“هل ضحى الرهائن الإسرائيليون بحياتهم لبقاء نتنياهو في منصبه؟” – جيروزاليم بوست

يعود الفلسطينيون لتفقد الأضرار التي لحقت بالمباني بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض الكتل في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة

Getty Images

في جولة الصحافة لهذا اليوم، نستعرض مقالاً يناقش ما طرأ على أهداف الحرب التي حددها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتحديداً مسألة السيطرة على ممر فيلادلفي، كما نتناول في مقال آخر التقديرات لعدد الوفيات المتوقعة نتيجة الحرب في قطاع غزة، وحديث عن أهمية زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة ولقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ونبدأ الجولة من مقال كتبه دوغلاس بلومفيلد في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، والذي يبدأه بنقل تساؤل يطرحه العديد من الإسرائيليين، كما يقول، حول إن كان بالإمكان تلافي حادثة مقتل ست رهائن إسرائيليين، مشيراً إلى أنه كان من المحتمل أن يكون بعض أو جميع الرهائن المقتولين من أولئك الذين سيُطلق سراحهم في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يجري التفاوض عليه.

ويسأل الكاتب إن كانت الحادثة تعني أن حركة حماس تنوي إعدام كل رهائنها، أم أنها كانت بمثابة إشارة إلى إسرائيل لتخفيف مطالبها؟

ويقول الكاتب في مقاله إن كثيرين في إسرائيل مستمرون بطرح الأسئلة، حول إذا كان هؤلاء الرهائن قد ضحوا بحياتهم من أجل أن يتمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الحفاظ على منصبه، وفق وصف الكاتب، وهل يضع نتنياهو مصالحه السياسية فوق مصالح الشعب الإسرائيلي؟

ويشير الكاتب إلى أن نتنياهو أصبح محاصراً بين قوتين: الشارع الإسرائيلي والائتلاف الحاكم؛ فهناك مئات الآلاف الذين نزلوا إلى الشوارع مطالبين إياه بالتوقف عن المماطلة في التوصل إلى وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، ومن جهة أخرى، هناك شركاؤه في الائتلاف الحاكم الذين يهددون بإسقاط الحكومة إذا ما فعل ذلك.

ويضيف الكاتب أن سقوط الحكومة لن يعني خروج رئيسها من السلطة فحسب، بل أنه سيذهب إلى المحكمة بتهمة الرشوة والاحتيال.

ويتطرق بلومفيلد في مقاله، إلى الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، قائلاً إنهما يريدان السيطرة على غزة بأكملها دون الفلسطينيين، كما يريدان السيطرة على الضفة الغربية، مبيناً “أن الرهائن ووقف إطلاق النار يشكلان عقبة أمام طموحاتهما”.

ويقول الكاتب إن نتنياهو لا يزال يصرّ على أنه لا يمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار دون وجود إسرائيلي في محور فيلادلفيا، وهو يدرك أن هذا من شأنه أن يفسد الاتفاق.

ويبين الكاتب أن السيطرة على الممر لم تكن أحد أهداف الحرب التي وضعها نتنياهو؛ إلا أنه أصبح في وقت لاحق ورقة مساومة ثم مطلباً غير قابل للتفاوض، ما يثير تساؤلات حول نواياه الحقيقية، وفق وصف الكاتب.

ويقول إن الرئيس الأمريكي جو بايدن فقد الثقة في نتنياهو منذ فترة طويلة، ويُقال، بحسب الكاتب، إن صبره بدأ ينفد مع أكاذيب رئيس الوزراء الإسرائيلي، والمماطلة، وتغيير الأهداف في المفاوضات، وتقديم مطالب جديدة غير قابلة للتفاوض، فضلاً عن تعنت حماس.

“معرفة الحجم الحقيقي والمرعب للوفيات وانتشار الأمراض في غزة”

وننتقل إلى صحيفة “غارديان” البريطانية، ومقال للباحثة في القطاع الصحي ديفي سريدهار، بعنوان “يقترب العلماء من معرفة الحجم الحقيقي والمرعب للوفيات وانتشار الأمراض في غزة”

وقالت الكاتبة، وهي رئيسة قسم الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبرة، إن تفشي شلل الأطفال في قطاع غزة يبدو أمراً لا مفر منه، نظراً لانتشار المرض عبر المياه الملوثة والقمامة، التي تحيط بأولئك الذين يعيشون في الخيام.

وتبدي الكاتبة قلقها بالرغم من الاتفاق على سلسلة من فترات التوقف لمدة تسع ساعات في أيام محددة، حتى يتسنى تطعيم الأطفال، حيث تقول إن القوات الإسرائيلية سبق أن هاجمت المستشفيات والمدارس وشاحنات المساعدات وموظفي الأمم المتحدة، ولم تعد المنظمات الأممية، مثل برنامج الغذاء العالمي، ترسل موظفيها إلى غزة.

وأشارت إلى أن اكتشاف شلل الأطفال في غزة يذكر بالصعوبة المتزايدة في تقييم التكلفة الحقيقية للحرب، مؤكدة “أننا لا نملك فكرة دقيقة عن مدى انتشار الأمراض والمجاعة أو الوفيات غير المباشرة”.

وتوضح بأن انهيار أنظمة التسجيل المدني في غزة يعوق الحصول على بيانات دقيقة حول الوفيات، لافتة إلى أن وزارة الصحة تعتمد على التقارير الإعلامية، وهي ليست وسيلة موثوقة لرصد الأعداد الحقيقية.

وأكدت أهمية وجود عملية موثوقة لتقدير العدد الحقيقي للوفيات عن بعد، وقالت إنه جرى تطوير أساليب على مدى عدة عقود لبناء مجموعات البيانات في المواقف التي تشهد ضعفا أو انهيار أنظمة الصحة والمراقبة.

فتاة فلسطينية تتلقى لقاحا ضد شلل الأطفال، وسط الصراع بين إسرائيل وحماس، في خان يونس جنوب قطاع غزة، 5 سبتمبر 2024. رويترز/محمد سالم

Reuters
فتاة فلسطينية تتلقى لقاحاً ضد شلل الأطفال في خان يونس جنوب قطاع غزة

وأشارت البروفيسورة ديفي سريدهار في مقالها إلى ما نشرته مجلة “لانسيت” الطبية مؤخراً حول تقديرات عدد الوفيات في غزة، حيث قدّر العديد من العلماء أن نحو 186 ألف حالة وفاة يمكن أن تُعزى إلى الحرب حتى منتصف يونيو/حزيران 2024.

وأضافت أنه إذا استمرت الوفيات بهذا المعدل، فمن المتوقع حدوث 149,500 حالة وفاة إضافية بحلول نهاية العام.

وتتابع أنه إذا ما جرى استخدام هذه الطريقة، فإن التقديرات سترفع إجمالي الوفيات منذ بدء الصراع إلى حوالي 335,500 حالة وفاة في المجموع.

وأضافت أنها أجرت تقديراً مشابهاً في الشتاء الماضي، متوقعة أن يسقط حوالي نصف مليون قتيل إذا استمر القتال دون تدخل دولي وتقديم المساعدات والرعاية الصحية، مشيرة إلى أن تدخل المجتمع الدولي ساهم بالفعل في إنقاذ العديد من الأرواح.

ولفتت إلى أنه وبالرغم من أن الوضع في غزة قد يبدو ميؤوساً منه، إلا أن محاولات الأمم المتحدة للوصول إلى القطاع تنقذ الأرواح وتحدث فرقاً حقيقياً لمئات الآلاف من الأسر، وأشارت إلى أهمية التعاون بين العلماء لتوثيق الحقائق، وأن هذا التعاون سيساهم في إيجاد حلول تحافظ على حياة الإنسان وصحته في ظل الصراع.

“رغبة لدى مصر وتركيا في إبرام تفاهمات أكبر من البروتوكولية”

إلى صحيفة “النهار” اللبنانية، ومقال للكاتب علي حمادة يتناول فيه أهمية الزيارة التي أجراها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة الأسبوع الماضي، ووصفها بأنها “حدث كبير بالمعنى الجيوسياسي”.

يقول الكاتب إن البلدين، مصر وتركيا، يتقاسمان الحدين البحريين، الشمالي لتركيا والجنوبي لمصر، لحوض شرق البحر الأبيض المتوسط.

ويشير حمادة إلى أهمية ملاحظة أمرين، الأول هو أن مصر وتركيا تشكلان أكثر دول الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط تعداداً للسكان، والغالبية الساحقة من سكان البلدين من المسلمين السنة، والملاحظة الثانية هي أن مصر تتحكم بقناة السويس التي تربط بين شرق آسيا وأوروبا، فيما تتحكم تركيا بمضيق البوسفور الذي يربط بين البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط ويعد رئة بحرية لروسيا لا يمكنها أن تستغني عنها.

ويتطرق الكاتب إلى العلاقة التي جمعت البلدين خلال العقد الأخير، إذ يقول إن تركيا خاضت حرباً سياسية وإعلامية وأمنية ضد الحكم في مصر انتقاماً لسقوط حكم الإخوان في مصر، إلى أن بدأت بوادر التهدئة والتقارب تلوح في الأعوام الثلاثة الماضية.

ويضيف بأن عملية التقارب وتجاوز الخلافات سارت بخطى متتابعة إلى أن تمكنت أنقرة من ترتيب علاقاتها مع العالم العربي.

ويتابع الكاتب مقاله بالقول إن ملفات عدة تجمع البلدين ويتعين عليهما أن يعملا معاً في سبيل الحفاظ على مصالحهما وسط هذا الصراع المميت القائم اليوم على أرض غزة، والضفة الغربية، وبقية “الساحات” الخاضعة للنفوذ الإيراني، من العراق إلى سوريا ولبنان وصولاً إلى اليمن، وفق قوله.

ويتابع بأن مصر من أكثر الدول التي تضررت من حرب غزة التي لم يعد الإيرانيون يخفون دورهم الرئيسي في إشعالها بهدف خلط الأوراق الدولية والإقليمية، ولو كلف الأمر التضحية بمئات الآلاف من الفلسطينيين في حرب غير متكافئة، بحسب تعبيره.

ويقارن الكاتب الكلفة التي تدفعها مصر جراء حرب غزة، بتلك المتعلقة بتركيا نظراً لقربها من تخوم حربين عالميتين، الأولى شرق أوكرانيا بين الغرب وروسيا، والثانية في قلب المثلث الفلسطيني – اللبناني – السوري، وفق مقاله.

وينوه بأن هناك رغبة لدى الطرفين في إبرام تفاهمات أكبر من المظاهر البروتوكولية، مشيراً إلى أن طوي موضوع تنظيم “الإخوان المسلمين” كعقبة، سيمكّن من ذهاب كليهما إلى حالة أبعد مما هي عليه الآن.

ويضيف بأن مصر التي تعاني على صعيد قناة السويس، تعرف أن استمرار هذه الحرب سيؤدي إلى كارثة كبيرة في المنطقة، كما أن تركيا التي تحاول ترتيب الملف السوري مع روسيا، تعرف تماماً أن الفشل في إقامة نوع من التفاهمات مع روسيا والولايات المتحدة سيتسبب لها بمعاناة.

ويرى الكاتب بأن هذه المعاناة لا تقتصر على ما ستسببه لها حدود سوريا المكلف جداً ضبطها من طرف واحد، بل من إيران المتغلغلة في الجسم السوري، وستشكل يوماً ما خطراً كبيراً على وحدة الأراضي والشعوب في تركيا، بحسب تعبيره.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.