إسرائيل تواصل عملياتها البرية شمال غزة، والصحة الفلسطينية تحذر من “كارثة إنسانية حقيقية”

لليوم الثالث عشر على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي حصاره المشدد وعملياته العسكرية البرية في محافظة شمال غزة. ويرافق ذلك قصف جوي ومدفعي مكثف موقعاً عددا من القتلى والجرحى.

وتحدثت وزارة الصحة في غزة عن “مجزرة مروعة”، ناجمة عن قصف الجيش الإسرائيلي لمدرسة أبو حسين في مخيم جباليا شمالاً، وسط أنباء عن ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 15 شخصاً غالبيتهم من الأطفال والنساء، واشتعال النيران في خيام لنازحين داخل المدرسة.

وتحدث شهود عيان عن عمليات نسف وتدمير كبيرة لمنازل فلسطينيين في مخيم جباليا وفي شمال غرب المحافظة.

وأصيب عدد من الأشخاص عقب قصف طال غرف النازحين داخل مدرسة “خليفة” بالقرب من المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، أدى لاشتعال النار بداخلها، وتمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة عليها بصعوبة بالغة.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية مما وصفته بكارثة إنسانية حقيقية تواجه الأطفال حديثي الولادة في حضانة مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، في ظل ما تعانيه من أزمة الوقود ونقص الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة حصار الجيش الإسرائيلي.

وفي مدينة غزة، قتل 8 على الأقل بالإضافة إلى عدد من الإصابات جراء قصف طائرات إسرائيلية منزلاً لعائلة الحلو قرب المستشفى الأردني في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.

واستهدفت طائرات إسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين، ما أدى لمقتل 3 ثلاثة أشخاص على الأقل وعدد من الجرحى قرب تقاطع شارعي العيون والجلاء غربي مدينة غزة.

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية فقد ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 42.438، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 99.246 منذ بدء الحرب، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

الوضع الإنساني في مستشفى “شهداء الأقصى”

وفي مستشفى “شهداء الأقصى” في دير البلح قال الطبيب محمد ريان رئيس قسم استقبال الطوارئ، إن المستشفى يفتقر إلى الأدوات اللازمة لعلاج حالات الحروق.

وأضاف في حديثه لبرنامج غزة اليوم عبر بي بي سي أن “إصابات الحروق من أصعب الإصابات التي من الممكن أن يتعرض لها الشخص، خاصة وأنه بسبب الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال حالياً أصبحنا نرى أنواعاً من الحروق لم تكن موجودة سابقاً طوال فترة عملنا المهني”.

ويقول أيضاً “في المستشفى نحاول التعامل مع حالات الحروق لكن المعدات اللازمة غير متوفرة. أقل مقومات النظام الصحي غير موجودة فما بالك عند التعامل مع حالات الحروق التي تحتاج إلى رعاية خاصة. حالات الحروق تحتاج إلى قسم كامل مهيء للتعامل مع المصابين، وعدم توفر الأدوات اللازمة أدى إلى فقدان حياة العديد من المصابين، الذين كان من الممكن إنقاذ حياتهم”.

وكان محيط مستشفى شهداء الأقصى تعرض لقصف إسرائيلي مما أدى إلى احتراق خيام النازحين هناك ومقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين.

• قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا ومستشفى شهداء الأقصى ومخيم النصيرات في قطاع غزة

محمد الدلو كان شاهداً على تعرض أفراد من عائلته للاحتراق في الرابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2024. يقول “أنا أنام في خيمة خارج الشارع، أما أخي شعبان فينام في خيمة العائلة”.

في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024 يقول إنه سمع صوت قصف مرتفع، “توجهت لرؤية ما يحصل فوجدت النار على علو مرتفع بين الخيام. والدي كان يساعد أشقائي الصغار بينما علق شقيقي شعبان، …بقيت غير قادر على مساعدة أخي الذي كان يحترق أمامي بعد أن اصطدمت بشخص آخر ووقعنا أرضاً. إخوتي الصغار أصابتهم حروق بنسبة 70 في المئة، وأما والدتي فقد توفيت مباشرة”.

يضيف “شعبان توفي أيضاً. كان يحفظ القرآن وينتج فيديوهات عبر منصة انستغرام باللغة الإنجليزية لنقل ما يجري مع أهل غزة في الحرب. في الثانوية العامة الفرع العلمي حصل شعبان على معدل 98 في المئة، وكان متفوقاً في الجامعة في تخصص هندسة الحاسوب. تحقق حلمه قبل وفاته بنحو خمسة أيام بتسميع المصحف في جلسة واحدة”.

يلفت: “حال عائلتي صعب جداً، لدي أخ وأخت في مستشفى ناصر (11، 19 سنة) حالتهم خطيرة جداً. أما والدي فيرقد في مستشفى شهداء الأقصى. ولدي أخت بعمر 14 سنة في المستشفى الأمريكي… علاجهم غير متوفر في قطاع غزة، فهم يحتاجون إلى عمليات تجميل في الخارج. أريد أن أراهم بخير كما كنا من قبل”.

من جهته انتقد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل منح الولايات المتحدة إسرائيل مهلة شهر واحد لتحسين الوضع الإنساني في غزة، قائلاً إنه خلال ذلك الوقت، سيموت عدد كبير جداً من الناس.

• حرب غزة: هل ينفذ نتنياهو “خطة الجنرالات” في شمال غزة؟
• حركة حماس تتهم إسرائيل ببدء تنفيذ “خطة الجنرالات” تزامناً مع تواصل العملية العسكرية الإسرائيلية في الشمال

وقال بوريل للصحفيين في بروكسل، الخميس، “تقول الولايات المتحدة لإسرائيل إنها يجب أن تحسن الدعم الإنساني لغزة، لكنها منحت مهلة شهر واحد، مهلة شهر واحد بالوتيرة الحالية التي يلقى بها الناس حتفهم. إنه عدد كبير جداً”، ووصف الوضع بأنه “كارثي”.

• رعب جديد يشهده سكان شمال غزة مع استئناف الهجمات الإسرائيلية
• دخول المساعدات لأول مرة منذ أسبوعين إلى شمال غزة، و الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته لليوم الـ 12 على التوالي
• 4 فلسطينيين يسجلون يومياتهم لبي بي سي على مدار سنة، فما مصيرهم الآن؟

Powered by WPeMatico