“هاريس تغلّبت على ترامب في المناظرة، ولكن وسائل الإعلام اليمينية لن تقول ذلك” – الغارديان

رجل يتابع المناظرة من هاتفة

Reuters
شاهد الملايين حول العالم المناظرة الرئاسية بين المرشح الجمهوري للرئاسة، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية للرئاسة، نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس

نناقش في جولتنا لعرض الصحف اليوم مواضيع مختلفة، منها أداء المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، ومقالاً يتناول أسباب عدم سماح إسرائيل للصحافيين الأجانب بدخول غزة، ومقالاً آخر عن “مقامرة” الشرق الأوسط باستمرار الحرب والرهان على الوقت.

انتهت المناظرة التي انتظرها العالم باهتمام، ربما أكثر من الناخب الأمريكي، بين مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، ومرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، وتباينت الآراء حول أداء المرشحين، لكن عدة صحف رأت أن أداء نائبة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، كان أفضل بكثير من أداء الرئيس السابق.

من صحيفة الغارديان، التي أيدت كاتبتها، إيما بروكس، هذا الرأي، نبدأ جولة الصحف، فقد كتبت إيما مقال رأي بعنوان “من الواضح أن هاريس تغلبت على ترامب، ولكنك لن تعرف ذلك من وسائل الإعلام اليمينية. عار عليهم”.

تقول الكاتبة إن ظهور ترامب على منصة المناظرة ليلة الثلاثاء، لم يكن ليثبت أبدا، بشكل حاسم، لأولئك الذين يقفون على الحياد، أنه غير لائق لمنصب الرئيس. على عكس التحول الكارثي لبايدن قبل شهرين ونصف، فإن الفوضى جزء من جاذبية ترامب – وإذا كانت أفكاره مشوهة، فهذا لا يعني شيئا يتجاوز الشئ المعروف والمعتاد عليه..

وتضيف الكاتبة أنه وعلى الرغم من أن نائبة الرئيس بدت متوترة في البداية. لكنها هدأت، وبعد حوالي 15 دقيقة، بدأ اتجاه المناظرة يتحدد، فقد ارتفع غضب كامالا لكنها تمكنت من التحكم فيه بشدة، في المقابل ظهر تراجع ترامب بوضوح ولوحظ ذلك في عقد فمه وإغماض عينيه في رأسه.

وتشير الكاتبة إلى أن كامالا استطاعت إثارة حفيظة ترامب، باستخدام نفس التكتيك الذي استخدمه بايدن، عندما ذكرت أن بعض كبار الجمهوريين بما في ذلك ديك تشيني، يؤيدونها. الأمر الذي دفع ترامب إلى التهجم شخصيا عليها واستخدام لفظ “هي” كثيرا، وهذه علامة على أنه يخسر أمام خصمه الأنثى.

وتوضح أنه، وكعادتها، في اليوم التالي، تصدرت وسائل الإعلام اليمينية الأمريكية لاختلاق الكثير من الأعذار دفاعا عن أداء ترامب. لكن حتى هذا الاعتراف الخفيف للغاية بضعف ترامب، تضيف الكاتبة، كان خروجا عن الدعم الكامل من صحافة مردوخ في عام 2016.

وقالت الكاتبة إنه وعلى الرغم من اعتراف صحيفة نيويورك بوست، المؤيدة لترامب، بأنه كان “مضطربا”، إلا أنها اشتكت من الظلم من جانب المشرفين على المناظرة على قناة إيه بي سي نيوز. ولم تذهب قناة فوكس نيوز بعيدا عن ذلك، فقد قال بريت هيوم بحزن عن هاريس: “لقد خرجت في حالة جيدة إلى حد كبير”. وكان أقصى ما استطاع شون هانيتي أن يفعله هو أن يقول إن “الخاسر الحقيقي” كان قناة إيه بي سي. وقال جيسي واترز: “كان الأمر صعبا”، وأعلن أن معظم المشاهدين لن يعتقدوا أن “أيا من هؤلاء الأشخاص فاز”.

في منصة إكس، اعترف رجل الأعمال إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، بأن ترامب أمضى ليلة سيئة وأن هاريس “تجاوزت توقعات معظم الناس”. كان هذا على مضض ولكنه كان له ميزة على رد فعل مؤيدي ترامب الآخرين الذين اعترفوا بالواقع. وتابع: “لن نصل إلى المريخ أبداً إذا فازت كامالا هاريس” – وهي حقيقة، على افتراض أن ماسك نفسه يخطط للقيام بالرحلة، ستكون أحد العيوب في فوز هاريس بالفعل.

في غضون ذلك، تضيف الكاتبة أن الصحافة البريطانية اليمينية حاولت جاهدة التخفيف من فشل ترامب، بما في ذلك تأكيد صحيفة ديلي تلغراف بعد المناظرة على أنه “من الصعب تتويج هاريس بالنصر عندما قالت القليل جداً عن برنامجها”. فيما كان الاستنتاج الذي خرجت به صحيفة ديلي ميل “كلاهما منتصر”، مثيرا للشفقة، بحسب الكاتبة.

وفي ضوء الأدلة التي بين أيدينا، تؤكد الكاتبة أن هذه اللحظات من التنافر المعرفي أصبحت أكثر صعوبة في معالجتها. لأن الحقيقة، بالطبع، هي أن ترامب بدا وكأنه مجنون ليلة الثلاثاء، كما تقول الكاتبة.

ومع ازدياد غضبه، انحنى كتفاه، وتشنج جسده، وبدأت بعض العبارات المألوفة تظهر في خطابه. “أنا لست كذلك، هي كذلك”، والاستخدام المتكرر لكلمة “مروعة”. لكن أفضل أجزاء المناظرة كانت عندما غضبت هاريس وتحدثت بعمق وبلغة يفضلها الجمهوريون بشكل عام أكثر من الديمقراطيين عن موضوعات مهمة كالإجهاض وطموحات روسيا التوسعية.

“ما الذي تخفيه إسرائيل؟”

طلاب فلسطينيون

Reuters
طلاب فلسطينيون يدرسون على الأنقاض، بعد تعطلهم لعام دراسي بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، في خان يونس، جنوب القطاع.

وإلى صحيفة هآرتس العبرية ومقال تحريري بعنوان “لماذا تخشى إسرائيل السماح للصحافيين الأجانب بدخول غزة؟ ماذا تخفي؟”.

تقول الصحيفة إنه وبعد مرور أحد عشر شهراً على الحرب، يمكن القول إن الظروف التي استخدمتها إسرائيل لتبرير منع وسائل الإعلام من دخول غزة لم تعد صالحة، وإنها لا بد وأن تسمح بدخول الصحافيين الأجانب حتى يتمكنوا من تغطية الحرب على النحو اللائق.

وتضيف أنه ونتيجةً لسيطرة إسرائيل على المعابر الحدودية، لا يستطيع أي صحفي أجنبي أن يدخل القطاع دون موافقة الدولة، الأمر الذي يلحق ضررا كبيرا بالقدرة على التغطية الإعلامية بشكل مستقل، فضلاً عن حق الجمهور الإسرائيلي والعالمي في معرفة ما يحدث في غزة. فالصحافي يجب أن يكون على الأرض، وأن يتحدث مباشرة إلى الناس وليس فقط المتحدثين الرسميين، وأن يشعر بالأجواء وينقل الأحداث.

وتوضح الصحيفة أن منع إسرائيل للصحفيين من دخول غزة لا يمنعهم من تغطية أهوال الحرب فحسب، بل وأيضاً من فحص ادعاءات حماس، وهو أمر يشكل مصلحة إسرائيلية واضحة. فمنع إسرائيل للصحفيين الأجانب من تغطية ما يحدث في غزة، يثير تساؤلاً كبيرا عما تخفيه إسرائيل؟ وكيف تستفيد من عدم دخول الصحفيين إلى غزة؟

ويشير المقال إلى أن النتيجة المترتبة على منع الصحفيين الأجانب من دخول غزة، يضع المهمة على عاتق الصحفيين الفلسطينيين، الذين قُتل منهم، وفقاً لبيانات لجنة حماية الصحفيين، ما لا يقل عن 111 صحفياً وموظفاً إعلامياً فلسطينياً أثناء الحرب، ما يجعل دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة أكثر إلحاحاً.

وتخلص الصحيفة إلى أنه لا توجد أي حقيقة في ادعاء الجيش بأن السماح للصحفيين الذين يرافقون القوات الإسرائيلية بدخول قطاع غزة هو بديل مناسب للحصول والوصول إلى تغطية مستقلة للحرب. مضيفة أنه لا شيء يمكن أن يحل محل السماح بدخول وسائل الإعلام والصحفيين المستقلين والتحدث بحرية مع السكان المحليين. ولا يمكن قبول الوضع الذي يملي فيه الجيش الإسرائيلي طبيعة التغطية الصحفية.

“مقامرة الشرق الأوسط ورهان على الوقت”

مظاهرة ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب

Reuters
مظاهرة ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تل أبيب، تدعو إلى عقد اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة، سبتمبر/ أيلول 2024.

وننهي جولة الصحف في صحيفة الفاينانشال تايمز ومقال رأي كتبته، كيم غطاس، بعنوان “الشرق الأوسط يلعب مقامرة كبيرة بينما يراهن الجميع على الوقت”.

تقول الكاتبة إنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أصبحت الحرب المستمرة منذ 11 شهراً في غزة متناغمة مع ساعة السباق الرئاسي الأمريكي. وتبدو فرص التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة بشأن الرهائن ضئيلة.

وتضيف أن جميع المحاولات والتصريحات الأمريكية المتفائلة بقرب التوصل إلى اتفاق، تناقضها دائما وعلى الفور تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “لا يوجد اتفاق ولسوء الحظ، الأمر ليس قريب”.

وتوضح زميلة معهد السياسة العالمية بجامعة كولومبيا، أن الجميع من غزة إلى إسرائيل إلى واشنطن وطهران، يبنون آراءهم ويزنون أفعالهم بعد التفكير بكيفية تأثيرها على النتيجة في الولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني.

ولذلك تقول الكاتبة إن هذه مقامرة خطيرة في الشرق الأوسط. ففي كل مرة تتجاوز إسرائيل الخطوط الحمراء للمعسكر الإيراني، بضربات جريئة أو اغتيالات، وتواجه نيران رد محدودة، تشعر بالجرأة للمحاولة مرة أخرى والدفع إلى أبعد من ذلك. وذات يوم قد تدفع إلى حد بعيد جدا.

وتضيف أن بايدن وفريقه يحاولون التركيز بشكل مفرط في كيفية التوصل إلى وقف إطلاق النار، على أمل تحقيق نجاح في السياسة الخارجية في الشرق الأوسط قبل مغادرته منصبه. لكنه لا يزال مترددا في ممارسة ضغوط حقيقية على نتنياهو خوفا من أن يؤثر ذلك على احتمالات فوز كامالا هاريس.

وفي الوقت نفسه، توضح الكاتبة أن إدارة بايدن تواصل تحميل حماس المسؤولية عن المحادثات المتوقفة، لكن عائلات الرهائن الإسرائيليين يلقون باللوم بالكامل على عاتق رئيس الوزراء الإسرائيلي. متهمينه باللعب بالسياسة بحياة أحبائهم للبقاء في السلطة. وفي المقابل، تضيف الكاتبة أن حماس لا تزال صامدة، رغم تقلصها، ولا تزال غير قابلة للتنازل، وتأمل في أن تتمكن من جر إيران وحزب الله بالكامل إلى المعركة وإشعال المنطقة.

وتختم الكاتبة بالقول إن الجميع يحاولون كسب الوقت. ولكن ما يعنيه هذا حقا هو أن الجميع يلعبون لعبة مقامرة كبيرة، ويراهنون على قدرتهم في التحكم بالنتيجة. مضيفة أن شهرين ربما لا يمثلان شيئا في السباق الرئاسي الأمريكي. لكن هذا هو الفرق بين الحياة والموت بالنسبة للمدنيين في غزة وجنوب لبنان والرهائن الإسرائيليين المتبقين.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.