لماذا تنفذ إسرائيل مداهمات في الضفة الغربية؟


جنود إسرائيليون يقومون بعملية مداهمة في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين بالقرب من مدينة طولكرم في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل في 28 أغسطس/آب 2024

Getty Images
القوات الإسرائيلية تشارك في مداهمة لمخيم نور شمس للاجئين قرب طولكرم

قُتل عشرة فلسطينيين على الأقل في الضفة الغربية المحتلة في أعقاب مداهمات شنها الجيش الإسرائيلي.

وداهم الجيش الإسرائيلي أربع مدن في الضفة فيما قال إنها “عملية مكافحة الإرهاب”.

ويُعتقد أن هذه العملية، هي أكبر عملية تنفذها إسرائيل في الضفة الغربية خلال العشرين عاماً الماضية.

ماذا نعرف عن الضفة الغربية ومن يسيطر عليها؟

خريطة توضح مناطق الضفة الغربية التي تسيطر عليها إسرائيل والسلطة الفلسطينية

BBC

تقع الضفة الغربية إلى الغرب من نهر الأردن وشرق القدس.

ويعيش فيها حوالي 3.2 مليون نسمة، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، معظمهم من الفلسطينيين – على الرغم من أن العديد من اليهود يعيشون هناك أيضاً في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.

واتفق مؤسسو إسرائيل الحديثة عام 1947 على أن معظم الضفة الغربية يجب أن تصبح جزءً من الدولة الفلسطينية المستقبلية، لكن إسرائيل تخلت عن هذه الخطة بعد حربها مع الدول العربية.

وبعد الهدنة، بسط الأردن نفوذه على الضفة الغربية عام 1950، قبل أن تستولي القوات الإسرائيلية على المنطقة خلال حرب الأيام الستة عام 1967 ووضعتها تحت الاحتلال العسكري.

خلال السبعينيات والثمانينيات، أنشأت إسرائيل المستوطنات في عدد من مناطق الضفة، الأمر الذي أثار استياء السكان العرب، واحتجاجات المجتمع الدولي.

وقام الفلسطينيون انتفاضات في الضفة الغربية في الفترة ما بين 1987 و1993، و2000 و2005.

وتخلى الأردن عن مطالبته بالضفة الغربية في عام 1988، وبعد اتفاقيات أوسلو في عام 1993، أدارت السلطة الفلسطينية جزءً منها، في حين أصبح الجزء المتبقي تحت الحكم الإسرائيلي المباشر.

ويطالب كل من إسرائيل والفلسطينيين بحقوقهم في المنطقة، ولكن بعد عقود من المحادثات المتقطعة، لا يزال وضعها النهائي غير محدد.

أين نفذت إسرائيل غاراتها، ولماذا تقول إنها كانت ضرورية؟

خريطة تظهر مدن جنين وطولكرم ونابلس وطوباس، حيث نفذت القوات الإسرائيلية غاراتها

BBC

وداهمت القوات الإسرائيلية بشكل متزامن أربع مدن فلسطينية على الأقل في المنطقة المحتلة بالضفة الغربية، وهي جنين وطولكرم ونابلس وطوباس، إلى جانب مخيمات اللاجئين القريبة.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إنه تمّ إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى جنين، ووردت أنباء عن وقوع اشتباكات مسلحة في مخيم اللاجئين في المدينة، وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن “قوات كبيرة” دخلت المدينة.

وقالت مصادر فلسطينية إن القوات الإسرائيلية دخلت مستشفى في جنين، ومنعت الوصول إلى مستشفيين في طولكرم، فيما ركزت العمليات العسكرية الإسرائيلية في نابلس على مخيمين للاجئين هناك.

وفي مخيم الفارعة بالقرب من طوباس، أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح قيل إنها جراء غارة إسرائيلية بطائرة دون طيار، وورد أن القوات الإسرائيلية دخلت منشأة طبية تابعة للهلال الأحمر هناك.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن تسعة فلسطينيين قتلوا ووصفهم على أنهم “إرهابيون مسلحون”.

وأفادت التقارير أن القوات الإسرائيلية حاصرت مخيم نور شمس في طولكرم، وقال أحد السكان إن هناك “اشتباكات في أماكن متعددة”.

وقال أحد السكان إن القوات أغلقت الطرق خارج المخيم وقامت بفحص بطاقات هوية المغادرين.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن الجيش الإسرائيلي “يعمل بكامل قوته منذ الليلة الماضية، في مخيمي جنين وطولكرم للاجئين لتفكيك البنى التحتية الإرهابية الإيرانية الإسلامية المقامة هناك”.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني إن القوات في جنين وطولكرم تنفذ “عمليات موجهة استخباراتية لمكافحة الإرهاب” لمنع الهجمات على المدنيين.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تقوم إسرائيل بعمليات عسكرية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، كل يوم تقريباً.

ما هو الرد الفلسطيني على العمليات الإسرائيلية الأخيرة؟

تشييع جثمان فلسطيني قُتل في مخيم نور شمس للاجئين

Getty Images
تشييع جثمان فلسطيني قُتل في مخيم نور شمس للاجئين

حثت وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية المجتمع الدولي على المساعدة في حماية المستشفيات في جنين وطولكرم وطوباس.

وطلبت الوزارة، في بيان لها الأربعاء، المساعدة من “المجتمع الدولي والصليب الأحمر”، متهمة الجيش الإسرائيلي بمنع وصول سيارات الإسعاف، وهو ما “يشكل انتهاكا صارخا” للقانون الإنساني.

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي أغلق الطرق المؤدية إلى مستشفى ابن سينا، وحاصر مستشفى خليل سليمان ومقر الهلال الأحمر وجمعية أصدقاء المرضى.

وقطع رئيس السلطة الفلسطينية، الرئيس محمود عباس، زيارة إلى السعودية لمراقبة الأوضاع في الضفة الغربية، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.

كيف كان رد فعل المجتمع الدولي؟

وأدانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان “الرد العسكري المتزايد” للقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وتقول المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية تجري “بطريقة تنتهك القانون الدولي وتخاطر بإشعال الوضع المتفجر بالفعل”.

وقال البيان إن “العنف بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين الفلسطينيين في الضفة الغربية لا يشكل صراعاً مسلحاً بموجب القانون الإنساني الدولي”، مضيفاً أن “استخدام القوة في الضفة الغربية يجب أن يتوافق مع معايير حقوق الإنسان”.

وفي الأسبوع الماضي، قالت الأمم المتحدة إن 128 فلسطينياً، من بينهم 26 طفلاً، قتلوا في غارات جوية إسرائيلية في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وأضافت أن 607 فلسطينيين قتلوا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، من بينهم 11 فلسطينياً على يد مستوطنين إسرائيليين، خلال الفترة نفسها.

كيف تصاعدت التوترات في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية؟

أعضاء من جماعة فلسطينية مسلحة خلال تشييع جنازة أحد الأشخاص الذين قُتلوا خلال العمليات الأخيرة للقوات الإسرائيلية

Getty Images
تتهم إسرائيل إيران بالمساعدة في تمويل وتسليح جماعات مسلحة جديدة في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية

تحتوي الضفة الغربية على عدة مخيمات للاجئين، تؤوي عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا من منازلهم التي كانت في مناطق أصبحت اليوم ضمن المناطق الإسرائيلية.

وتشهد هذه المخيمات مستويات مرتفعة من الفقر والبطالة، خاصة بين الشباب.

وقد أصبحت هذه المخيمات، ومخيم جنين على وجه الخصوص، قواعد للعديد من الجماعات الفلسطينية المسلحة الجديدة كما يقول مراسل بي بي سي الدبلوماسي بول آدامز، وكانت العملية الأخيرة بمثابة محاولة لتفكيكهم.

ويقول آدامز إن إسرائيل تعتقد أن إيران تساعد في بناء مجموعات مسلحة جديدة في الضفة الغربية، من خلال التمويل والأسلحة، لإبقاء إسرائيل محاصرة من أكبر عدد ممكن من الجبهات.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.