منصوري يمرّر الاستقرار النقدي بين النيران.. هل يصمد؟!

كتبت ميريام بلعة في المركزية: في حمأة التهديدات الساخنة على الحدود الجنوبية والتلويح الإسرائيلي بتوسعة رقعة الحرب إلى ما بعد حدود إسرائيل الشمالية، تتأهّب السلطة النقدية في لبنان للتحوّط لتداعيات هذه الحرب إذا ما حصلت، ليَقينها بأن العملة الوطنية هي الأشدّ تأثراً بانعكاسات أي حرب تطال البلاد.
  
ترقباً، يُسجَّل لحاكمية مصرف لبنان نجاحها في السيطرة على الوضع النقدي في البلاد في ظل الإرباك السائد في القطاعات الخدماتية والاقتصادية كافة، من القطاع السياحي إلى الاستشفائي، فقطاع المحروقات وغيره، كانعكاس مباشر لـ”المناوشات” المتقطّعة على جبهة الجنوب بين إسرائيل و”حزب الله”، والتي تحتدم حيناً وتهدأ حيناً آخر.

هذا الهدوء المخيِّم على سوق القطع والمترجَم استقراراً في سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية في السوق الموازية، دونه آلية “طارئة” ربما لاستباق الأحداث الأمنية المتوقَعة…
 
الخبير الاقتصادي محمود جباعي يُلفت عبر “المركزية” إلى أن “حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري أعدّ آلية واضحة وخطة ممنهجة لضبط الليرة وعدم فلتان كتلتها النقدية في السوق”.
ويُشير إلى أن “عمليات مصرف لبنان مدروسة ومستمرة على هذا النحو منذ نحو ثلاثة أشهر تاريخ استلام منصوري سدّة الحاكمية”.
 
ويؤكد في السياق، أن ” الأمور مضبوطة في سوق القطع والمال، وبالتالي لا تُسجَّل عمليات شراء دولار بشكل عشوائي”، ويقول: هناك كميات محدّدة بالليرة يسمح مصرف لبنان بتداولها في السوق مقابل شراء الدولار بأرقام محدّدة، بما يحافظ على سعر الصرف في السوق الموازية. 

ويشدّد على أنه “حتى لو حاولت الدولة اللبنانية عبر وزارة المال، طلب كميات من الليرة من مصرف لبنان، فيكون ذلك بكميات محدودة أيضاً من دون تسجيل أي فلتان لوضع الليرة في السوق”.
ويطمئن إلى أنه “في حال استمرت الأمور في المسار ذاته، فمن الناحية العلمية والمنطقية لن نشهد أي ارتفاع في سعر صرف الدولار. أما الامور الأخرى كالحرب الوضع السياسي والمضاربات في السوق النقدية…إلخ فهذا موضوع آخر.

لكنه يستبعد تسجيل أي انفلات في سعر الصرف طالما مصرف لبنان مستمر في الأسلوب ذاته لضبط الوضع النقدي في البلاد.   

… “مصرف لبنان يُدير اللعبة بشكل صحيح” يختم جباعي. لكن السؤال هلى الطبقة السياسية تُير لعبة إدارة البلاد بشكل صحيح؟! علّ الإجابة بالإيجاب درءاً لمخاوف تقطع أنفاس اللبنانيين وتُحبط عزيمتهم.