مهرجان طعام وآخر فني يثيران الجدل في الأردن لتزامنهما مع “الجوع في غزة”، فما القصة؟

أثار مهرجان جرش الفني ومهرجان الطعام في الأردن جدلاً كبيراً لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسبب “توقيتهما المتزامن مع الجوع في قطاع غزة” كما يصف كثيرون، فيما يرى آخرون أن تلك الفعاليات “يجب أن تستمر لدعم المشاريع المحلية والاقتصادية”.
وطالب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإلغاء أو تأجيل تلك الفعاليات “تضامناً” مع ما يحصل في غزة، فيما أشار البعض الآخر إلى ضرورة استمرارها نظراً لــ”رمزيتها وفائدتها العائدة على الاقتصاد”.
وينطلق مهرجان جرش الأربعاء، بمشاركة مغنين وفرق موسيقية محلية وأجنبية، فيما سيبدأ مهرجان الطعام بعد أيام، وسط دعوات لمقاطعتهما.
ومؤخراً، خرجت مَسيرات احتجاجية في العاصمة عمّان وإربد بشعارات تطالب بـ”فك الحصار عن غزة وضد التجويع الحاصل في القطاع”.
https://twitter.com/juman_232/status/1947740738273661077
وذكر البعض أنّ ما تحمله هذه المهرجانات من “أجواء احتفالية وأفراح لا يتناسب مع ما يعانيه قطاع غزة من جوع وموت”.
وأطلق عدد من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي وسم “غزة تموت جوعاً” ووسوماً أخرى تطالب بالمقاطعة مثل “إلغاء مھرجان الطعام” و”مقاطعة مھرجان جرش”.
واعتاد الأردن على إقامة مهرجان جرش سنوياً، غير أنه جرى إلغاؤه عدة مرات بسبب أحداث سياسية في لبنان، وخلال كورونا.

https://twitter.com/Aldeek_rawan/status/1947922908468105672
وانتشرت مناشدات تطالب الحكومة الأردنية والمسؤولين بإلغاء مهرجان الطعام “احتراماً لما يحصل في غزة من جوع وللقتلى أثناء انتظار المساعدات”.
بدوره، قال رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، أمس الثلاثاء، إن مهرجان جرش مهم لاقتصاد المحافظة ولقطاع السياحة في الأردن الذي تعمل حكومته بكل قدراتها ووسائلها على دعمه وتعزيزه رغم الظروف الإقليمية المحيطة على حد وصفه، مؤكداً أن الفعاليات والمهرجانات الفنية ضرورية لدعم القطاع السياحي في الدول، ومشيراً إلى استمرارها.
https://twitter.com/AlMamlakaTV/status/1947691806226895270
وقالت بعض الحسابات إن “مهرجان الطعام لا يعتبر ترفيهاً، بل يمثل دعماً مباشراً للمشاريع الصغيرة والمطاعم المشاركة في المهرجان ويساعد في تحصيل أرباح تضمن استمراريتها”.
وقالت أكثر من مئة منظمة غير حكومية من بينها “أطباء بلا حدود”، و”منظمة العفو الدولية”، و”أوكسفام إنترناشونال” إنه “مع انتشار مجاعة جماعية في قطاع غزة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم من الضعف الشديد”.
ودعت المنظمات في بيانها المشترك إلى “وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفتح كل المعابر البرّية للقطاع، وضمان التدفق الحر للمساعدات الإنسانية إليه”.
https://twitter.com/byanaljarmh/status/1947691758596334049
وما بين آراء مطالِبة بإلغاء مهرجان الطعام وأخرى توضح أهمية إقامته، اقترح روّاد على مواقع التواصل الاجتماعي الاستعاضة عن إلغائه بأن يتمّ تخصيص جزء من أرباح المطاعم المشاركة لأهالي غزة.
من جانبها، أعلنت هيئة تنشيط السياحة في الأردن أن ريع تذاكر مهرجان الأردن العالمي للطعام 2025، سيُخصّص بالكامل لدعم أطفال غزة.
واعتبرت الهيئة في بيان لها أنّ هذه الخطوة الإنسانية تعبّر عن “تضامن الأردن المستمر مع أهلنا في قطاع غزة وفلسطين”، مؤكدة أن المهرجان في نسخته الثانية يحمل رسالة مجتمعية وتنموية، حيث يسهم في دعم المشاريع الناشئة وروّاد الأعمال في قطاع الأغذية وفنون الطهي، ويفتح أمامهم فرصاً للترويج والتوسع، في شراكة مع القطاع الخاص.

https://twitter.com/rubaqaaty3/status/1947608882488217628
ويعود مهرجان الطعام هذا العام بنسخته الثانية في الأردن، ويستقطب خبراء طهي من جميع أنحاء العالم ومن الحائزين على نجمة ميشلان العالمية، وسلاسل مطاعم مرموقة، وروّاد أعمال في قطاع الأغذية، ومواهب طهي من مختلف أنحاء العالم، وفق بيان للمهرجان.
وخلال نسخته الأولى أيضاً طال المهرجان انتقادات مماثلة بسبب تزامنه مع حرب غزة.
وسيسلط المهرجان الضوء على الإرث المميز للطعام الأردني، ويعزّز من مكانة المملكة كوجهة سفر فريدة، نظراً لأهمية الأردن على خارطة السياحة الثقافية في العالم، عبْر منح الجمهور فرصة لممارسة فنون الطهي وتناول أطباق مميزة من الطعام في أجواء احتفالية جماعية.
https://twitter.com/hagg_8/status/1947835668920734094
وأشار بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن ما يحصل في المنطقة لا يجب أن يؤثر على الأردن، مؤكدين ضرورة استمرار جميع الفعاليات.
فيما قال المدير التنفيذي لمهرجان جرش، أيمن سماوي، الثلاثاء، إن المهرجان يحمل رسالة ثقافية للعالم تمثل الهوية الأردنية، وينقل الصورة الحقيقية لصناعات الأردن، كما سيشهد أكثر من 235 فعالية فنية وثقافية وأدبية، بمشاركة 37 دولة عربية وأجنبية، تُقام في قلب مدينة جرش الأثرية وخارجها.
- الأردن يجلي الدفعة الأكبر من الأطفال المرضى والمصابين من غزة
- وفيات وإصابات بسبب “تسمم كحولي” في الأردن، فماذا نعرف عن مادة الميثانول وخطورتها؟
- قرار الأردن بوقف استقدام العمالة الوافدة “مؤقتاً”: بين تأييد وتخوّف
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.