الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات “جوية وبرية” في سوريا، ويسحب قواته من طولكرم

جندي إسرائيلي

Getty Images

أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس، أنه نفذ غارتين جويتين في جنوب سوريا، واستطاع “القضاء” على عنصر في حزب الله اللبناني “مارس أنشطة إرهابية ضد دولة إسرائيل، بتعاون وتوجيه من إيران”.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له، إن إحدى الغارتين استهدفت “منطقة القنيطرة”، مما أسفر عن مقتل العنصر في حزب الله، أحمد الجابر، فيما استهدفت ضربة ثانية “منطقة الرفيد جنوبي سوريا” دون الكشف عن تفاصيلها.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت سابق اليوم أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة من نوع “فولفو” عند المدخل الشرقي لبلدة خان أرنبة على طريق دمشق – القنيطرة، وأسفرت عن مقتل قيادي ينحدر من قرية العشة بريف القنيطرة، يعمل مع حزب الله اللبناني و”مسؤول عن عمليات تجنيد السوريين في المنطقة لصالح الحزب وعن عمليات نقل السلاح” بحسب المرصد.

https://www.facebook.com/syriahro/videos/998307672043717/

وأضاف المرصد السوري أن القيادي عاد منذ فترة قصيرة إلى القنيطرة، حيث كان سابقاً يقطن في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، مشيراً إلى أن مساعد القيادي قتل أيضا خلال الغارة.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ مطلع عام 2024، 65 ضربة إسرائيلية نفذها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، منها 48 ضربة جوية و17 ضربة برية، وأسفرت عن إصابة وتدمير نحو 140 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات عسكرية بحسب المرصد.

وأضاف المرصد أن الضربات الإسرائيلية منذ مطلع العام تسببت في مقتل 210 مقاتلين عسكريين، وإصابة 142 مقاتلاً بجروح متفاوتة، بالإضافة لمقتل 23 مدنياً بينهم طفلة و4 سيدات، وإصابة نحو 36 آخرين.

ولم تعلن إسرائيل عن مسؤوليتها عن جميع تلك الضربات حتى الآن، إلا أنها أعلنت مسؤوليتها عن ضربة اليوم ومقتل من وصفته بـ”عنصر في حزب الله”.

يأتي ذلك فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن قائد الوحدة 8200 أبلغ رئيس هيئة الأركان باستقالته من منصبه اليوم.

وهي الوحدة نفسها التي قال حزب الله اللبناني أنه استهدفها بشكل مباشر الشهر الماضي، رداً على مقتل القيادي البارز في حزب فؤاد شكر خلال ضربة إسرائيلية داخل لبنان في يوليو/تموز الماضي.

وتتبع الوحدة 8200 لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي والمسؤولة عن التجسس الإلكتروني وتعد من أفضل وكالات الاستخبارات تقنيةً في العالم.

عملية برية في سوريا

من جانبه نقل موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي، عن ثلاثة مصادر مطلعة قولهم إن الجيش الإسرائيلي نفذ قبل أيام عملية عسكرية برية في منطقة مصياف السورية، تأكيداً لتقرير نشرته حديث نشرته وسائل إعلام سورية مُعارضة.

وقال الموقع الأمريكي، إن العملية نفذتها “وحدة استطلاع تابعة لهيئة الأركان العامة”، المعروفة باسم “سايريت ماتكال” والتي تُوصف على أنها وحدة القوات الخاصة الرئيسية في الجيش الإسرائيلي.

وأشار الموقع إلى أن القوة المُنفذة للعملية، استخدمت متفجرات “لتفجير الموقع المستهدف”، والذي قال أكسيوس أنه “منشأة الأرض لإنتاج الصواريخ الدقيقة”، والتي أنشأتها إيران في المنطقة بحسب التقرير.

وأبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بتلك العملية سلفا، بحسب المصادر الثلاثة، وأوضحت أن إسرائيل راقبت المنطقة المُستهدفة لأكثر من خمس سنوات، وأجّلت شن عملية ضدها مرتين خلال الأعوام القليلة الماضية، بسبب “المخاطر الكبيرة” التي ينطوي عليها ذلك.

وأضاف تقرير “أكسيوس” أن إسرائيل أطلقت على هذا الموقع اسم “الطبقة العميقة”، ونقل عن مصدر قوله، إن العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في هذه المنطقة، أدت لمقتل عدد من الحراس السوريين، دون أن تتسبب في إصابة أي من المسلحين الإيرانيين أو مسلحي حزب الله اللبناني الموجودين في الموقع.

وعلى مدار السنوات الأخيرة، تعرضت منطقة مصياف الواقعة بريف محافظة حماة السورية، لغارات جوية متكررة، تُتهم إسرائيل بشنها، ولكن الغارات التي ضربت هذه المنطقة، التي تضم ما يوصف بمركز للبحوث العلمية فجر يوم الاثنين الماضي، اعْتُبِرَت الأعنف على الإطلاق.

وأشار مصدر تحدث لموقع “أكسيوس”، إلى أن هذه الغارات استهدفت منع الجيش السوري من إرسال تعزيزات إلى المنطقة.

ومن جهتها، قالت وكالة “تسنیم” الإيرانية للأنباء نقلا عن مصادر، إنه لم يتم “أسر” شخصيات إيرانية خلال الغارات الأخيرة على مصياف، مؤكدة أنه لم تكن هناك قوات إيرانية في المنطقة التي تم استهدافها في مصياف.

الانسحاب من طولكرم

وفي الضفة الغربية، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم، الانسحاب بـ”شكل كامل” من مدينة طولكرم ومخيماتها بعد عملية عسكرية استمرت ثلاثة أيام، وأسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين على الأقل بينهم سيدة واحدة.

واستأنف الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في طولكرم الثلاثاء الماضي، وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن ثلاثة شبان قتلوا مساء الأربعاء بقصف إسرائيلي استهدف مركبة كانوا يستقلونها في المدينة، ونعت كتيبة طولكرم التابعة لحركة الجهاد الإسلامي من جانبها القتلى الثلاثة، وتوعدت بالرد على مقتلهم.

وذكرت مصادر محلية أن العملية العسكرية الإسرائيلية خلفت دماراً كبيراً في مخيمي نور شمس وطولكرم، حيث قامت الجرافات العسكرية بتجريف عدة شوارع ومرافق أساسية وممتلكات عامة ومنازل، ما تسبب بقطع الكهرباء والماء عن المخيمين طيلة الأيام الثلاثة الماضية.

وأوضحت المصادر أن عشرات العائلات اضطرت إلى النزوح قسراً من منازلها بعد مداهمة القوات الإسرائيلية لها ومطالبتها بمغادرة المخيمات.

وقال نادي الأسير الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية شنت حملة اعتقالات واسعة في الضفة مساء الأربعاء طالت 40 فلسطينياً، بينهم من وصفه النادي بـ “مريض” كان يُعالج في مستشفى ببلدة حلحول، فيما تقول القوات الإسرائيلية إنها اعتقلت شاباً جريحاً برصاص إسرائيلي من داخل مستشفى حكومي في بلدة حلحول شمالي مدينة الخليل، دون الإفصاح حتى اللحظة عن خلفية الاعتقال.

وقالت الوزارة في بيان إنه عند منتصف الليلة الماضية: “اقتحمت قوة خاصة إسرائيلية بزي مدني مستشفى الرئيس محمود عباس، مدججين بالأسلحة الأوتوماتيكية، حيث داهموا قسم الباطني، واختطفوا المريض أيهم السعدي”.

وقال مدير عام المستشفيات في الوزارة هيثم الهدري إن “المريض كان يتلقى العلاج في غرفة عزل، ووضعه الصحي صعب، وذلك بعد إجراء 4 عمليات وتثبيت أكثر من 7 كسور في الأطراف السفلية، وتمزق في العضلات والأربطة وتهتك للعظم، مع فقدان للأنسجة والجلد في الفخذ اليسرى، وكان لا يزال يعاني من تقرحات والتهابات حادة في منطقة العمليات، إضافة لانتشار البكتيريا داخل الدم”.

وتركزت عمليات الاعتقال الإسرائيلية منذ مساء الأربعاء في محافظتَي الخليل وطوباس، فيما توزعت بقيتها على غالبية محافظات الضفة.

أما في طوباس، فتواصل القوات الإسرائيلية حصارها واقتحامها للمدينة لليوم الثاني على التوالي، حيث تنفذ عمليات مداهمة وتفتيش للمنازل.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن شابيْن اثنيْن، أصيبا مساء اليوم الخميس، برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال اقتحام بلدة طمون جنوبي مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية، موضحة أن طواقمها شهدت إصابة خطيرة بالرصاص الحي في الفخذ، وإصابة أخرى بالرصاص الحي في القدم، وجرى نقل الشابيْن إلى المستشفى.

طولكرم

Getty Images

ويحاصر الجيش الإسرائيلي منزلاً في البلدة، وطالب من بداخله بتسليم نفسه، قبل أن ينشر قناصة في عدة مبانٍ مجاورة، فيما اعتقل الجيش شابيْن اثنين من المنزل المحاصر.

وقد أسفرت العملية العسكرية المستمرة في طوباس، عن مقتل خمسة شبان خلال قصف طائرة مسيرة، واعتقال تسعة أشخاص من المدينة أمس.

ووفقا لأرقام نادي الأسير الفلسطيني، فقد اعتقل الجيش الإسرائيلي أكثر من 10 آلاف و700 فلسطيني من الضّفة الغربية، بما يشمل القدس الشرقية، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن 703 فلسطينيين قتلوا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 159 طفلا، و 10 سيدات وتسعة مسنين، كما بلغ عدد الجرحى نحو 5700 جريح حتى الآن.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.