قتلى وجرحى “في هجوم إسرائيلي” على منشآت سورية “بحثية” وإسرائيل تلتزم الصمت

أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا)، بأن “عدوانا إسرائيليا” أسفر عن مقتل 18 شخصاً وإصابة 43 آخرين، مضيفة أن “الصواريخ استهدفت عدداً من المواقع في محيط مدينة مصياف بريف حماة”.

وتحدثت تقارير عن استهداف منطقة البحوث العلمية بمصياف، وأن علماء وخبراء إيرانيين يوجدون في تلك المنطقة لتطوير أسلحة.

وقال مصدر عسكري سوري، إنه في ليل الأحد، “شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه شمال غرب لبنان مستهدفاً عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى”.

وأضاف المصدر الذي لم يكشف عن اسمه أن “وسائط الدفاع الجوي السورية تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها”، وفق سانا.

ونقلت سانا عن مدير المستشفى الوطني في مصياف، قوله “إن العدوان الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 14 شخصاً و جرح 43 آخرين، ستة منهم 6 في حالة خطرة”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه لن يعلق على تقارير إعلامية أجنبية بشأن الضربات، التي أدانتها وزارة الخارجية السورية ووصفتها بأنها “عدوان صارخ”، كما وصفتها وزارة الخارجية الإيرانية بـ”هجوم إجرامي”.

وأعلنت وزارة الإعلام السورية أن الدفاعات الجوية تصدت “لعدوان استهدف نقاطا عدة في المنطقة الوسطى من البلاد”، وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن إسرائيل “شنت نحو 15 غارة على المنطقة الوسطى”.

وقال التلفزيون الرسمي السوري إن “حريقاً كبيراً شب في منطقة حير عباس بريف حماة جراء العدوان الإسرائيلي”.

https://twitter.com/sahaider75/status/1832943528315330796

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، “حدوث قصف إسرائيلي، استهدف موقع حير العباس بريف مصياف الذي تعرض للاستهداف في الهجمات الإسرائيلية، وجسم عائم في البحر قبالة سواحل بانياس”.

وأشار المرصد إلى أن القصف جاء على شكل “أربع دفعات في أقل من 3 ساعات”، وأدى إلى مقتل “26 شخصا”.

وأوضح المرصد أن “إسرائيل قصفت مواقع عسكرية” تابعة لقوات الجيش السوري في ريف حماة الغربي “تتمركز ضمنها ميليشيات إيرانية وخبراء لتطوير الأسلحة في سورية”.

وأحصى المرصد مقتل سبعة أشخاص، “ثلاثة مدنيين بينهم رجل وابنه، و4 عسكريين مجهولي الهوية”، في حصيلة أولية “للهجوم الإسرائيلي”.

وتابع المرصد: “أسفر الهجوم عن تدمير مبانٍ ومراكز عسكرية في منطقة البحوث العلمية بمصياف، إضافة إلى حريق في المناطق الحراجية على طريق مصياف وادي العيون ومنطقة حير عباس”.

وسقطت بعض صواريخ الدفاعات الجوية السورية في مناطق سكنية وقرى ومزارع مأهولة بالسكان، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية، وفق المرصد.

خارطة تظهر المواقع التي تعرضت للقصف

BBC

“مركز أبحاث إيراني”

وأضاف المرصد أن 13 انفجاراً عنيفاً هز كلاً من منطقة البحوث العلمية بمصياف غربي حماة، كما سقط صاروخان إسرائيليان في موقعين بمنطقة الزاوي بريف مصياف، مما أدى إلى اشتعال النيران فيهما.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه منذ مطلع العام 2024، “استهدفت إسرائيل الأراضي السورية 65 مرة، 48 منها جوية و 17 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 140 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات، وتسببت تلك الضربات بمقتل 191 من العسكريين بالإضافة لإصابة 125 آخرين منهم بجروح متفاوتة”.

وأوضح المرصد السوري، مقره في لندن، أن ضباطا من الحرس الثوري الإيراني كانوا متمركزين في منطقة الأبحاث العلمية لمدة ست سنوات في إطار برنامج لتطوير صواريخ دقيقة قصيرة ومتوسطة المدى وطائرات بدون طيار.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، “إن الهجمات استهدفت معهد أبحاث ومواقع للميليشيات والحرس الثوري في حماة”، مشيرة إلى أن هذا القصف هو “الموجة الأكثر عنفاً منذ سنوات”، ولم تشر وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى مصدر الهجوم.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قال للصحفيين في طهران: “لا نؤكد ما أوردته وسائل إعلام مرتبطة بالكيان الصهيوني (إسرائيل) حول هجوم على مركز إيراني أو مركز تحت حماية إيران”.

كما نفى مصدر عسكري إقليمي رفيع المستوى مقرب من دمشق وطهران تقريرا لوكالة رويترز للأنباء، نقل عن مصدرين استخباراتيين قولهما إن مركزا عسكريا رئيسيا لإنتاج الأسلحة الكيماوية تعرض للقصف عدة مرات.

وسبق أن زعمت وكالات استخبارات غربية أن فرعا من مركز الدراسات والبحوث العلمية بالقرب من مصياف استخدم لإنتاج أسلحة كيماوية في انتهاك لاتفاقية الأسلحة الكيماوية.

ونفت الحكومة السورية هذا الادعاء.

لكن في سبتمبر/أيلول 2017، ذكرت تقارير أن المنشأة استهدفت في ضربة إسرائيلية، بعد يوم من هجوم كيماوي مميت على بلدة يسيطر عليها المتمردون في شمال سوريا، وقالت الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن القوات الجوية السورية كانت وراء الهجوم الكيماوي.

وتتهم إيران إسرائيل باستهداف منشآت ومواقع إيرانية في سوريا وهو ما حدث في نيسان/أبريل الماضي، عندما اتهمت طهران إسرائيل بتنفيذ غارة جوية على مبنى قنصلية في دمشق أسفرت عن مقتل اثنين من كبار قادة الحرس الثوري.

وردت إيران بتنفيذ أول هجوم عسكري مباشر لها ضد إسرائيل. وأطلقت 300 صاروخ وطائرة بدون طيار، لكن القوات الإسرائيلية والقوات التي تقودها الولايات المتحدة أسقطت جميعها تقريبًا.

واعترفت إسرائيل في السابق بتنفيذ مئات الضربات في السنوات الأخيرة على أهداف في سوريا تقول إنها مرتبطة بإيران، العدو الرئيسي لإسرائيل، والموجودة عسكريا في سوريا هي وجماعات مسلحة متحالفة معها مثل حزب الله اللبناني.

وتشير تقارير إلى تكثيف الضربات الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، ردا على الهجمات عبر الحدود على شمال إسرائيل من قبل حزب الله وجماعات أخرى في لبنان وسوريا.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، استهدفت الضربات الجوية والمدفعية الإسرائيلية الأراضي السورية في 64 مناسبة منذ بداية العام، مما أسفر عن إتلاف أو تدمير حوالي 140 هدفا، بما في ذلك مستودعات الأسلحة والمركبات ومقر الميليشيات المدعومة من إيران.

وتقول مجموعة المراقبة إن الضربات أسفرت عن مقتل 208 مقاتلين على الأقل – بما في ذلك 46 من أفراد قوات الحكومة السورية و43 من أعضاء حزب الله و24 من الحرس الثوري الإيراني – بالإضافة إلى 22 مدنياً.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.