“نتنياهو، مهندس كارثة 7 أكتوبر، يحاول اليوم بكل قوته التمسك بقوى الانتقام والثأر” – هآرتس

صورة جوية لآلاف الإسرائيليين يتجمعون حاملين لافتات للاحتجاج على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته لعدم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في القطاع، تل أبيب، إسرائيل، 7 سبتمبر/أيلول 2024.

Reuters
صورة جوية لآلاف الإسرائيليين يتجمعون حاملين لافتات للاحتجاج على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته لعدم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين

في جولة الصحف اليوم، نجد مقالات رأي مختلفة عبر صحيفة هآرتس العبرية تتحدث عن أهمية حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والسلام كخيار استراتيجي يؤدي للحفاظ على دولة إسرائيل من الانهيار. وفي صحيفة واشنطن بوست الأمريكية يرى مقال رأي أن المرشحيْن الرئاسييْن للبلاد وجهان لعملة واحدة فيما يتعلق بالشأن الإسرائيلي والأوكراني، بينما تحدث مقال في الإندنبدنت البريطانية عن مساعي أوكرانية للموافقة على ضربة لروسيا باستخدام الأسلحة الغربية.

“الانشغال بالأساسيات التي أدت إلى الحرب وتقود الآن إلى الفشل الذريع للحكومة الإسرائيلية، يجعلنا ننسى الحقيقة البسيطة التي كانت ترافقنا طوال سنوات وجودنا كدولة: وهي مفهوم وجود دولة يهودية في قلب شرق أوسط عربي معادي”، يقول الكاتب الإسرائيلي عوزي بارام.

ويضيف في المقال الذي عنونه بـ”الإسرائيليون يسعون للسلام لأنه الطريق الوحيد لضمان بقاء الدولة”: أن بقاء إسرائيل يعتمد على “قوتها العسكرية، وقدراتها الاقتصادية والاستراتيجية، وصورتها الأخلاقية، وتنوعها الثقافي، وإمكانية كسب الحلفاء، مع جعل السعي للسلام مبدأً يرشدها في سياساتها. وهذا هو النموذج الذي وجه إسرائيل طوال معظم سنوات وجودها”.

“ضمان بقاء الدولة”

آلية عسكرية للجيش الإسرائيلي على مدخل مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين خلال اقتحام مستمر للمخيم شمال الضفة الغربية المحتلة بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول 2024.

Getty Images
تنتشر آليات عسكرية إسرائيلية على مدخل مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين خلال اقتحام مستمر للمخيم شمال الضفة الغربية المحتلة بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول 2024

يقول الكاتب إن إسرائيل سعت إلى سبل السلام مع الفلسطينيين وتقدمت “بشجاعة” باتجاه اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، مما ساهم في تعزيز مكانتها كدولة تسعى للسلام ومستعدة لدفع أثمان باهظة لتحقيقه. إلا أن هذا النموذج تعرض لانتقادات حادة من اتجاهين، بحسبه.

ويشرح “من جهة، هناك مجموعات هامشية متطرفة تطالب بسياسة عدوانية وتقييد حقوق العرب. تستند نظرتهم إلى الإيمان بأن السيطرة تأتي من خلال القوة، وتعتمد على الدعم الأبدي من الخالق. ومن جهة أخرى، هناك من ينتقدون عدم استعداد إسرائيل للسعي للتقارب مع الشعب الفلسطيني ومحاولة تحقيق السلام بدافع البقاء”.

ويرى بارام أن الإسرائيليين العلمانيين منهم أو التقليديين، “دعموا كل حكومة تسعى للسلام. دعم الشعب مناحيم بيغن على الرغم من أنه أضر بصورة حزبه المتطرفة عندما وقع اتفاقية السلام مع مصر، التي صاحبتها تنازلات استراتيجية كبيرة، كما دعم الشعب اتفاقية السلام مع الأردن بقيادة إسحاق رابين، وأكثر من نصف الأمة أيدت المحاولة الشجاعة، التي فشلت، للوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين”.

لكن وكما يقول فإن النموذج المؤيد للسلام بدأ بالانحراف حتى قبل حرب السابع من أكتوبر/ تشرين أول، عندما تخلى عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحالف مع من وصفهم الكاتب بالأشخاص الذين كانوا يتحدون نتنياهو باسم “الأمر الإلهي”، بعد أن وجد أنهم “هم الأشخاص المستعدون لدعمه انتخابيًا في أوقات صعبة إذا تكيف معهم”. “نتنياهو، مهندس كارثة 7 أكتوبر، يحاول اليوم بكل قوته التمسك بقوى الانتقام والثأر”.

يقول بارام إن “أي رئيس وزراء آخر، حتى لو كان من حزب الليكود، كان سيفهم أن الانضمام إلى المحور السني مع السعودية والغرب يمكن أن يعزز إسرائيل ويؤدي إلى نزع السلاح النووي من إيران”.

ويخلص الكاتب إلى أن دعم رؤية “الانتقام والثأر”، وشن حرب إسرائيلية على جميع أنحاء الشرق الأوسط، سيحول إسرائيل إلى “جزيرة صحراوية، تعيش بالسيف تحت حماية الرب”.

لكنه يختم بالقول أن هذه الرؤية لن تتحقق “إذ يسعى مواطنو إسرائيل للحياة، ولن يوافقوا على نعمة إلهية يقودها رجال دين مقربون. بل سيدفعون نحو اتفاقيات سلام تعيدنا إلى النموذج القديم، النموذج الوحيد الذي يمكنه ضمان بقاء دولة إسرائيل”.

“هاريس وترامب وجهان لعملة واحدة”

نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، على اليمين، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يتصافحان خلال المناظرة الرئاسية الثانية في مركز مؤتمرات بنسلفانيا في فيلادلفيا، الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، 10 سبتمبر/أيلول 2024.

The New York Times/Bloomberg via Getty Images
دخل ترامب وهاريس مناظرة يوم الثلاثاء ضمن السباق الرئاسي بينهما

“ما هي سياسة كامالا هاريس في الحرب بين إسرائيل وحماس؟ الضغط على الجانبين للتوصل إلى تسوية في أقرب وقت ممكن. ما هي سياسة دونالد ترامب في الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟ الضغط على الجانبين للتوصل إلى تسوية في أقرب وقت ممكن”، يتساءل جيسون ويليك في مقاله عبر صحيفة واشنطن بوست.

يسعى ويليك في مقاله إلى إظهار انتقاد ترامب لهاريس بشأن مساعيها لوقف حرب غزة واتهامها بكره إسرائيل غير مبرر، إذ عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا فإن ترامب يصر في تصريحاته على ضرورة إنهاء الحرب أيضاً.

ويضيف الكاتب: “المناظرة الرئاسية يوم الثلاثاء أكدت أن المرشحيْن متطابقين عندما يتعلق الأمر بالحروب في الشرق الأوسط وأوروبا، والتي تلعب فيها الولايات المتحدة دوراً رئيسياً. ويظهر استعدادهم المشترك للتفاوض من أجل صفقات مع جهات فاعلة سيئة، رغبة الحزبين في تقليص كلفة السياسة الخارجية. لكن التركيز الإقليمي المختلف بينهما يظهر تباين الدوافع الاستراتيجية للأحزاب”، على حد قوله.

يلفت ويليك إلى جواب هاريس لمدير المناظرة عن حرب إسرائيل في غزة. “كان جوابها، بعد مقدمة استنكرت فيها الهجوم الإرهابي لحماس في 7 أكتوبر/ تشرين أول وانتقدت إسرائيل بسبب الخسائر المدنية في غزة، (ما نعرفه هو أن هذه الحرب يجب أن تنتهي. يجب أن تنتهي فوراً، والطريقة التي ستنتهي بها هي أننا بحاجة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ونحن بحاجة إلى تحرير الرهائن. لذا سنواصل العمل بلا كلل لتحقيق ذلك)”.

جواب مشابه لترامب عندما سُئل هل تريد أن تنتصر أوكرانيا في هذه الحرب؟: “أعتقد أنه من مصلحة الولايات المتحدة إنهاء هذه الحرب وإنجازها والتفاوض على صفقة. لأننا يجب أن نوقف قتل كل هذه الأرواح البشرية”.

يقول ويليك في مقاله: “ربما يرى ترامب البراغماتي أن حرب أوكرانيا أقل قابلية للفوز من حرب إسرائيل ؛ وأشار في المناقشة إلى الأسلحة النووية الروسية وتكلفة الحرب على الولايات المتحدة، وربما ترى هاريس الليبرالية أن هزيمة روسيا ضرورة أيديولوجية، واتهمت ترامب بالإعجاب الرجال الأقوياء بدلاً من الاهتمام بالديمقراطية. من المحتمل أيضاً أن يتماشى ترامب بشكل غريزي مع إسرائيل المحافظة والقومية، بينما يحتوي تحالف هاريس على العديد من الناخبين الغاضبين من معاناة الفلسطينيين”.

يجد الكاتب في نهاية مقاله بأن الأيام التي كان واضحاً فيها توجه الأحزاب في الولايات المتحدة قد ولت، في حين يمثل هاريس وترامب انتقائية حزبية للضغط على قوى مناهضة للبلاد في أماكن مختلفة من العالم والتوصل إلى تسوية مبنية على التعاطف السياسي الذي يزداد استقطاباً، وفق تعبيره.

هل يُسمح لزيلنسكي باستخدام صواريخ غربية لضرب عمق روسيا؟

ستارمر يهبط على مدرج الطائرة الأحمر في وضح النهار

PA
رئيس الوزراء السير كير ستارمر يغادر مطار قاعدة أندروز المشتركة في واشنطن العاصمة قبل محادثات مع الرئيس جو بايدن بشأن حل النزاعات في أوكرانيا وغزة.

تحاول الكاتبة ماري ديجيفسكي تحليل زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لواشنطن وعلاقتها بالحرب الروسية الأوكرانية، في مقالها المنشور عبر صحيفة الإندبندنت البريطانية بعنوان “ماذا تعني زيارة ستارمر إلى واشنطن بالنسبة لأوكرانيا؟”.

تقول الكاتبة “قد توفر رحلة رئيس الوزراء (البريطاني) إلى البيت الأبيض إجابة على صلوات الرئيس زيلينسكي لاستخدام الصواريخ بعيدة المدى المصنوعة في الغرب”.

“إن زيارة رئيس وزراء المملكة المتحدة إلى واشنطن قد تقدم للمرة الأولى أكثر من المجاملات النمطية المعتادة والإشارات الإلزامية إلى “العلاقة الخاصة”. إن لقاء السير كير ستارمر مع الرئيس بايدن في البيت الأبيض قد يوفر الفرصة للولايات المتحدة للإعلان عن موافقتها على مناشدات أوكرانيا القديمة باستخدام الصواريخ التي زودتها بها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لضرب أهداف في عمق روسيا”.

وتضيف: إنها لحظة خطيرة، وقد يشعر أولئك الذين لديهم ذكريات أطول بأن أشباح لقاء مصيري آخر بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة تطارد المشهد: الاجتماع بين توني بلير وجورج دبليو بوش في كامب ديفيد في سبتمبر/أيلول 2002، حيث أعطى بلير بوش درجة من الغطاء الدولي، في شكل دعمه غير المشروط، لغزو العراق.

ومن ناحية أخرى، قد يستمر بايدن في المراوغة، ولن يكون أمام المملكة المتحدة خيار سوى القيام بنفس الشيء. ومع ذلك، لا يمكن قول أي شيء عن أن أي قرار يفتقر إلى التحضير.

سبقت زيارة ستارمر إلى واشنطن زيارة مشتركة غير عادية للغاية إلى كييف قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي. جاءت الزيارة في ما وصفه بلينكن، بعد يوم من المحادثات في لندن، بأنه “لحظة حرجة بالنسبة لأوكرانيا”. وترى الكاتبة أنه ومع خسارة أوكرانيا للأرض في الشرق وتقطعت السبل بقواتها بشكل متزايد بعد طلعتها الجوية في منطقة كورسك الروسية – فإن التطورات تجعل هذه اللحظة حرجة أيضًا لحلفاء أوكرانيا في أوروبا والولايات المتحدة.

وتلفت إلى أن زيارة ستارمر إلى واشنطن تأتي بعد زيارة مشتركة غير عادية إلى كييف من قبل وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، ووزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي. في وقت وصفه بلينكن، بعد يوم من المحادثات في لندن، بأنه “لحظة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا”.

ولكن إذا كانت الزيارة المشتركة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة إلى كييف قد أغلقت هذا الفصل بعينه، فإنها فتحت فصلاً آخر، وهو ما بدا وكأنه يشكل الأساس الذي قد تستخدمه الولايات المتحدة ــ وحلفاؤها ــ للدفاع عن أي قرار بإطلاق سراح أوكرانيا لضرب أهداف في روسيا.

فتقول إنه كان من الواضح أن بلينكن ولامي كانا حريصين على إيصال نقطتين. الأولى الوضع المتغير الآن بعد أن وافقت إيران على توريد طائرات شاهد بدون طيار إلى روسيا ــ وهو التطور الذي أدى أيضاً إلى فرض عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران.

أما النقطة الأخرى فكانت تتعلق بما قيل إنه زيادة في حوادث النشاط الروسي العدائي الذي يؤثر على دول حلف شمال الأطلسي. على سبيل المثال، أكد وزير الخارجية الأوكراني الجديد، الذي حضر المؤتمر الصحفي أيضاً، على ما قال إنه العدد المتزايد من الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية التي تهبط على أراضي حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك رومانيا، وفقاً للكاتبة.

تشبه الكاتبة لقاء ستارمر وبايدن باللقاء المصيري الذي جمع بين توني بلير وجورج بوش عام 2002 قبيل الحرب على العراق.

تصف ديجيفسكي اللحظة بـ “الخطيرة”. وتقول إنه “للمرة الأولى، قد تقدم زيارة رئيس وزراء بريطاني إلى واشنطن أكثر من المجاملات الروتينية والإشارات الإلزامية إلى العلاقة الخاصة. قد توفر لقاءات السير كير ستارمر مع الرئيس بايدن في البيت الأبيض فرصة للولايات المتحدة للإعلان عن استجابتها لطلبات أوكرانيا طويلة الأمد لاستخدام الصواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لضرب أهداف داخل عمق روسيا”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.