وزير الخارجة الفرنسي يغادر السعودية بلا وعود لدعم لبنان

واجه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، موقفا سعوديا واضحا بعدم دعم أي حكومة لبنانية تخضع لسطوة حزب الله.

ولم يحصل لودريان بعد لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على أي تعهد بدعم حكومة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي. وتلقى الوزير الفرنسي رسالة واضحة من المسؤولين السعوديين مفادها أن “أي مساعدة للبنان ستذهب إلى حزب الله الذي هو في حرب مع السعودية”.

وقالت مصادر إعلامية سعودية إن وزير الخارجية الفرنسي خرج بانطباع بعد لقاء ولي العهد ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، بأن الموقف السعودي المتمثل بأن الأوضاع في لبنان آخر ما يشغل بال الرياض، لا يتزحزح.

وتأتي زيارة لودريان إلى السعودية تمهيدا للزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي ينوي إجراءها قبيل نهاية العام الجاري إلى دول الخليج، وعلى رأسها السعودية لحشد الدعم للبنان من دول مجلس التعاون الخليجي.

كما أنها تأتي بعد ثلاثة أيام من الاتصال الهاتفي للرئيس الفرنسي بولي العهد السعودي حيث تناولا وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية “العلاقات بين البلدين وفرص تطويرها وتنميتها وعدد من قضايا ومستجدات الأحداث في المنطقة”.

محمد الساعد: ماكرون لم يأخذ المصالح السعودية في حسبانه للملف اللبناني
وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” في وقت مبكر من صباح الاثنين أن ولي العهد السعودي ووزير الخارجية الفرنسي “استعرضا خلال اللقاء الذي عقد في مدينة نيوم على البحر الأحمر العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، كما تم بحث المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها”.

واتفق الجانبان “على أهمية الحفاظ على السلام في المنطقة، ودعم الجهود الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار”.

وتتمتع السعودية وفرنسا بعلاقة جيدة بينهما تقوم على مصالح استراتيجية مشتركة، وتتمثل تلك المصالح في حفظ الأمن في المنطقة، لاسيما في الدول التي تشهد اضطرابات أمنية وسياسية.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الفرنسي قد استعرضا أوجه العلاقات بين الرياض وباريس وسبل تعزيزها في شتى المجالات.

وفي وقت سابق، استقبل وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير وزير الخارجية الفرنسي.

ومع كثافة لقاءات الوزير الفرنسي مع كبار المسؤولين السعوديين، إلا أن المراقبين السعوديين يرون أنه خرج خالي الوفاض خصوصا في ما يتعلق بلبنان.

وأرسلت السعودية في الأشهر الأخيرة إشارات تفيد بأنها لم تعد معنية بالوضع في لبنان كما كانت من قبل، في وقت تعرف فيه أن حزب الله هو المتحكم في المشهد.

وبذلت الرياض كل ما في وسعها على مدى سنوات مضت لدعم لبنان وحث الفرقاء على منع ارتهانه إلى أيّ جهة خارجية، لكنّ اللبنانيين ظلوا ينظرون إلى المملكة كجهة مهمتها ضخ الأموال وتحريك الاقتصاد والسياحة دون أيّ التزام سياسي تجاهها، وهو خيار لم يعد يتماشى مع سياستها الجديدة، وهو ما يجعل لامبالاتها بمثابة عقوبة للجميع أيّا كانت مواقفهم وتحالفاتهم مع حزب الله أو ضده.

واعتبر الكاتب السعودي محمد الساعد في تعليقه على زيارة لودريان، أن السياسة الفرنسية في أغلبها مملة، وغير واضحة المعالم، حتى أن الحلفاء التقليديين في الغرب ملوا من الفرنسيين، وأعلنوا إنشاء تحالف استبعدوا باريس منه بسبب سياسة باريس المتلونة والمتعثرة.

وكتب الساعد “لم يأخذ ماكرون في الملف اللبناني تحديدا المصالح السعودية في حسبانه، ولم يقدم للرياض ما يقنعها بالعودة إلى الساحة اللبنانية لمساعدته على الحل، وهي الأقدر على ذلك”.

فيما عبر الكاتب اللبناني خيرالله خيرالله عن اعتقاده بأن السعودية ستترك لبنان لمصيره ولحكومة، أقلّ ما يمكن أن توصف به، أنّها تركيبة من صنع حزب الله وذلك على الرغم من أنّ نجيب ميقاتي سعى وسيظلّ يسعى من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ضوء ما يعرفه عن الوضع الداخلي والعربي والدولي.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.