أبرز مخيمات الضفة الغربية التي داهمها الجيش الإسرائيلي في عمليته العسكرية؟

شرع الجيش الإسرائيلي، يوم الأربعاء، في عملية عسكرية موسّعة برّاً وجوّاً في الضفة الغربية، سقط جرّاءها ما لا يقل عن 11 قتيلاً ونحو 20 مصاباً، وفقاً لمصادر صحية فلسطينية. و

في عملية تُعدّ الأكبر من نوعها في الضفة الغربية منذ عملية الدرع الواقي في 2002، شنّ الجيش الإسرائيلي عدة هجمات في مدن وقرى ومخيمات بالضفة الغربية.

وقالت القناة الـ 14 الإسرائيلية إن آلافاً من الجنود من وحدات خاصة تم تعبئتهم، فضلاً عن الاستعانة بمروحيات وطائرات حربية ومسيرات وجرافات في هذه العملية، التي تستهدف بالأساس مناطق شمالي الضفة الغربية.

ووضح الجيش الإسرائيلي إن العملية تستهدف “منع تنفيذ عمليات إرهابية من الضفة”، كما أفادت صحيفة يسرائيل هيوم، “أن العملية – التي تشارك فيها عناصر من جهاز الأمن العام الإسرائيلي – تستهدف القضاء على التهديد المتمثل في تصنيع العبوات الناسفة”.

وأشار ناداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إلى أن نحو 150 من هجمات إطلاق النار والهجمات بعبوات ناسفة خرجت من الضفة الغربية على مدار العام الماضي.

وتأتي العملية الإسرائيلية في أعقاب هجوم انتحاري بعبوة ناسفة في تل أبيب، كانت حركة حماس قد تبنّته في وقت سابق من الشهر الجاري، ويقول الجيش الإسرائيلي إن العبوة الناسفة التي استُخدمت في هذا الهجوم صُنعت في شمال الضفة الغربية.

جرافة إسرائيلية

Getty Images
جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي تحفر في طريق بالضفة الغربية اليوم الأربعاء 28 أغسطس/آب

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، “إن التهديد الماثل في الضفة الغربية ينبغي التعامل معه بالطريقة نفسها التي يتم التعامل بها مع التهديد في قطاع غزة”.

وقال أحمد الديك، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني، لوكالة الأناضول إن “إسرائيل تعيد في الضفة الغربية استخدام نفس تكتيكات الإخلاء التي استخدمتها من قبل في غزة، على نحو يجبر السكان على النزوح”.

من جهتها، توعّدت فصائل فلسطينية مسلحة بالتصدي للقوات الإسرائيلية وبتنفيذ هجمات مضادة.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل ما لا يقل 660 فلسطينياً في الضفة الغربية بينما جُرح نحو 5,400 آخرون جراء هجمات إسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي.

وفي ثنايا التغطية الإعلامية لهذه العملية العسكرية الإسرائيلية، برزت أسماء عدد من مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، ومن تلك المخيمات: جنين، نور شمس، الفارعة وبلاطة.

خارطة الضفة الغربية

BBC

فماذا نعرف عن هذه المخيمات؟

تضم الضفة الغربية حوالي 775 ألفاً من اللاجئين، رُبع هذا العدد يعيش في 19 مخيماً، أما اللاجئون الآخرون يعيش معظمهم في مدن وبلدات الضفة، بحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

مخيم جنين

في عمليته العسكرية الأخيرة، هاجم الجيش الإسرائيلي مخيم جنين، كما حاصر مستشفيين في المدينة، بحسب هيئة البث الإسرائيلي. ويقول الجيش إنه يحاول منع المسلحين من التمترس داخل المستشفيات وتحويلها إلى مواقع قتالية.

وفرضت القوات الإسرائيلية حظر تجول في جنين. وقالت مصادر محلية لبي بي سي، إن القوات الإسرائيلية أغلقت الطرق المؤدية إلى جنين، في ظل احتدام عمليات قتالية بالمخيم.

وفي مخيم جنين، برزت “كتيبة جنين” المحسوبة على حركة الجهاد الإسلامي، ويُعتقد أنها تضم مسلحين من عدة فصائل.

ويقع المخيم ضمن حدود بلدية جنين، ويعد الأقصى شمالاً بين مخيمات الضفة الغربية، وتأسس المخيم في عام 1953.

وفي عام 2002، احتل الجيش الإسرائيلي مخيم جنين بعد عشرة أيام من القتال العنيف، ودمّر أكثر من 400 منزل، وشرّد أكثر من ربع سكان المخيم، وفقا للأونروا.

وبحسب إحصاء أجري في 2021، يعيش في مخيم جنين حوالي 12,250 لاجئاً فلسطينياً. ويشهد المخيم واحداً من أعلى معدلات البطالة والفقر بين مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية.

وكان كثيرون من سكان مخيم جنين يعتمدون في السابق على العمل في إسرائيل قبل بناء الجدار العازل والعمل بنظام التصاريح.

مخيم نور شمس

في مخيم نور شمس للاجئين شرقي مدينة طول كرم، أمر الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء سكان المخيم بمغادرته في غضون أربع ساعات، بحسب وكالة وفا الفلسطينية الرسمية للأنباء.

لكن متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي نفى صدور مثل تلك الأوامر، لكنه استدرك قائلاً إن من يرغب في المغادرة فليفعل.

وكانت مصادر صحية فلسطينية قالت إن خمسة فلسطينيين قُتلوا ليل الاثنين، إثر هجوم على مخيم نور شمس.

ويقع مخيم نور شمس للاجئين في الشمال الغربي من الضفة الغربية، على مسافة حوالي ثلاثة كيلومترات من مدينة طول كرم.

وأنشئ المخيم في عام 1950، ويعيش فيه حوالي 7,350 لاجئاً فلسطينياً، بحسب إحصاء أجري في عام 2021.

ويشهد مخيم نور شمس معدلات بطالة مرتفعة، بالإضافة إلى تدهور البنية التحتية، لا سيما في فصل الشتاء مع هطول الأمطار ما يسبب أضراراً ومخاطر صحية لسكان المخيم.

مخيم الفارعة

في مخيم الفارعة للاجئين جنوبي مدينة طوباس، لقي فلسطينيان مصرعهما. وقال مدير دائرة الإسعاف بالهلال الأحمر، إن قوات الجيش الإسرائيلي “تمنع طواقمنا من الوصول إلى الضحايا في مخيم الفارعة”.

وعلى مقربة من عين الفارعة، يقع مخيم الفارعة، على مسافة حوالي 17 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من نابلس.

وتأسس المخيم في عام 1949، وينحدر سكان مخيم الفارعة من نحو 30 قرية تابعة للمناطق الشمالية الشرقية من مدينة يافا.

ويعيش في مخيم الفارعة حوالي 7,600 لاجئ فلسطيني مسجل، ويعمل معظم سكان المخيم في قطاع الزراعة، وتبلغ نسبة البطالة في المخيم حوالي 22 في المئة، كما يعاني السكان من نقص المياه.

مخيم بلاطة

وفي مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس، أفادت مصادر فلسطينية بأن قوات تابعة للجيش الإسرائيلي اقتحمت الأطراف الجنوبية للمخيم في ليل الثلاثاء، حيث وقعت اشتباكات مع عناصر مسلحة فلسطينية.

وأعلنت سرايا القدس في بيان لها أنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات إسرائيلية اقتحمت مخيم بلاطة.

وفي مخيم بلاطة، برزت كتيبتا “عرين الأسود” و”بلاطة” المسلحتان.

ويعدّ مخيم بلاطة هو أكبر مخيمات الضفة الغربية، وقد تأسس في عام 1950، ويتجاوز عدد سكانه 23 ألف لاجئ مسجل تنحدر أصولهم من نحو 60 قرية تابعة لمناطق اللد ويافا والرملة، فضلاً عن آخرين ينحدرون من أصول بدوية.

ويحوي مخيم بلاطة ناشطين سياسيين وناشطين على صعيد المجتمع المدني، وقد تأسست لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين في مخيم بلاطة في عام 1994.

وتبلغ نسبة البطالة في مخيم بلاطة حوالي 25 في المئة، بحسب الأونروا.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.