مع صواريخ حلف شمال الأطلسي النووية خاطئة ولا يمكن استخدامها كمبرر”، مشيراً أيضاً إلى أن بيلاروسيا “تخالف” التزامها بالبقاء أرضاً خالية من الأسلحة النووية.

وكان بوتين أعلن الشهر الماضي أن موسكو ستعلق مشاركتها في معاهدة نيو ستارت الجديدة، آخر معاهدة متبقية للحد من التسلح بين القوتين النوويتين الرئيسيتين في العالم أي روسيا والولايات المتحدة.

وقوبل إعلان بوتين بإدانات دولية، على الرّغم من أنّ وزارة الخارجية الروسية أعلنت لاحقاً أنّ موسكو ستستمر في الامتثال بحسّ من “المسؤولية” للقيود التي تفرضها المعاهدة الممدّدة حتى الخامس من فبراير/ شباط 2026.

ولا تنص العقيدة النووية الروسية على الاستخدام الوقائي من قبل روسيا للسلاح النووي إنما فقط للرد على هجوم ضدها أو على حلفائها او في حال وجود “تهديد لوجود الدولة”.

وأعلن بوتين السبت أن روسيا ستنشر أسلحة نووية “تكتيكية” في بيلاروسيا وأنه تم تجهيز عشر طائرات استعداداً لاستخدام هذا النوع من الأسلحة، ردا على إعلان لندن مد كييف بقذائف تحتوى على اليورانيوم المنضب.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.