الجيش الإسرائيلي يُنذر سكان منطقتين جنوبي بيروت بإخلاء منازلهم بشكل عاجل

آثار الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية صباح الأحد.

Reuters
آثار الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية الأحد

أصدرت قوات الدفاع الإسرائيلية إنذاراً لسكان منطقتَي برج البراجنة والحدث، جنوبي بيروت، بإخلاء منازلهم بشكل عاجل.

وجاء في الإنذار “أنتم موجودون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله، وسيتخذ جيش الدفاع الإسرائيلي إجراءات ضدهم في المستقبل القريب”.

وأضاف الإنذار الإسرائيلي: “من أجل سلامتكم وسلامة أفراد عائلاتكم، يجب عليكم إخلاء هذا المبنى والمباني المجاورة له على الفور والابتعاد عنه لمسافة لا تقل عن 500 متر”.

من جهة أخرى، أمر الجيش الإسرائيلي بفرض”منطقة عسكرية مغلقة” في ثلاث بلدات على الحدود مع لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي: “من المحظور تماما” دخول بلدات منارة ويفتاح ومالكيا.

هذا الأمر مماثل للأمر الذي فُرض على ثلاث بلدات أبعد قليلا إلى الشمال في اليوم الذي شنّت فيه إسرائيل عمليات برية في جنوب لبنان.

وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إنها “قلقة للغاية” إزاء الأنشطة الأخيرة للجيش الاسرائيلي على الحدود.

وتقول اليونيفيل إن الجيش الإسرائيلي يشن عمليات “قريبة جدا” من أحد مواقعها. ويقع الموقع بالقرب من قرية مارون الراس اللبنانية، التي تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن بلدة إسرائيلية أعلنها جيش الدفاع الإسرائيلي “منطقة عسكرية مغلقة” في وقت سابق من هذا المساء.

وأضاف البيان “من غير المقبول المساس بسلامة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تنفّذ المهام الموكلة إليها من قبل مجلس الأمن”.

وتأسست بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أواخر السبعينيات رداً على الصراع بين إسرائيل والجماعات المسلحة في جنوب لبنان.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قصف الضاحية الجنوبية لبيروت بسلسلة من الغارات الجوية صباح الأحد، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.

وقالت الوكالة إن الضاحية استهدُفت بأكثر من 30 غارة، سُمعت أصداؤها في بيروت وغطت سحب الدخان الأسود أرجاء الضاحية كافة.

واستهدفت الغارات محطة وقود على طريق المطار، ومناطق الغبيري، والمريجة، والصفير، وبرج البراجنة، وصحراء الشويفات وحي الأمريكان، وغيرها.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب منشآت تخزين أسلحة وبنية تحتية، مع اتخاذ تدابير “للتخفيف من خطر إيذاء المدنيين”.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت أن 23 شخصاً قتلوا، السبت، جرّاء الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة من لبنان.

في غضون ذلك، أصدر حزب الله بياناً قال فيه: “إن مقاتليه استهدفوا جنوداً إسرائيليين، لدى إجلائهم جنوداً جرحى وقتلى، كانوا تعرضوا لقصف بصواريخ في منطقة المنارة الإسرائيلية فجر الأحد”.

وفي بيان آخر، قال حزب الله: “إن مقاتليه استهدفوا بقذائف المدفعية، بعد منتصف ليل السبت-الأحد، قوة من الجنود الإسرائيليين حاولوا التسلل باتجاه منطقة “خلة شعيب” في بليدا جنوبي لبنان”.

وأضاف الحزب أن مقاتليه أجبروا القوة الإسرائيلية على التراجع، وأنهم أوقعوا فيهم إصابات مؤكدة.

“الأسوأ لم يأت بعد”

واستمر القصف العنيف للمقاتلات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية صباح الأحد، لكن لا يبدو أن قدرة حزب الله على إطلاق مئات الصواريخ قد تأثرت، حسبما قال فراس كيلاني، مراسل بي بي سي.

في الساعة العاشرة صباح الأحد بالتوقيت المحلي، من موقع مراسل بي بي سي في مدينة صور بجنوب لبنان – على بعد حوالي 25 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية – سُمع صوت إطلاق صاروخين لحزب الله، حسبما يقول كيلاني. وبعد بضع دقائق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخين.

وأضاف كيلاني أن حزب الله لا يسمح بأي تغطية إعلامية في المنطقة دون ترتيب مسبق. وقائمة المحظورات أكبر بكثير مما هو مسموح به، مما يجعل من المستحيل تقريباً التحقق من الوضع على الأرض ومتابعة تأثير هذه الحرب على المدنيين.

وخلال الأسبوعين الماضيين، غادر مئات الآلاف من المدنيين منازلهم إلى أماكن أكثر أماناً في الشمال.

وقال مراسلنا إن الطريق من صور باتجاه الشمال الآن مهجور لحوالي 40 كيلومترا وأولئك الذين ما زالوا في المنطقة يقولون إنهم يخشون أن “الأسوأ لم يأت بعد”.

وخلال الليل، قالت قوات الدفاع الإسرائيلية إنها أوقفت حوالي 30 صاروخا تم إطلاقها على شمال إسرائيل.

وقال جيش الدفاع الإسرائيلي على منصة إكس إن صفارات الإنذار سمعت أيضا طوال اليوم على طول الساحل الغربي لإسرائيل من أقصى الشمال حتى حيفا وجنوبا حتى الخضيرة.

حصيلة القتلى

قال الجيش الإسرائيلي إنه “قتل نحو 440 مقاتلا من حزب الله في لبنان من الأرض ومن الجو، منذ يوم الاثنين الماضي، عندما بدأت قواته عمليات برية مستهدفة”.

وتقول إسرائيل إنها “تهدف إلى السماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين بسبب إطلاق حزب الله للصواريخ على شمال إسرائيل طيلة عام تقريبا، بالعودة إلى ديارهم”.

وفي جميع أنحاء لبنان، أسفرت الضربات ضد حزب الله عن مقتل أكثر من 1110 أشخاص، منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وفقا لإحصاء يستند إلى أرقام رسمية نقلتها وكالة فرانس برس.

استهداف أحد قادة حزب الله

وقال الجيش الاسرائيلي إن القوات الجوية قتلت أحد قيادات حزب الله، وخضر علي الطويل.

وقال بيان الجيش إن خضر كان يعمل مع اثنين آخرين، وهما محمد حيدر وحسن نذير الرعيني، اللذين قتلا في وقت سابق من الأسبوع.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن الثلاثة كانوا مسؤولين عن صاروخ مضاد للدبابات ضرب بلدة كفار يوفال على الحدود الشمالية لإسرائيل في يناير/كانون الثاني.

وأسفر الهجوم عن مقتل باراك أيالون، الذي كان جزءاً من فرقة الاستجابة للطوارئ في البلدة، ووالدته البالغة من العمر 76 عاما.

ولم يعلق حزب الله على بيان الجيش الإسرائيلي حتى حينه.

إغلاق مستشفيات

ومن جانب آخر، اضطرت السبت عدة مستشفيات في جنوب لبنان إلى إغلاق أبوابها نتيجة للضربات الجوية الإسرائيلية.

وأوقفت أربعة مستشفيات على الأقل عملياتها، في ختام أسبوعين من الضربات الإسرائيلية على المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية في لبنان والتي أدت إلى إغلاق ما لا يقل عن 37 منشأة وقتل العشرات من العاملين في المجال الطبي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وقال الدكتور محمد سليمان، رئيس مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل، جنوب لبنان، والذي تديره هيئة الصحة الإسلامية المرتبطة بحزب الله، إن الجيش الإسرائيلي اتصل في الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي يوم الجمعة وحذر من أن المسعفين من هيئة الصحة الإسلامية يجب أن يغادروا المستشفى في غضون أربع ساعات.

وبعد ساعتين ونصف، أطلقت ثلاث قذائف على المستشفى، فأصابته بشكل مباشر. وأصيب تسعة من العاملين الطبيين، بما في ذلك خمسة أطباء، أربعة منهم في حالة خطيرة، حسبما أفاد سليمان.

وقالت قوات الدفاع الإسرائيلية صباح السبت إنها قصفت “خلال الليل” “مركز قيادة يقع داخل مسجد” بجوار مستشفى صلاح الغندور.

“الضغط على إسرائيل”

من ناحية أخرى، دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأحد إلى “الضغط على إسرائيل”، من أجل “وقف إطلاق النار”.

وقال ميقاتي في بيان: “نطالب بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 فوراً”، مُعرباً عن تأييده “النداء المشترك الذي أصدرته فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، بدعم من الاتحاد الأوروبي ودول عربية وأجنبية” من أجل وقف إطلاق النار، كما أعرب عن شكره للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على “دعمه للبنان”.

تأجيل الدراسة

أعلن وزير التربية اللبناني عباس الحلبي الأحد إرجاء العام الدراسي في لبنان حتى الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في ظل القصف الإسرائيلي الكثيف على مناطق مختلفة من لبنان، ونزوح أكثر من مليون شخص من بيوتهم لجأ العديدون منهم إلى مدارس.

وقال الوزير خلال مؤتمر صحفي إنه جرى “تحديد بدء العام الدراسي في المدارس والثانويات الرسمية والمهنيات الرسمية، بتاريخ يوم الاثنين الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2024″، مشيرا إلى “مخاطر أمنية وعوائق نفسية، تمنع العديد من العائلات من القبول بانتقال أولادهم على الطرق للوصول إلى صفوفهم (الدارسية)”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.