إقتصاد

مؤتمر “بيروت واحد” اختتم أعماله بسلسلة جلسات تحت شعار “الثقة المستعادة لإعادة تحفيز الاستثمار في الاقتصاد اللبناني”

بيروت واحد

شهدت الجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادي حضور رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الاقتصاد عامر بساط ومدير المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد، في لقاء طغى عليه الحديث عن الاستقرار كشرط أساسي للنهوض الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. ومنذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن المؤتمر لم يكن مجرد تجمّع تقني، بل مساحة لبلورة رؤية واقعية تتقاطع فيها الأفكار مع الإرادة السياسية.

الاستقرار أولوية حكومية ومسار إصلاحي واضح

استهل عربيد مداخلته موجهاً كلمة للرئيس سلام، أكد فيها دعمه للمؤتمر منذ يومه الأول، واعتبر أنّ الحكومة حققت خطوات ملموسة في مسار الإصلاح، سواء عبر إعادة انتظام العمل المؤسساتي أو عبر الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز الإنتاجية وتحسين الثقة في الداخل والخارج. وأشار إلى أنّ الاستقرار الذي ينشده اللبنانيون ليس مجرد شعار، بل عملية تراكمية تحتاج إلى إدارة دقيقة ومسار شفاف، تتكامل فيه مؤسسات الدولة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.

نقاشات غنية… والرسالة: العودة إلى مسار الدولة

أوضح عربيد أنّ الجلسات التي امتدت على يومين حملت زخماً كبيراً من الأفكار، بحيث شكّلت مساحة حوارية حيّة بين رجال أعمال وخبراء وفاعليات اقتصادية. وقد ركزت النقاشات على ضرورة العودة إلى مسار الدولة القادرة، وتعزيز القضاء، ومكافحة التهرب الضريبي والتهريب، باعتبار أن هذه الخطوات تشكل الركن الأساسي لأي عملية استقرار مستدام.
وشهدت الجلسات عرضاً لوجهات نظر مختلفة، لكنها التقت عند نقطة مشتركة: أن أي رؤية إصلاحية لا يمكن أن تنجح من دون ضبط الهدر وتعزيز الشفافية وتحفيز بيئة جاذبة للاستثمارات.

الاستقرار السياسي والاقتصادي… شرط لجذب الاستثمار

اعتبر المشاركون أنّ الاستقرار السياسي يشكل عاملاً محورياً لاستعادة الدورة الاقتصادية الطبيعية، وأن تحسين المناخ الاستثماري يتطلب قرارات جريئة وإجراءات عملية تضع لبنان على سكة التعافي. وفي السياق نفسه، أكدت المداخلات أنّ الاستقرار المالي والنقدي لا يقل أهمية عن الاستقرار الأمني، وأن تفعيل المؤسسات وتعزيز استقلالية القضاء هما مقدمة لأي ورشة إصلاحية جدية.

رؤية متكاملة للنهوض عبر خطوات يومية تراكمية

وتوقف عربيد عند أهمية الربط بين ما جاء في المؤتمر وبين الخطة الحكومية، معتبراً أنّ العمل التراكمي والقرارات اليومية الواقعية والطموحة في آن هي التي تصنع الفرق. فالنهوض، كما قال، لا يأتي دفعة واحدة، بل من خلال بناء تدريجي يستند إلى الإرادة، والحوكمة الرشيدة، والالتزام على مستوى الدولة والإدارات والقطاعات.

مؤتمر يعيد الثقة… ويفتح باب العمل المشترك

وفي ختام الجلسة، شدد عربيد على أنّ المؤتمر شكّل “محرّك طاقة جديدة” يُضيف زخماً للمسار الإصلاحي، وأنّ النقاشات كانت مريحة وتدعو إلى التفاؤل. واعتبر أنّ اللبنانيين، على تنوّع قطاعاتهم، أظهروا إرادة واضحة للعودة إلى العمل والإنتاج، شرط أن تتوافر بيئة صحيّة تقوم على الاستقرار، وسيادة القانون، ووضوح السياسات المالية والاقتصادية.

وأكد أنّ الاستقرار هو نتاج مسؤولية سياسية واقتصادية واجتماعية مشتركة، وأن بناءه يحتاج إلى شراكة فعلية بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى التزام دولي يواكب لبنان في مسار تحوّل طويل لكنه قابل للتحقق.


إذا رغبت، يمكنني زيادة حجم النص أكثر ليصل إلى 700–1000 كلمة، أو صياغته بأسلوب أكثر رسمية أو أكثر صحافياً.

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

زر الذهاب إلى الأعلى