بعد إعلانها الاستعداد لـ «إطعام العالم».. الهند تتجه لشراء الحبوب من الخارج

بعد مرور أقل من أربعة أشهر على إعلان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بجرأة، أن بلاده مستعدة “لإطعام العالم” بعد الحرب الروسية – الأوكرانية، تبين أن الحكومة الهندية تحتاج إلى إعادة النظر في استيراد الحبوب، إذ تستعد السلطات حاليا للشراء من الخارج بفعل النقص الذي يلوح في الأفق وارتفاع الأسعار.
وقبل أن يعلن مودي تعهده، اجتاحت موجة من الطقس الحار في آذار (مارس) الماضي، الهند وحطمت الرقم القياسي مهددة إنتاجها من القمح، بحسب “بلومبيرج”.
وأدى ذلك إلى خفض الإنتاج ورفع الأسعار المحلية، ما تسبب في جعل الحياة اليومية أكثر غلاء بالنسبة إلى مئات الملايين من الهنود الذين يستخدمون الحبوب لصنع الأطعمة الأساسية.
وتسببت المؤشرات التي تشير إلى عدم تحقق محصول القمح الوفير، في دفع الحكومة إلى فرض قيود على الصادرات في منتصف أيار (مايو).
وتراجعت احتياطيات الدولة في آب (أغسطس) إلى أدنى مستوى لها منذ 14 عاما، بحسب بيانات مؤسسة “فوود كورب” الهندية، بينما يسير تضخم القمح الاستهلاكي بما يقرب من 12 في المائة.
يأتي ذلك في وقت قالت وزارة الدفاع التركية أمس إن أربع سفن أخرى تحمل مواد غذائية غادرت موانئ أوكرانيا.
وبحسب “رويترز”، فإنه بذلك يصل العدد الإجمالي للسفن التي غادرت موانئ أوكرانيا على البحر الأسود بموجب اتفاق لتصدير الحبوب بوساطة الأمم المتحدة إلى 31.
وكان أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، قد قال أمس الأول، إنه يتعين على الحكومات والقطاع الخاص التعاون لتوصيل الأغذية والأسمدة الروسية، وكذلك الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية بموجب اتفاق تم التوصل إليه الشهر الماضي.
ودعا جوتيريش إلى إيصال الأسمدة والمنتجات الزراعية الروسية إلى الأسواق العالمية دون معوقات، ملوحا بخطر حدوث أزمة غذاء عالمية بدءا من العام المقبل.
وقال جوتيريش خلال مؤتمر في إسطنبول “الجزء الآخر من هذا الاتفاق الشامل هو وصول الأغذية والأسمدة الروسية التي لا تخضع لعقوبات دون معوقات إلى الأسواق العالمية. من المهم أن تتعاون جميع الحكومات والقطاع الخاص لتسليمها إلى السوق”.
وأضاف “إن الحصول على مزيد من المواد الغذائية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا أمر بالغ الأهمية لتهدئة أسواق السلع الأساسية وخفض الأسعار للمستهلكين”.
وقال من مركز التنسيق المشترك، الذي يشرف على تطبيق اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، التي وقعتها كييف وموسكو في تموز (يوليو) برعاية الأمم المتحدة وتركيا، “من المهم أن تتعاون الحكومات والقطاع الخاص لإيصالها إلى السوق”.
تضمن هذه الاتفاقية كذلك رفع المعوقات أمام تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية رغم العقوبات الغربية.
وأضاف “ما نراه هنا في إسطنبول وأوديسا ليس سوى الجزء الأوضح من الحل. الجزء الآخر من هذه الاتفاقية الشاملة هو وصول المنتجات الغذائية والأسمدة الروسية، التي لا تشملها العقوبات دون معوق إلى الأسواق العالمية”.
وأشار إلى أن صادرات الأسمدة والمنتجات الزراعية الروسية لا تزال تواجه “عقبات”.
وقال “دون أسمدة في 2022، قد لا نجد ما يكفي من الغذاء في 2023. إخراج مزيد من الغذاء والأسمدة من أوكرانيا وروسيا أمر أساسي لتهدئة الأسواق .. ولخفض الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين”.
زار جوتيريش أوكرانيا، حيث التقى الخميس الماضي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في لفيف “غرب”، قبل أن يتوجه إلى أوديسا “جنوب” الجمعة الماضي.
وفي وقت سابق، تفقد السبت أول سفينة مساعدة غذائية استأجرتها الأمم المتحدة لنقل الحبوب الأوكرانية على الشواطئ الجنوبية لإسطنبول في بحر مرمرة.
ووعد الأمين العام للأمم المتحدة الخميس الماضي بأن منظمته ستعمل على “تكثيف” صادرات الحبوب الأوكرانية قبل حلول الشتاء، وهو أمر ضروري لإمداد عدة دول إفريقية بالغذاء.
بموجب الاتفاق، تم حتى الآن نقل أكثر من 650 ألف طن من المنتجات الزراعية الأوكرانية، انطلاقا من أوديسا وبيفديني وتشورنومورسك، منذ الأول من آب (أغسطس).
يتعين على السفن استخدام ممر آمن للتنقل في البحر الأسود على أن يتم تفتيشها من قبل مركز التنسيق المشترك قبل السماح لها بعبور مضيق البوسفور.
وعلى مدى أشهر، كانت الحبوب الأوكرانية عالقة جراء الحرب الروسية – الأوكرانية، ما أثار خشية من حصول أزمة غذاء عالمية.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.