عاجل

“هل غيرت إيران خطها الأحمر في الشرق الأوسط” – جيروزاليم بوست

صورة تظهر عدة أعلام بينها علم إيران

EPA-EFE/REX/Shutterstock
“تجد طهران نفسها تتعرض لضربات متزايدة في الشرق الأوسط”

نستعرض اليوم في عرض الصحف مقالاً من صحيفة جيروزاليم بوست يتحدث عن تغير خطوط إيران الحمراء في الشرق الأوسط، طارحاً مسألة الخلاف بشأن ممر زنغزور والعلاقات بين إيران وأرمينيا وأذربيجان وأطراف أخرى. ونقرأ مقالاً في الغارديان البريطانية بشأن خيارات حزب الله وكيف ستحدد هذه الخيارات مصير لبنان. ونختم بمقال من صحيفة الشرق الأوسط، يطرح فيه الكاتب تساؤلاً عن التعامل الاستخباراتي الإسرائيلي مع السابع من أكتوبر/ تشرين أول.

إيران ومسألة ممر زنغزور

نبدأ جولتنا من صحيفة جيروزاليم بوست، حيث كتب الباحث في شؤون الشرق الأوسط مردخاي كيدار مقالاً تساءل فيه عمّا إذا كانت إيران قد غيرت من خطوطها الحمراء في الشرق الأوسط. وطرح الكاتب مسألة أذربيجان وأرمينيا وممر زنغزور الخلافي بين البلدين كمثال على هذه الخطوط.

يتساءل الكاتب عن سر انشغال إيران بممر زنغزور وتأييد روسيا الأخير له “في وقت تجد طهران نفسها تتعرض فيه لضربات متزايدة في الشرق الأوسط، وفي وقت تحارب فيه إسرائيل ضد حزب الله في لبنان، وحماس والجهاد الإسلامي في غزة، وحتى الحوثيين في اليمن”.

يقصد الكاتب هنا ممر زنغزور الذي يربط بين أذربيجان وجمهورية نخجوان ذات الحكم الذاتي. وسيسمح الممر بربط أذربيجان بتركيا مباشرة دون المرور بأرمينيا. الممر وصفه الرئيس الأذري إلهام علييف بأنه “سيوحد العالم التركي”. وتُعارض إيران إقامة هذا الممر الذي يمر عبر مقاطعة سيونيك في أرمينيا، وهي منطقة تقع على الحدود مع إيران مباشرة.

يقول الكاتب إن جزءاً كبيراً من الممر “لا يؤثر على إيران على الإطلاق” وإنه من المتوقع “أن يكون الممر، الذي أيدته روسيا مؤخراً، تحت إشراف وسيطرة روسية”، يضيف كيدار بأنه ولعقود من الزمن، “كانت القوات الروسية متمركزة على طول الحدود الإيرانية الأرمنية، ولم يزعج هذا الوجود الروسي إيران على الإطلاق”. يطلق الكاتب توقعاته بشأن السبب الحقيقي للاستياء الإيراني من الممر في الوقت الذي تواجه فيه “تحديات عديدة في الشرق الأوسط”، فيقول إن الممر “ربما يكون مجرد ذريعة لإيران للتعبير عن استيائها من روسيا بشأن قضايا لا علاقة لها بمنطقة القوقاز”.

يقول كيدار إن أذربيجان – ذات الأغلبية الشيعية – لطالما مثّلت “شوكة في حلق إيران”، فهي “ترفض تفسير طهران الأصولي للإسلام، وتقيم علاقة شراكة مع إسرائيل بدلاً منها”، يضيف الكاتب أنه لطالما كان من المحبط لإيران أن تتمكن “من بسط نفوذها في بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت، ولكن ليس في باكو” – عاصمة أذربيجان –. يشير بعد ذلك إلى حقيقة أن هذا الوضع قائم على الرغم من أن “إيران تضم بين سكانها عدداً كبيراً من الأذريين، وأن الرئيس الإيراني نفسه من القومية الأذرية”.

يقول كيدار إن سبب معارضة إيران لممر زنغزور قد يكون مرتبطاً “بخط أحمر وضعته طهران يتعلق بمحاولتها الحفاظ على السيطرة في المنطقة، في وقت تقترب فيه أرمينيا من الغرب على حسابها” وهو ما يلمح إليه الكاتب لاحقاً بالقول إن أرمينيا “ستتمتع بخيارات تجارية أفضل من تلك التي تملكها مع دولة منبوذة دولياً – يقصد إيران – إذا ما تم إنشاء الممر ضمن اتفاق”. يضيف الكاتب أن أذربيجان “تتمتع بتحالف إستراتيجي مع إسرائيل، العدو اللدود لإيران، كما أن تركيا وروسيا نجمهما في صعود بالمنطقة، وفي ظل كل هذه الظروف، إيران تخسر! لذلك تعارض ممر زنغزور”.

حزب الله ومفترق الطرق

صورة تظهر راية حزب الله أمام مبنى مدمر على إثر غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت

Reuters
“لبنان بالتأكيد لا يمكنه الصمود في ظل الظروف الحالية”

في صحيفة الغارديان البريطانية، يطرح الكاتب بلال صعب سؤالاً ويجيبه على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

يفتتح صعب مقاله بالسؤال: “كيف يمكن للبنان أن يعالج علاقته المتعثرة وغير الفعالة مع حزب الله دون العودة للصراع الطائفي المحلي؟”

يجيب صعب السؤال على لسان نتنياهو، فيقتبس عنه: “على اللبنانيين أن يحرروا لبنان أولاً من حزب الله، لديكم فرصة لإنقاذ لبنان قبل أن يقع في هاوية حرب طويلة ستجلب الخراب والمعاناة كما نرى في غزة”.

يقول صعب إن نتنياهو “الذي يرفض اتهامات محكمة الجنايات الدولية بارتكاب جرائم الحرب، يهدد علناً باستخدام التكتيكات العسكرية المدمرة ذاتها التي استخدمها في غزة ضد اللبنانيين”. يضيف الكاتب أنه إذا أراد نتنياهو فعلاً مساعدة اللبنانيين على التعامل مع حزب الله، “فلن يأمر جيشه بغزو جنوب لبنان، لأنه بذلك سينعش حزب الله ويمنحه أنفاساً جديدة”.

يقول صعب إن “نتنياهو يعرف التاريخ جيداً، لكنه يختار تجاهله: وُلد حزب الله جزئياً في سبيل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوبي لبنان بين الأعوام 1982 و 2000.” وإذا ما تم منح حزب الله هذ العذر مجدداً “فسيجد طريقة لإعادة لملمة نفسه عبر تجنيد الأفراد في المجتمع الشيعي الذي سيرفض احتلالاً إسرائيلياً آخر”. و”حتى إذا لم تحتل إسرائيل الأراضي اللبنانية هذه المرة، لا يمكن للبنانيين نزع سلاح منظمة شبه عسكرية أقوى بكثير من الجيش اللبناني”.

لكن صعب يعود ليقول إن تصريحات نتنياهو التي وصفها “بالجوفاء” لا تغير من حقيقة أن “حزب الله يمثل حملاً ثقيلاً على لبنان منذ عام 2000”.

يقول صعب إنه “ولعدة عقود، كان الحزب يصر على أنه الوحيد الذي يحمي لبنان من العدوان الإسرائيلي. وانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان قبل 24 سنة عزز هذا الادعاء.” لكن ومنذ خروج إسرائيل من لبنان “لم يعد دور حزب الله العسكري فعالاً أو شرعياً. فقد فشل في ردع الهجمات الإسرائيلية، كما أن أفعاله قدمت دعوة مفتوحة للأعمال العدائية الإسرائيلية، كما حصل في 2006، وكما يحصل الآن”.

يضيف الكاتب أن دور حزب الله ونفوذه لم يكن كله صنيعة يديه، “فلسنوات عديدة، تمتع الحزب بدعم سياسي وعسكري من إيران وسوريا. وطهران تراه كالغراء الذي يلم شمل شبكة إقليمية من الوكلاء العالقين في صراع دائم مع إسرائيل”.

يقول صعب إنه وبعد “17 عاماً من حرب 2006، من الواضح أن حزب الله لم يتعلم شيئاً، فهو سيكرر ما فعله مرة أخرى، باستثناء أن هذه المرة ستكون مقامرته أكثر ضرراً للحزب، وللبنان ككل”. “لبنان بالتأكيد لا يمكنه الصمود في ظل الظروف الحالية، وحزب الله لا يمكنه ببساطة الاستمرار في العمل خارج إطار الدولة اللبنانية، والرد على قوى أجنبية، واتخاذ قرارات الحرب والسلم بشكل منفرد بالنيابة عن اللبنانيين، لا يمكن لكل ذلك أن يكون طبيعياً أو دستورياً في أي مجتمع فعّال”.

يطرح صعب مفارقة تتمثل في أن الحزب “اختار طريقاً يقربه أكثر من التدمير الذاتي” ويقارنه بنتنياهو الذي “اختار تجاهل الحقائق”. لكن الكاتب يعود ليقول إنه “من الساذج الافتراض أن تحول حزب الله إلى طرف سياسي بحت وإدماج قواته في الجيش اللبناني سيبعد وبشكل مفاجئ التهديدات الإسرائيلية”.

“هل إسرائيل أسطورة المخابرات أم نموذجها الفاشل؟”

صورة للأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصر الله، فوق ركام مبنى هُدم إثر غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

EPA-EFE/REX/Shutterstock
“الدوائر الإسرائيلية قدمت روايات كثيرة عن فشل 7 أكتوبر/ تشرين أول، لكن ما من واحدة منها مقنعة”

نختم جولة الصحف بمقال للكاتب سمير عطا الله في صحيفة الشرق الأوسط، والتي يفتتحها باستعراض القدرات الاستخباراتية الكبيرة لإسرائيل التي ظهرت “منذ انتقال الحرب في غزة إلى لبنان”.

يقول عطا الله إنه “لم يمض يوم من دون أن تقصف إسرائيل، أو تفجر شقة، أو مبنى، أو ساحة في قرية، أو مجمع مبان. بعض هذه الأهداف صغيرة، أو مجهولة، لدرجة أنها غير مسجلة على الخريطة الرسمية”.

لكن الكاتب يطرح سؤالاً جدلياً في هذا الصدد، ففي ظل هذه “القدرة على رصد بيت صغير في قرية مجهولة، أو قصف الطابق الأوسط خلال اجتماع أمني أو عائلي، كيف لدولة تملك كل هذه المكونات، الخارقة والمخترقة، ألا تعرف شيئاً عن الهجوم الذي سوف يقتل أكبر عدد من اليهود في يوم واحد، منذ الهولوكوست؟”.

يقول عطا الله إن “الدوائر الإسرائيلية قدمت روايات كثيرة عن فشل 7 أكتوبر/ تشرين أول، لكن ما من واحدة منها مقنعة أو مبررة”. ويعود ليطرح السؤال: “هل إسرائيل أسطورة المخابرات أم نموذجها الفاشل؟”.

Powered by WPeMatico

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.