ماذا بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل أبو شجاع في الضفة الغربية؟

أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له اليوم الخميس، مقتل قائد كتيبة طولكرم محمد جابر والملقب بـ “أبو شجاع” بالإضافة إلى أربعة مسلحين آخرين، خلال اشتباكات مع أفراد الوحدة الشرطية الخاصة.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن “أبو شجاع” كان “قائد الشبكة الإرهابية في نور شمس”، وكان متورطاً في العديد “من العمليات الإرهابية”، منها عملية إطلاق النار في شهر يونيو/حزيران الماضي والتي أسفرت عن مقتل المواطن الإسرائيلي أمنون مختار.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن عنصراً من الوحدة الشرطية الخاصة، أصيب بجروح طفيفة خلال الاشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين.

وقالت مصادر محلية إن الجيش الإسرائيلي فجّر “مختبرا لتصنيع المتفجرات” أسفل مسجد أبو بكر الصديق في في مخيم الفارعة، الليلة الماضية، ما أدى إلى حدوث أضرار واشتعال النيران في المسجد.

وعلّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على الحادثة بأن قواته عثرت على مختبر لتصنيع المتفجرات وقامت بتدمير العبوات الناسفة في المكان بشكل لم يضر بقاعة الصلاة، ليعلن الجيش الإسرائيلي بعدها، أن قواته قتلت “خمسة مسلحين فلسطينيين كانوا مختبئين داخل مسجد في طولكرم” في الضفة الغربية المحتلة.

من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في طولكرم “في إطار الرد على اغتيال قائدنا، تمكن مقاتلونا من نصب كمين لقوة مشاة إسرائيلية في محور المنشية خلف مسجد أبو عبيدة” في جنين. وأعلنت الجماعة المسلحة عن “إصابات مباشرة” لتلك القوات بعد أن فجرت عبوة ناسفة بالقرب منها.

وقالت الأجنحة المسلحة لفصائل حماس والجهاد الإسلامي وفتح في بيانات منفصلة يوم الأربعاء إن مسلحيها فجروا قنابل ضد مركبات عسكرية إسرائيلية في جنين وطولكرم وبلدة الفارعة في وادي الأردن.

من هو “أبو شجاع”

ولد محمد جابر المعروف باسم “أبو شجاع”، عام 1998 في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم، وقد نشأ وترعرع في المخيم مع والديه وخمسة من الأشقاء هو أوسطهم.

وقد سكنت عائلته في المخيم بعد أن هُجرت من مدينة حيفا خلال أحداث النكبة عام 1948.

درس “أبو شجاع” مراحل التعليم الأولى في مخيم نور شمس، لكنه لم يتمكن من استكمال دراسته بسبب الظروف الصعبة، وقد انضم للفصائل في وقت مبكر من حياته، واعتقل لأول مرة وهو في السابعة عشرة من عمره.

يوصف محمد جابر، بحسب وسائل إعلام محلية، بأنه أحد أكثر الرجال المطلوبين في الضفة الغربية، ويُتهم بـ “زعزعة الاستقرار بشمال الضفة الغربية”، والوقوف خلف العديد من العمليات، من ضمنها عملية إطلاق النار التي وقعت في شهر يونيو/حزيران، والتي أدت إلى مقتل إسرائيلي في الضفة.

وتضيف أن أبا شجاع كان مقربا من قائد كتيبة طولكرم الأول وأحد مؤسسيها سيف أبو لبدة، ومجموعة من شباب مدينة طولكرم ومخيم عين شمس، وتولى قيادة الكتيبة بعد مقتل أبو لبدة.

وتشير وسائل الإعلام المحلية إلى أنه عمل على توسيع كتيبة طولكرم بعد أن تولى قيادتها، وخلال ذلك انضم إلى صفوفها العديد من الشباب، ليصل عدد أفراد عناصرها تقريبا في سبتمبر/أيلول 2022 إلى 40 فردا.

تعرض أبو شجاع للاعتقال مرتين، بعد عملية الاعتقال الأولى، وقضى بموجبهما نحو 5 سنوات في السجون الإسرائيلية، كما اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية مرتين.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إنه كان ملاحقا من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي تمنع إقامة التشكيلات العسكرية المسلحة غير النظامية، وقد حاولت في 26 يوليو/تموز 2024 اعتقاله من مستشفى ثابت الحكومي في مدينة طولكرم، حيث كان يتلقى العلاج إثر إصابته في انفجار عبوة أثناء تصنيعها، إلا أن حشودا من الفلسطينيين نفرت إلى المستشفى وتمكنت من إخراجه.

وأضافت أنه نجا من عدة محاولات اغتيال، وأطلق عليه لقب “الشهيد الحي”، بعد أن ظهر في أبريل/نيسان الماضي، خلال تشييع قتلى مجزرة مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية، وذلك بعد أيام من إعلان الجيش الإسرئيلي اغتياله واحتجاز جثته في اجتياح إسرائيلي واسع للمخيم.

وانتشرت بعدها مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهره حينها محمولا على أكتاف المسلحين وبين المواطنين، ويتنقل بين صفوفهم مودعا رفاقه الذين رحلوا، ومطلقا الرصاص في الهواء من بندقية كان يحملها على كتفه، تحية لهم وتحديا للجيش الإسرائيلي.

وخلال ذلك الاقتحام الذي امتد لأكثر من 50 ساعة في طولكرم ومخيم نور شمس، قتل 14 فلسطينيا لم تعرف هويتهم بشكل دقيق إلا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

قوات إسرائيلية

EPA
قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية حاصرت مستشفيين في جنين

آخر التطورات الميدانية

ارتفعت حصيلة قتلى العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة إلى 11 شخصاً، فيما وصل عدد الجرحي إلى 20 شخصاً، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني، ليرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 663 قتيلا ونحو 5600 إصابة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية لليوم الثاني على التوالي، والتي أعلن عنها في شمالي الضفة الغربية، وسط اشتباكات متقطعة في جنين وطولكرم وطوباس.

وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية إلى مقتل رجل من ذوي الإعاقة في مخيم نور شمس بطولكرم برصاص قناص إسرائيلي داخل منزله، ولم يتسن لطواقم الإسعاف الوصول إلى القتيل حتى اللحظة لنقله للمستشفى، بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه القوات الإسرائيلية على المخيم حسبما نقلت الوكالة.

وبحسب مصادر محلية، تواصل الآليات العسكرية الإسرائيلية تدمير البنى التحتية والشوارع، مما أدى لتضرر شبكة الكهرباء وتدمير خطوط المياه في جنين وطولكرم ومخيم الفارعة بمدينة طوباس.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من حصار الجيش الإسرائيلي للمستشفيات في جنين وطولكرم، وقالت إن الجيش يقوم بتفتيش جميع المركبات المتجهة إلى المستشفيات، مما يعيق عمل الطواقم الطبية ويهدد حياة المصابين.

وقامت القوات الإسرائيلية باحتجاز الكوادر الطبية في مخيم الفارعة في طوباس عند اقتحامها للمخيم، ومنعت مركبات الإسعاف من دخول المخيم أو الوصول إليه.

وعلمت بي بي سي من مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية أقامت مركز تحقيق ميداني في مخيم نور شمس، وقامت بالتحقيق مع عشرات الشبان، فيما قال نادي الأسير الفلسطيني إن الجيش الإسرائيلي اعتقل نحو 20 شخصاً من الضفة الغربية في اليوم الأول للعملية العسكرية.

وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية وصفها بـ”الواسعة”، في أكثر من موقع شمال الضفة الغربية المحتلة فجر الأربعاء، ويقول إنها “لإحباط الإرهاب”، وإن العملية لا تزال متواصلة جواً وبراً.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن هدف الجيش من العملية العسكرية هو محاولة “الوصول إلى مختبرات صناعة المتفجرات في الضفة الغربية”، وأن قيادة الجيش تعتقد أن المسلحين في مخيمات الضفة باتوا يشكلون خطراً حقيقياً على الجيش وحرية عمله في الضفة ومخيماتها، في حين رجّحت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر أمنية، أن تستمر العمليات العسكرية “عدة أيام أخرى”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.