عاجل

هل يسمح المجتمع الدولي بعام آخر من معاناة المدنيين في غزة؟

تتزايد الدعوات المطالبة بضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف نزيف الدماء في غزة.

Getty Images
تتزايد الدعوات المطالبة بضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف نزيف الدماء في غزة.

رغم الدعوات والمناشدات والمطالب الدولية المتكررة لإسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة، يستمر سقوط القتلى والجرحى على يد قوات الجيش الإسرائيلي. وفي أحدث سلسلة من هذه الحوادث قال مسعفون إن ستة عشر شخصا قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي عائلات نازحة في مدينة دير البلح بوسط قطاع غزة حسبما أفادت وكالة رويترز للانباء فيما قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن العدد بلغ 28 شخصا وأصيب 54 آخرون في الغارة الجوية على المدرسة. بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف من وصفهم بالإرهابيين الذين كانوا يعملون داخل مركز قيادة في منطقة دير البلح. وكانت حماس قد نفت في السابق استخدام المدراس وغيرها من المواقع المدنية لأغراض عسكرية.

أعداد قتلى في ارتفاع يومي

وتفيد أحدث إحصائيات قطاع الصحة الفلسطيني في غزة حتى اليوم أن عدد القتلى بلغ 42 ألفا و65 قتيلا، وعدد المصابين 97 ألفا و886، غالبيتهم من الأطفال والنساء،

بينما تمضي الحكومة الإسرائيلية، في بحث إقرار مشروعي قانونين يهدفان إلى إنهاء نشاط وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتتهم إسرائيل بعضا من موظفي الوكالة الأممية بالمشاركة في هجوم مقاتلي حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وكانت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيسيت قد وافقت الأحد الماضي على مشروعي القانونين، فيما سارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التنديد بهما.

المجتمع الدولي يندد

ويحاول المجتمع الدولي، ممثلا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، جاهدا حض حكومة إسرائيل على التراجع عن هذه الخطوة. ففي أحدث جلسة للمجلس مساء الأربعاء في مقر المنظمة في نيويورك حذّر الأعضاء إسرائيل من المضي قدما في إقرار التشريعين.

وفي الجلسة عبرت المندوبة الأمريكية، لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد عن قلق بلادها البالغ إزاء “المقترح التشريعي الإسرائيلي الذي قد يغيّر الوضع القانوني للأونروا، ويعرقل القدرة على التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين… ويجرد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين، ويغير معايير الحل السياسي المستقبلي”.

الأونروا في مهب الريح

وحذّر رئيس الأونروا فيليب لازاريني مجلس الأمن الدولي من العواقب الوخيمة في حال تبنت الحكومة الاسرائيلية القانونين المتعلقين بوقف عمل الوكالة. واعتبر التشريع الإسرائيلي تحديا لإرادة المجتمع الدولي المعبر عنها من خلال قرار الجمعية العامة رقم 302 بشأن الأونروا.

وأوضح لازاريني أنّه “إذا تم إقرار مشروعي القانون، فإن العواقب ستكون وخيمة… لقد وصف كبار المسؤولين الإسرائيليين تدمير الأونروا بأنه هدف حرب… 226 من موظفي الوكالة قُتلوا خلال 12 شهرا…لقد أصبحت غزة بحرًا من الأنقاض ومقبرة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، كثيرون منهم أطفال..”

وردد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون في الجلسة اتهامات حكومته للوكالة وقال: “لقد سمحت الأونروا في غزة لحماس بالتسلل إلى صفوفها… هذه وكالة لا يمكن إصلاحها.”

وإضافة إلى خطر الموت بنيران الجيش الإسرائيلي قصفا أو قنصا في أي لحظة يكابد السكان الفلسطينيون في غزة أزمة إنسانية لا سابقة لها جمعت بين الهلع والرعب والتشرد والمرض والتجويع وهم يبحثون عن غذاء وماء ووقود ومكان آمن يؤويهم.

إحصائيات مرعبة

وطبقا لتقديرات وإحصائيات الأمم المتحدة دمرت إسرائيل 92% من شوارع قطاع غزة وأكثر من 84% من المنشآت الصحية . واضطر أكثر من 90% من سكان القطاع إلى النزوح مرة واحدة على الأقل منذ بدء الحرب. وأصبحت الظروف المعيشية لا تطاق فيما تتأرجح غزة على حافة المجاعة.

وحتى اليوم دمر الجيش الإسرائيلي نحو 169 ألف مبنى أي نحو 75% من مباني غزة بالكامل و90 % من المباني الحدودية في رفح القريبة من الحدود مع مصر . كما هاجمت القوات الاسرائيلية غالبية مستشفيات قطاع غزة الـ 36 والتي بقي 16 منها في الخدمة. وتظهر بيانات أصدرتها الأمم المتحدة تدمير إسرائيل لأكثر من 60% من مساجد غزة.

وبخصوص المدارس أحصت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تضرر 477 مدرسة، (85%) من 564 منشأة تعليمية. وقد دفعت مدارس غزة التي تدير الأمم المتحدة غالبيتها، ثمناً باهظاً في الحرب بعد لجوء آلاف النازحين الفارّين إلى هذه المؤسسات.

وبحسب بيانات للأمم المتحدة من الأقمار الاصطناعية لحقت الأضرار بـ 68% من مساحة الأراضي الزراعية في غزة، أي 102 كلم مربع. وارتفعت هذه النسبة إلى 78% في شمال غزة، و57% في رفح. ودمرت القوات الإسرائيلية نحو 1190 كيلومتراً من شبكة الطرق بالكامل أي 68% من مجموع الشبكة.

ويعلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على هذا الوضع بالقول “لا يمكن تصوّر عمق المعاناة في غزة… وعدد الموتى وحجم الدمار…هذا وضع لم أر مثله في كل ما مر بي منذ أن أصبحت أميناً عاماً عام 2017”.

برأيكم،

  • هل سيسمح المجتمع الدولي باستمرار معاناة المدنيين في غزة لعام آخر؟
  • ما فرص التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب ووقف نزيف الدماء؟
  • وهل ستغير الدول الكبرى من مواقفها الداعمة لإسرائيل؟
  • لماذا يكتفي المجتمع الدولي بالتنديد لما يحدث في غزة؟
  • لماذا تحجم الدول العربية عن اتخاد موقف موحد ضد ما يجري في غزة؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

https://www.youtube.com/@bbcnewsarab

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.