BBC

لماذا تراجعت آمال التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة؟

اختتم نتنياهو زيارته إلى واشنطن معلنا أن لقاءه مع ترامب أثمر تفاهمات حول غزة وصفها بـ "التاريخية".
Getty Images

اختتم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته إلى واشنطن معلنا أن لقاءه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثمر تفاهمات حول غزة وصفها بـ “التاريخية” دون أن يكشف عن مضمونها.

وقال نتنياهو: “نسعى إلى اتفاق للإفراج عن نصف عدد الرهائن، أحياءً وأمواتًا، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتبعه تفاوض على وقف دائم”، مضيفا أن التوصل إلى وقف دائم مشروط “بتجريد حماس من السلاح، ونزع الطابع العسكري عن غزة، وإنهاء أي قدرات حكومية أو عسكرية لديها”.

وهكذا تراجعت الآمال والتوقعات بقرب الإعلان عن اتفاق لوقف الحرب في غزة حتى إشعار آخر. وكانت تصريحات الرئيس دونالد ترامب قد رفعت من منسوب التفاؤل مطلع الأسبوع الجاري، في حديث للصحفيين بشأن حصول تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار، مشيرا في الوقت نفسه إلى شعوره بنوع من الإحباط قائلا: “علينا أن ننتهي من هذا الأمر. علينا أن نفعل شيئا لغزة”.

وبدا حينها أن اتفاقا ما بات في متناول اليد، وأن اختراقا ما في مواقف كل من إسرائيل وحماس وارد. غير أن انتظار العالم طال، ومرت الساعات والأيام وتوالت الاجتماعات في الدوحة وواشنطن، ولم يصدر عن أي من الأطراف المعنية ما يشير إلى أن تفاؤل الرئيس ترامب سيترجم إلى واقع ملموس في الوقت الراهن.

ويستنتج من تراجع تفاؤل المجتمع الدولي بقرب وضع حد لهذه الحرب أن الوسطاء – مصر وقطر والولايات المتحدة – لم يفلحوا بعد في التوفيق بين المطالب المتضاربة لإسرائيل وحركة حماس، وأن نتنياهو غير مستعد للمجازفة بالدخول في صفقة لم تنضج بعد.

مضمون الصفقة المقترحة

ورغم أن التفاصيل الدقيقة للصفقة المقترحة لم تنشر، بدا من ملامحها التي سربت أنها محاولة لتجاوز بعض الخلافات بين إسرائيل وحماس. وتشمل الصفقة طبقا لتلك التسريبات:

جدولا زمنيا لإطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء والإفراج عن رفات 18 آخرين على مدى ستين يوما.

إفراج إسرائيل عن عدد غير محدد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.

سحب إسرائيل قواتها من مواقع متفق عليها مسبقا في شمال غزة.

انطلاق مفاوضات بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق نار دائم بمجرد دخول الهدنة الأولية حيز التنفيذ.

الشروع في إدخال المساعدات الإنسانية الدولية على غزة فور بدء وقف إطلاق النار.

ورغم قبول كلا الجانبين بالخطوط العريضة لهذا المقترح، تبين أن التوصل إلى اتفاق يقتضي إجراء المزيد من المحادثات غير المباشرة حول عدد من النقاط الرئيسية على رأسها وضع جدول زمني وتحديد مواقع انسحاب القوات الإسرائيلية وتقديم الوسطاء الثلاثة ضمانات أقوى بشأن التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب في غزة.

أهداف إسرائيل.

علاوة على إطلاق سراح الرهائن يصر رئيس الوزراء نتنياهو على:

تدمير القدرات العسكرية لحماس وإنهاء وجودها السياسي في غزة.

ترحيل قادتها الميدانيين عن القطاع.

إبقاء غزة تحت السيطرة الأمنية للجيش الإسرائيلي.

مطالب حماس

رفع إعلان حماس عشية زيارة نتنياهو إلى واشنطن، من منسوب التفاؤل عندما قالت إنها “مستعدة تماما للدخول على الفور في جولة مفاوضات بشأن آلية تنفيذ هذا الإطار”. ومع ذلك لدى الحركة ثلاثة مطالب رئيسية تعتبر التخلي عنها انتحارا سياسيا وتفريطا في حقوق الغزيين:

وقف دائم للقتال بعد فترة الشهرين التي تعقب وقف إطلاق النار. ويشكل هذا الطلب أكبر نقطة خلاف بين إسرائيل والحركة.

توفير ضمانات أمريكية باستمرار مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم خلال الستين يوما وعدم استئناف القتال.

تولي الأمم المتحدة توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع.

انسحاب إسرائيل إلى المواقع التي احتلتها في 2 مارس/آذار الماضي قبل أن تجدد هجومها وتحتل الجزء الشمالي من القطاع.

وقد أعلنت حماس على لسان مسؤوليها عدم تشبثها بالسلطة والتخلي عن مشاركتها في ترتيبات المرحلة المقبلة. لكنها تخشى من أن تنقض إسرائيل تعهداتها بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وتعود لاحتلال غزة وتمضي في تنفيذ هدف تهجير الغزيين عن أرضهم.

نتنياهو بين المطرقة والسندان

وسط هذا اللغط السياسي وارتفاع نبرة التفاؤل تارة وانخفاضها تارة أخرى، تتزايد الضغوط الميدانية والداخلية والدولية على نتنياهو. ففي إسرائيل لا يكاد يمر يوم واحد دون أن يجددا وزيرا اليمين الديني المتطرف بتسلئيل سموتريتش وايتامار بن غفير، وعيدهما بأن وقف الحرب وقبول نتنياهو بأي شرط من شروط حماس سيؤدي حتما إلى انهيار الائتلاف الحكومي.

وفي غزة اشتد عود مسلحي حماس وارتفع عدد العمليات التي تستهدف أفراد الجيش الإسرائيلي ومعها عدد القتلى والجرحى على نحو شبه يومي. هذا عدا عن استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن غالبية الشعب الإسرائيلي تريد صفقة لإعادة الرهائن إلى ديارهم، حتى لو كان ذلك يعني إنهاء الحرب.

تعتبر حركة حماس خطوة الإقدام على هذه الصفقة مخرجا من الوضع الحالي. وتعي في الوقت نفسه أنها تنطوي على مجازفة كبيرة إذا لم ينص الاتفاق بصريح العبارة عن ضمانات من الوسطاء بعدم عودة إسرائيل إلى قصف القطاع بمن فيه. أما رئيس وزراء إسرائيل الذي دخل هذه المفاوضات، مضطرا نظرا لعجزه عن حسم المعركة عسكريا، وفشل جيشه في فرض السيطرة الكاملة على القطاع، فلربما يبحث عن صيغة تحفظ ماء وجهه من دون أن تعد تنازلا رسميا وسط احتقان من الشارع الإسرائيلي وإعلان الجيش أنه لم يعد يوجد في القطاع ما يمكن تدميره باستثناء سكانه.

برأيكم:

لماذا تراجعت آمال التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة؟

من الطرف الذي يحول دون التوصل إلى اتفاق؟

هل يستطيع نتنياهو تجاوز الضغوط الداخلية والخارجية عليه؟

هل يمارس الرئيس ترامب ضغوطا كافية على نتنياهو للقبول بالصفقة؟

ما قدرة الوسطاء على إقناع نتنياهو بضرورة وقف الحرب؟

هل ثمة ما يمكن لحركة حماس أن تتنازل عنه دون المجازفة بتجديد القصف الإسرائيلي لغزة؟

نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 11 يوليو/تموز.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.

لماذا تراجعت آمال التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة؟

BBC Arabic

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

زر الذهاب إلى الأعلى