BBC

مقتل أكثر من 90 شخصاً من الساعين للمساعدات في غزة، والأمم المتحدة تحذر من محاصرة مليوني فلسطيني في منطقة “معدومة” الخدمات

طفلة في خان يونس
Reuters

قُتل فلسطينيان وأصيب آخرون، الإثنين، جراء استهداف الجيش الإسرائيلي ساعين للحصول على مساعدات جنوب مدينة غزة، على ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية.

وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 93 فلسطينياً على الأقل أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات، غالبيتهم في شمال القطاع، مع تقييد دخول المساعدات وتواصل الحرب منذ 21 شهراً.

وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن قافلة تابعة له تتألف من 25 شاحنة وتحمل مساعدات غذائية الى شمال غزة، “واجهت حشوداً ضخمة من المدنيين الجائعين تعرّضوا لإطلاق نار”، وذلك بعيد عبورها المعابر مع إسرائيل واجتياز نقاط التفتيش.

وشدد على أن “أي عنف يطال المدنيين الذين ينتظرون المساعدة الانسانية غير مقبول على الإطلاق”، ودعا “لحماية كل المدنيين والعاملين” في المساعدات.

من جهته، شكك الجيش الإسرائيلي في الحصيلة، قائلاً إن الجنود أطلقوا “نيراناً تحذيرية لإزالة تهديد مباشر”.

وفي جنوب القطاع، أكد الدفاع المدني الفلسطيني مقتل تسعة أشخاص قرب مركز توزيع في منطقة الشاكوش شمال غرب رفح، وأربعة قرب دوار التحلية شرق خان يونس.

ودفعت الحرب والحصار الإسرائيلي بسكان القطاع الذين يزيد عددهم على مليوني شخص إلى شفا المجاعة، بحسب ما تؤكد الأمم المتحدة ومنظمات دولية.

وبات مقتل مدنيين ينتظرون الحصول على مساعدات مشهداً شبه يومي حيث تتهم مصادر محلية وشهود إسرائيل بإطلاق النار باتّجاه الحشود خصوصاً قرب أماكن توزيع المساعدات التي تديرها “مؤسسة غزة الانسانية” المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة.

وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن نحو 800 شخص قتلوا أثناء انتظارهم المساعدات منذ أواخر مايو/ أيار.

“الناس يتضوّرون جوعاً”

فلسطينيون يتجمعون لتلقي الطعام من مطبخ خيري، وسط أزمة جوع، في النصيرات، وسط قطاع غزة
Reuters

وصف قاسم أبو خاطر (36 عاماً) من مخيم جباليا شمال غزة المشهد بـ”الصعب جداً”، وأضاف أن “آلاف المواطنين يحاولون الحصول على الطحين.. تزاحم وتدافع مميت لنساء ورجال وأطفال”.

وتابع “وصلنا لمرحلة وكأننا أموات لا أرواح فينا. الدبابات تطلق القذائف بشكل عشوائي علينا وجنود الاحتلال يطلقون النار.. عشرات الناس استشهدوا أمام عيني ولا احد يستطيع إنقاذ أحد”.

من جانبه، أفاد حسن رضوان (41 عاماَ) من الشجاعية “حصلت على كيس طحين بصعوبة والموت يرافقني بأي لحظة. كان من الممكن أن أموت بسبب إطلاق النار الكثيف”، مضيفاً أن “غزة تموت بكل معنى الكلمة”.

وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مطلع يوليو/تموز من أن سعر الدقيق أصبح أعلى بـ3000 مرة مما كان عليه قبل اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال مدير البرنامج كارل سكاو الذي زار مدينة غزة مطلع الشهر الجاري “الوضع هو أسوأ ما رأيته في حياتي”.

وأضاف “قابلت أباً فقد 25 كيلوغراماً خلال الشهرين الماضيين. الناس يتضوّرون جوعاً، بينما الطعام موجود على بُعد أمتار خلف الحدود”.

وكانت إسرائيل بدأت في الثاني من مارس/آذار، فرض حصار مطبق على القطاع بعد انهيار المحادثات لتمديد وقف إطلاق النار الذي أبرم بداية العام 2025 واستمر ستة أسابيع.

ومنعت إسرائيل دخول أي سلع حتى أواخر مايو/أيار، حين بدأت السماح بدخول عدد قليل من الشاحنات.

ومع نفاد المخزون الذي كان قد تجمع خلال فترة وقف إطلاق النار، تواجه غزة أسوأ نقص في الإمدادات.

وقال سكاو “مطابخنا خالية، ولا تقدم سوى الماء الساخن مع القليل من المعكرونة”.

ولعل الأطفال والنساء الحوامل هم الأكثر تضررا من سوء التغذية، فبحسب الطبيبة في المنظمة جوان بيري “بسبب سوء التغذية المنتشر بين النساء الحوامل وسوء أوضاع المياه والصرف الصحي، يولد الكثير من الأطفال مبكراً. وحدة العناية المركزة للمواليد مكتظة للغاية، حيث يضطر أربعة إلى خمسة رضع إلى مشاركة حاضنة واحدة”.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود الأسبوع الماضي إن فرقها العاملة في غزة تشهد أعلى عدد من حالات سوء التغذية التي سُجّلت على الإطلاق في القطاع.

“ضربة قاصمة أخرى”

فلسطينيون يتجمعون وهم يحملون إمدادات المساعدات التي دخلت غزة عبر إسرائيل، وسط أزمة الجوع، في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة
Reuters

اعتبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” الأحد أن الأمر العسكري الذي أصدرته اسرائيل لسكان ونازحين في منطقة دير البلح بوسط غزة بالتوجه جنوباً وجّه “ضربة قاصمة أخرى” للجهود الإنسانية في القطاع المنكوب بسبب الحرب.

وحذر المكتب في بيان من أن “أمر النزوح الجماعي الذي أصدره الجيش الإسرائيلي وجه ضربة قاصمة أخرى لشريان الحياة الهش أصلا الذي يبقي الناس على قيد الحياة في جميع أنحاء قطاع غزة”.

وصباح الأحد، أمر الجيش الاسرائيلي سكان منطقة دير البلح في وسط غزة بالمغادرة فوراً بسبب عمليات وشيكة، حيث شوهدت عائلات بأكملها تجر أمتعتها القليلة وتتوجه جنوباً.

وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إن الجيش “يوسع أنشطته” في المنطقة الجنوبية الغربية من دير البلح وهي “منطقة لم يعمل فيها من قبل”.

وأكدت “أوتشا” أن موظفي الأمم المتحدة “باقون” في المنطقة، حيث تمت مشاركة إحداثيات مواقعهم مع “الأطراف المعنية”.

وبلغ عدد الأشخاص الموجودين في المنطقة عند صدور أمر الإخلاء بين 50 و80 ألف شخص، وفقاً للتقديرات الأولية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ومنذ بداية الحرب، تعرض جميع سكان غزة تقريباً للتهجير مرة واحدة على الأقل بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتكررة، كما أنهم يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء.

وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن الأمر الأخير يعني أن 87,8 في المئة من مساحة غزة أصبحت الآن تحت أوامر الإخلاء أو ضمن المناطق العسكرية الإسرائيلية.

وأشارت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى أن ذلك يترك “2,1 مليون مدني محصورين في منطقة مجزأة تبلغ مساحتها 12 في المئة من القطاع، حيث انهارت الخدمات الأساسية”.

نتنياهو مصابٌ بالتهاب معوي

أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، الأحد، أنه تقرر عدم عقد جلسات الاستماع في محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع، بسبب حالته الصحية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجلسات ستُستأنف فقط بعد انتهاء عطلة المحكمة الصيفية، في سبتمبر/أيلول المقبل.

وكان مكتب رئيس الوزراء قد أعلن في وقت سابق أن نتنياهو يعاني من التهاب في الأمعاء نتيجة تناوله طعاماً فاسداً، موضحاً أنه شعر بالإعياء خلال الليلة الماضية، وخضع لفحوصات طبية أكدت إصابته بالتهاب معوي.

ويأتي هذا الإعلان بعد تغيب نتنياهو عن جلسة الحكومة الأسبوعية التي عُقدت أمس.

يُذكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه محاكمة في ثلاث قضايا فساد تُعرف بملفات 1000 و2000 و4000، تشمل تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

مقتل أكثر من 90 شخصاً من الساعين للمساعدات في غزة، والأمم المتحدة تحذر من محاصرة مليوني فلسطيني في منطقة "معدومة" الخدمات

BBC Arabic

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

زر الذهاب إلى الأعلى