ما أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في الضفة الغربية المحتلة؟

جنود إسرائيليون في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة

Getty Images

يواصل الجيش الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، عملية عسكرية واسعة النطاق في العديد من البلدات ومخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية المحتلة أسفرت عن سقوط وجرحى من الفلسطينيين، هي الأكبر منذ عملية “السور الواقي” في عام 2002.

“سيناريو غزة”

كان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قال يوم الأربعاء 28 أغسطس/ آب إنه يجب التعامل مع التهديد في الضفة الغربية تماما كما تم التعامل مع قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع بدء عملية الضفة.

وأوضح كاتس في تغريدة على صفحته بموقع إكس أن الجيش الإسرائيلي يشن عملية عسكرية مكثفة في مخيمي جنين وطولكرم للاجئين الفلسطينيين ضد ما سماها “البنى التحتية الإرهابية الإسلامية الإيرانية التي أقيمت هناك”.

وأضاف أن إيران تعمل على إقامة ما وصفها “جبهة إرهابية ضد إسرائيل من الضفة الغربية وفق نموذج غزة ولبنان من خلال تمويل وتسليح مخربين وتهريب أسلحة متطورة عبر الأردن”.

ودعا كاتس أيضا إلى تنفيذ إجلاء مؤقت للسكان هناك، والقيام بأي خطوات أخرى مطلوبة، مبررا ذلك بالقول إن “هذه حرب على كل شيء وعلينا أن ننتصر فيها”.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه من المحتمل “تنفيذ إجلاء منظم للسكان الفلسطينيين المدنيين وفقا لمراكز القتال المتوقعة” خلال العملية العسكرية.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش صحة تسجيل صوتي حصلت عليه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية يتحدث فيه عن “خطة سرية” لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل وإجهاض أي محاولة لتصبح جزءا من الدولة الفلسطينية.

“حرب شاملة”

وتعليقا على العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، حذرت السلطة الفلسطينية من تداعيات تلك العملية، واعتبرتها تصعيدا خطيرا.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن “العدوان الذي بدأته إسرائيل يأتي استكمالا للحرب الشاملة على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وهو تصعيد خطير تتحمل مسؤوليته سلطات الاحتلال والجانب الأمريكي الذي يوفر الحماية والدعم لهذا الاحتلال للاستمرار في حربه ضد شعبنا الفلسطيني”.

وأكد أن “هذه السياسة التصعيدية وتدمير المدن وقتل المواطنين والاعتقالات والاستعمار، لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، وسيدفع الجميع ثمن هذه الحماقات الإسرائيلية”.

“تفاقم الوضع الكارثي”

هذا وقد حذّرت الأمم المتحدة من أن العملية العسكرية واسعة النطاق التي بدأتها إسرائيل في الضفة الغربية “تهدد بشكل خطير بمفاقمة الوضع الكارثي أصلاً” في الأراضي الفلسطينية.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، في بيان: “على إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، أن تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي”.

وأكدت المسؤولة الأممية أن الإفراط بالاستخدام غير الضروري أو غير المتناسب للقوة وعمليات القتل المستهدف أمر مثير للقلق.

وأضافت: “لقد تعرض آلاف الفلسطينيين للاعتقال التعسفي والتعذيب، وتعرضوا للعنف الوحشي للمستوطنين، وواجهوا قيودًا شديدة على حرية التنقل والتعبير، كما تعرضت منازل وممتلكات الفلسطينيين للتدمير أو المصادرة، وتم تهجيرهم قسراً”.

إدانة عربية

وقد أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية العملية العسكرية الإسرائيلية، وشدد على أن “الولايات المتحدة فشلت في ممارسة الضغط المناسب على إسرائيل وخضعت لمناوراتها ومماطلة قادتها وإضاعتهم للوقت من دون وجود أي نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب العدوانية على غزة ويُجنب المنطقة خطر التصعيد الشامل”.

كما أدانت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية لمدن شمال الضفة الغربية في جنين وطولكرم وطوباس.

واعتبرت مصر الاعتداءات الإسرائيلية في حق المدنيين الفلسطينيين بمدن الضفة الغربية، بمثابة “إمعان في الانتهاك الممنهج للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع الخاصة بحماية حقوق الشعوب تحت الاحتلال، وإصرار على سياسة التصعيد وتوسيع رقعة المواجهات داخل الأراضي الفلسطينية”.

من جانبه، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه وفدًا من الكونغرس الأمريكي، من “خطورة تطورات الأوضاع في الضفة الغربية” التي تشهد تصاعدًا في وتيرة العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع أكتوبر/ تشرين الأول.

“تنفيذ مخطط ضم الضفة”

أما حركة حماس فاعتبرت أنها “محاولة لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين بضمّ أراضيها، معتبرة أنها نتيجة طبيعية للصمت الدولي والدعم الأمريكي”.

وقالت الحركة في بيان عبر موقعها الإلكتروني، إن العملية العسكرية الموسّعة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في محافظات الضفة “محاولة عملية لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين الصهاينة التي عبّر عنها وزراؤها الفاشيون، وتوسيع حرب الإبادة الوحشية القائمة في قطاع غزة، لتشمل مدن وبلدات ومخيمات الضفة”.

ضحايا عنف الضفة

ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، التي اندلعت بسبب الهجوم الذي شنته الحركة على إسرائيل، زادت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة.

وترفع العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، إلى 637 بحسب الأمم المتحدة.

وقتل ما لا يقل عن 19 إسرائيليا، بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون أو خلال عمليات عسكرية، وفقا للبيانات الإسرائيلية الرسمية.

برأيكم

ما أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة؟

هل تمضي إسرائيل في تنفيذ وعيدها بشن حرب شاملة على الضفة مثلما فعلت في غزة؟

ما خيارات الفلسطينيين في مواجهة الحملة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية؟

لماذا تعثرت محاولات توحيد صفوف الفصائل الفلسطينية حتى اليوم؟

لماذا تلتزم معظم العواصم العربية الصمت إزاء ما يجري في الضفة؟

إلى أي مدى يمكن للفلسطينيين في الضفة الغربية التصدي لضغوط العملية العسكرية الإسرائيلية؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 30 أغسطس/ آب.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

https://www.youtube.com/@bbcnewsarabic

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.