مقتل ثلاثة إسرائيليين في هجوم مسلح بالضفة الغربية، وحماس تشيد بالهجوم وتصفه بأنه “رد طبيعي على المجازر والإبادة الجماعية في قطاع غزة”

قوات إسرائيلية تقوم بدورية حول موقع إطلاق النار بالقرب من الخليل في الضفة الغربية المحتلة، 1 سبتمبر/أيلول 2024

Reuters
قوات إسرائيلية تقوم بدورية حول موقع إطلاق النار بالقرب من الخليل في الضفة الغربية المحتلة، 1 سبتمبر/أيلول 2024

قال مسؤولون إسرائيليون إن ثلاثة إسرائيليين قتلوا يوم الأحد، عندما تعرضت مركبتهم لإطلاق نار بالقرب من مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة.

وكانت خدمة الإسعاف الإسرائيلية قد قالت في البداية إن اثنين قُتِلا وأصيب ثالث بجروح خطيرة.

وقالت الشرطة الإسرائيلية في وقت لاحق إن جميع القتلى جميعهم من ضباطها.

وأكد الجيش وقوع الهجوم في منطقة تقاطع إدنا ترقوميا في منطقة الخليل، قائلاً إن قوات الأمن تبحث عن المهاجمين، بعد العثور على السيارة المستخدمة في الهجوم فارغة، حيث تمكن المنفذون من الهرب.

وفي إطار حديثه عن العثور على جثث الرهائن الإسرائيليين في رفح، علق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على حادث الخليل قائلاً “نحن نقاتل على جميع الجبهات ضد عدو قاس يريد قتلنا جميعا”.

“يستحق الانتباه”: كيف تبدو الحياة في الخليل بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول؟

ودعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، العضو المتشدد في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، إلى مزيد من الإجراءات ضد المسلحين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وقال: “نحن بحاجة إلى أن نفعل الآن ما لم نفعله في تلك الليلة المروعة، وأن نشن ضربة استباقية ونضرب الإرهاب بقوة”، في إشارة إلى هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل.

وقال متحدثا من مكان هجوم الأحد: “نحن ملتزمون بالقضاء على الإرهاب على جميع الجبهات”.

وأشادت حماس التي تخوض حرباً مع إسرائيل في غزة بالهجوم، الذي لم تعلن مسؤوليتها عنه، قائلة إنه “رد طبيعي على المجازر والإبادة الجماعية في قطاع غزة”.

وقالت في بيان: “ندعو كل من يحمل السلاح إلى توجيه الرصاص إلى صدور المحتلين الذين يواصلون ارتكاب المجازر في حق أهلنا في قطاع غزة الصامد”.

جرافات إسرائيلية تدمر شوارع ومحلات تجارية خلال اليوم الخامس من العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية، في الأول من سبتمبر/أيلول 2024

EPA
جرافات إسرائيلية تدمر شوارع ومحلات تجارية خلال اليوم الخامس من العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية، في الأول من سبتمبر/أيلول 2024

من ناحية أخرى، قالت كتيبة جنين إنها أوقعت قوة إسرائيلية بكمين في ساحة المخيم ظهر الأحد، في خامس يوم من العملية العسكرية الكبرى التي تنفذها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وأكدت الكتيبة في بيان لها أنها حققت إصابات مؤكدة في صفوف الجنود الإسرائيليين، بعد أن استهدفتهم بالرصاص والعبوات الناسفة بشكل مباشر.

وقال الهلال الأحمر إن طواقمه تعاملت مع إصابتين بالرصاص الحي بينهم مسن في مخيم جنين، ونقلتهم إلى المستشفى.

وقامت الجرافات الإسرائيلية بتجريف سطح طريق في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة يوم الأحد، بعد يوم من تصريح مسؤول محلي بأن الجنود دمروا معظم الشوارع، بينما قُطِعت الكهرباء والمياه عن مخيم جنين للاجئين المجاور.

رئيس الأركان الإسرائيلي: “لن نسمح للإرهاب في الضفة الغربية بأن يرفع رأسه”

وقُتل ما لا يقل عن 22 فلسطينيًا منذ الأربعاء، وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 600 فلسطيني قتلوا في الأراضي الفلسطينية على أيدي القوات الإسرائيلية أو المستوطنين منذ بدء حرب غزة.

وقتل 23 إسرائيلياً، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات للجيش خلال نفس الفترة، وفقا لأرقام رسمية إسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن جنديا يبلغ من العمر 20 عاما قتل يوم السبت.

وقد أثارت العملية الإسرائيلية المستمرة دعوات دولية لوقفها. وعبرت بريطانيا وفرنسا وإسبانيا عن مخاوفها بشأن العملية الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وأعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن انزعاج مصر الشديد مما وصفها بمحاولات تكرار ما يحدث في غزة في الضفة الغربية، مشددًا على ضرورة احتواء التصعيد العسكري في الضفة، وتحمل إسرائيل مسؤولياتها في توفير الأمن للسكان الفلسطينيين باعتبارها “قوة احتلال”.

جاء ذلك خلال استقبال الوزير عبد العاطي الأحد لكبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاخ، بمقر وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة.

وأدانت مصر الأسبوع الماضي العملية العسكرية التي بدأتها إسرائيل في عدة مدن شمالي الضفة الغربية المحتلة، والتي أدت لمقتل وإصابة العديد من الفلسطينيين، محذرة من “المخاطر الوخيمة المتوقعة” لما وصفته بـتلك “الاقتحامات” الإسرائيلية.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن “إسرائيل وحدها مسؤولة عن التصعيد الخطير”، داعيا إلى إنهاء “عدوانها الدموي على الضفة الغربية المحتلة”.

وأضاف على موقع إكس أن كل ما تدعيه إسرائيل حول أسباب شن عدوانها على الضفة الغربية “كذب” رافضاً “ما يزعمه وزراؤها العنصريون المتطرفون الذين يختلقون الأخطار لتبرير قتلهم الفلسطينيين وتدمير مقدراتهم”.

وهاجم عشرات المستوطنين السبت الماضي بلدة قصرة جنوب مدينة نابلس، بحماية من قوات الجيش الإسرائيلي، حسبما قالت مصادر من البلدة لبي بي سي.

وأوضحت المصادر أن مستوطنين مسلحين هاجموا السكان وأطلقوا الرصاص باتجاه المنازل والسكان الذين تصدوا لهم بالحجارة، بينما أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي وقنابل الغاز على السكان.

عمليات قتل “غير قانونية”

فلسطينيون يحملون سيدة على كرسي أثناء إخلاء منزلها في مداهمة إسرائيلية لمخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، في 1 سبتمبر/أيلول 2024

Reuters
فلسطينيون يحملون سيدة على كرسي أثناء إخلاء منزلها في مداهمة إسرائيلية لمخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، في 1 سبتمبر/أيلول 2024

أدانت الأمم المتحدة استخدام قوات الأمن الإسرائيلية للقوة غير القانونية أثناء العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، داعية إلى إنهاء الهجوم الحالي على مخيم جنين للاجئين على الفور.

وفي بيان أصدره “مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة” السبت، قال إن العملية المستمرة للقوات الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين وأجزاء مجاورة من المدينة أدت إلى عمليات قتل غير قانونية على ما يبدو، وانعدام الأمن للسكان الفلسطينيين، وتدمير هائل للمخيم الذي يقطنه حوالي 11,000 فلسطيني.

وأوضح المكتب أنه في وقت إصدار هذا البيان، قتلت قوات الأمن الإسرائيلية 12 فلسطينيا في جنين والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك خمسة قتلوا في غارات جوية وسبعة بسبب إطلاق النار عليهم بالذخيرة الحية. ويشمل هذا رجلا يبلغ من العمر 83 عاما، ويدعى توفيق أحمد يونس قنديل، الذي قُتل في 30 آب/أغسطس.

ونقل المكتب عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على سيارات الإسعاف التابعة لها أربع مرات على الأقل، وأنه في إحدى الحوادث التي وقعت في 30 آب/أغسطس، أصيب طبيب وسائق.

وشدد المكتب على أن استخدام القوات الإسرائيلية للأسلحة والتكتيكات العسكرية يساهم في تصعيد العنف في الضفة الغربية المحتلة.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.